170 أسرة بالقطامية فى الخيام يبحثون عن «شقة»: زهقنا من اللف على المسئولين
مسن يجلس على ما تبقى من أثاث منزله منتظراً «الفرج»
حالة من اليأس تظهر على وجوه 170 أسرة من سكان مشروع 129 عمارة بالقطامية، بعدما قام المسئولون بهدم منازلهم منذ قرابة تسعة أشهر، على أمل إعطائهم مساكن بديلة، عوضاً عن منازلهم المتهالكة، لكن خيام الشارع كانت نصيبهم بعد هدم منازلهم، وسقطت أسماؤهم من ضمن المستحقين للحصول على سكن بالأسمرات.
تامر إمام، سائق توك توك، مقيم فى مشروع الـ129 عمارة منذ 9 سنوات، يقول: «الحكومة خصصت لينا 1200 وحدة، تم تسليم 1030 وحدة بس، ونزلت لجنة الحصر التابعة للهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان فى مارس 2016، لحصر أسماء الأسر لنقلهم، وتم إدراج جميع الأسر الموجودة داخل المشروع بالحصر، وتقسيمهم على أربع مراحل فى التسكين، وبعد أربعة أشهر نزلت اللجنة تانى علشان التسليم، المرحلة الأولى تسلمت 11 عمارة، المرحلة التانية 36 عمارة، وكل مرحلة كانت بتسقط منها مجموعة أسر ومتسكنش، ولما دمجوا المرحلة الثالثة والرابعة 170 أسرة متمش تسكينهم، رغم حصر أسمائهم، ونزلت قوات تنفيذ لهدم المساكن فى 8 فبراير الماضى، على أساس أن كل الأسر انتقلت للأسمرات وعملت إخلاء إجبارياً لكل السكان، وأصبح 170 أسرة مقيمين فى الشارع بقالهم 9 شهور».
ويضيف «تامر»: «زهقنا من كتر اللف على المسئولين والجهات المختصة، سواء الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، أو المحافظة، لحد ما وصلنا لمجلس رئاسة الوزراء، وكان ردهم علينا إن دا من اختصاصات الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان وإنهم ليس لهم دخل فيها».
«زينب»: نفسى فى حتة نضيفة أخرج منها لما أموت.. و«محمد»: بناتى سابوا المدرسة وبافضل سهران قدام الخيمة.. و«جمال»: قالوا لنا بيعوا عفشكم عشان تشتروا كراسة الشروط
تجلس على كرسى خشبى، أمام عشة صنعتها من الأقمشة البالية والبطاطين، واضعة بجوارها عكازاً خشبياً تتحسس به الطريق بسبب ضعف بصرها، زينب موسى، 66 عاماً، تبدأ حديثها بنبرة غضب، قائلة: «نفسى فى أربع حيطان عشان لما أموت ألاقى حتة نضيفة أخرج منها»، موضحة أنها تقيم فى مشروع 129 عمارة، قرابة ثلاث سنوات، ووقت نزول لجنة من الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، لعمل حصر لسكان المشروع لنقلهم، كانت من ضمن المستحقين للحصول على شقة، بناءً على قول أحد أعضاء اللجنة لها، لكنها فوجئت عندما أخبرها موظف الحصر وقت تسليم الوحدات السكنية بأنها ليست من ضمن المستحقين، وعليها أن تذهب إلى الهيئة وتقدم تظلماً: «عملت ييجى 100 تظلم ومفيش فايدة ولا حد بيرد علينا ولا حتى مسئول عايز يقابلنا ولما نروح عند الهيئة يبهدلونا ويقولوا لنا انتوا بتعملوا شغب، وإحنا عايزين حقنا».
وتابعت «زينب»: «يوم التنفيذ الصبح لقيت قوات أمن مركزى فى المشروع وبيأمرونا إننا لازم ننزل من الشقق عشان يهدوها، وبدأوا فعلاً يكسروا سلالم العمارات عشان محدش يعرف يطلع تانى، ولحد النهارده قاعدة فى الشارع بقالى 9 شهور وعايشة عيشة مترضيش ربنا والشتاء داخل عليّا وخايفة البرد يموتنى». جمال عبدالناصر، 64 عاما، يقول: «لما اللجنة نزلت تعمل حصر، الموظفين قالوا لنا بيعوا عفشكم القديم عشان تعرفوا تسددوا تمن كراسات الشروط، وبالفعل كل اللى كان عنده حاجة باعها لأننا بنستلم الوحدة السكنية كاملة وبعفش جديد، ومع ذلك لم يصبنا الدور فى التسكين وقعدنا فى الشارع على الأرض من غير عفش».
وأضاف أنه عند ذهابهم إلى هيئة التعاونيات وجدوا منازلهم عبارة عن هياكل خرسانية، وهذا يعنى أنها فارغة ليست بها سكان وبالتالى فهم لم يستحقوا الحصول على وحدات سكنية بحى الأسمرات، متسائلاً: «إزاى وفيه ناس مننا سكنوا هناك فعلاً؟».
محمد رمضان، 45 عاماً، متزوج ويعول 3 بنات، يعمل فى الرخام، يقول: «عيشتنا صعبة، الناس هنا بتنام على الأرض جنب الكلاب الضالة، وجالنا المرض، وولادنا مش عارفين يروحوا المدرسة، ووحشتنا نومة السرير وتعبنا من نومة الأرض».
وتابع: «أنا عندى بنات قعدتهم من المدرسة، وبافضل سهران طول الليل قدام الخيمة عشان قلقان عليهم مش ضامن إيه اللى ممكن يجرا ليهم لو راحت عليّا نومة»، لافتاً إلى أنه يسير ما يقرب من 2 كيلومتر لكى يحصل على مياه للشرب، قائلاً: «باشترى فطار وغدا وعشا من برا، يعنى معايا فلوس هاكل مش معايا هموت من الجوع، لأن مفيش حاجة أطبخ عليها فى العشة حتى البوتاجاز والتلاجة بعتهم عشان أعرف أسدد تمن كراسة الشروط ويا ريتنى ما بعتهم».