«محمود»: «رقبتى كانت تحت إيد مديرى.. يا تسمع الكلام يا هقطع عيشك»
محمود محمد
شعور بعدم الرضا والضيق أصبح يتملك مجدى سلامة، أثناء ذهابه إلى عمله بإحدى شركات المنتجات الغذائية، كل صباح، لعدم شعوره بالرعاية والأمان فى وظيفة قضى فيها سنوات مقابل راتب شهرى 3 آلاف جنيه، يقول: «مين فينا مرتاح فى شغله، كله بيجرى وراء لقمة العيش وخلاص».
مجدى، الرجل الخمسينى، الذى يعمل فنى إنتاج على إحدى الماكينات بالشركة، يعانى من سوء معاملة مديريه المباشرين لجميع العاملين وعدم توصيل مشاكلهم وطلباتهم للمديرين الأعلى منهم ورؤساء مجلس الإدارة، بجانب احتمالية تقليص عدد العمالة على الماكينات إلى شخصين فقط، فى حين أنها تحتاج 6 أفراد للعمل عليها، على حد قوله. «ضغوطات كثيرة وتعاملات روتينية، فى غياب أى أنشطة ترفيهية للتخفيف عنا، ومعندناش أى أنشطة خالص، حتى الملعب اللى كنا بنفك فيه عن نفسنا سابوه لحد ما اتدمر وبقى أرض بور، دا غير التأمين الصحى، الشركة متعاقدة مع مستشفيات كبيرة، لكن دكتور العيادة بيحولنا لأماكن مش كويسة، وكل دا بيسد نفس الواحد من ناحية الشغل».
صدمة كبيرة وخيبة أمل وقعت على سارة المالك، التى تعمل ضمن سكرتارية مديرها المباشر فى إحدى الشركات الخاصة، التى تصفه دائماً بالجدية والحدة والتعامل بصوت مرتفع يجعل الجميع يتحاشى التعامل معه، فضلاً عن عدم مفارقة «التكشيرة» وجهه أبداً، «دا حتى مبيقولش صباح الخير ولا بيرمى السلام على حد لما بيوصل الشركة».
«محدش مرتاح».. شعار العاملين بالمصانع والشركات الخاصة
لم تكتمل فرحة سارة بمعرفتها بخبر حملها فى أول مولود لها، لاستقبال مديرها لها بطريقة فاترة، والضغوط التى مارسها عليها لإجبارها على ترك العمل، اعتقاداً منه أن حملها سيؤثر على أدائها، فضلاً عن أن الإجازة التى ستحصل عليها عقب الولادة ستعود على العمل بالخسارة». «بدأ يوزع شغلى على زمايلى وماسابليش حاجة أعملها مع إنى ماقصرتش أبداً فى الشغل طوال فترة حملى، لكن طريقته وعدم مساواته فى التعامل بين الموظفين كانت بتخلينى أروح كل يوم معيطة، لحد ما سبت الشغل وقررت إنى هشتغل حرة (فرى لانس) فى الجرافيك».
عدم التقدير والتعامل بقسوة دون مراعاة الظروف الشخصية جعل محمود محمد، خريج معهد هندسة كهربائية، يتخلى عن عمله فى أكثر من مصنع، متجهاً إلى العمل فى التصوير الفوتوغرافى بشكل حر: «التصوير بالنسبة ليّا أرحم بكتير من تعاملات المسئولين فى الشغل، كلهم مش فارق معاهم غير مصالحهم، محدش بيقدّر ولا بيفهم الظروف، ولا إنك تعبت فمحتاج تاخد إجازة برغم من أنهم كانوا لما بيطلبونا فى أى وقت كنا مبنقولش لأ، وكنت بحس بذل وأنا موظف ورقبتى تحت إيد مديرى، يا تسمع الكلام، أو تتقطع لقمة عيشك».