9 سنوات معاناة.. "السيد" يناشد الرئيس للحصول على وظيفة
9 سنوات معاناة.. "السيد" : يناشد الرئيس للحصول على وظيفة لتوفير نفقات علاجه
كان يوما عاديا في حياة "السيد زكريا محمد حسن" بدأ فيه بالاستيقاظ مبكرا وأداء صلاة الفجر ثم تناول طعام الإفطار وودعته والدته بدعواتها المعهودة قبل أن يغادر المنزل متوجها إلى عمله بالقاهرة، ولكن هذا اليوم اختلف عن أي يوم مر في حياته، فمع دقات الساعة الثالثة عصرا، دوت صرخاته أرجاء المكان إثر سقوطه من أعلى سقالة بالطابق الخامس لتنقلب حياته رأسا على عقب.
رحلة علاج طويلة أنفقت فيها أسرة "السيد" جميع ما تملك بالإضافة للاستدانة أملا في علاجه والوقوف على قدميه مرة أخرى إلا أن المأساة التي بدأت بقطع في النخاع الشوكي وإصابته بشلل، انتهت ببتر قدميه وإصابته بالعديد من قرح الفراش، وأصبح حبيسا داخل جدران غرفته بمنزله البسيط الكائن بقرية القصبي شرق التابعة لمركز صان الحجر بمحافظة الشرقية.
يروي "السيد"، 25 عاما، تفاصيل مأساته، قائلا: "اعتدت على العمل منذ كنت طفلا من أجل مساعدة أسرتي لتحمل نفقات المعيشة وكنت راضيا رغم مشقة العمل وما يمهني هو الحصول على مال حلال".
وتابع: "عملت في مجال المعمار وتعرضت لحادث أثناء مباشرة عملي بإحدى العمارات السكنية بالقاهرة وسقطت من الطابق الخامس ما أدى لإصابتي بقطع في النخاع الشوكي وترتب على ذلك إصابتي بالشلل واستخدمت كرسي متحرك حتى أصبحت لا أفارقه إلا أن حالتي استمرت في التدهور وأصبت بالعديد من قرح الفراش وقرر الأطباء بتر ساقي اليسرى ثم اليمنى - من القدم وحتى الركبة - وأصبحت دون قدمين".
وأردف: "رغم ألم البتر العضوي والنفسي وفقداني أي أمل في العودة للوقوف مجددا على قدمي بعد أن أنفقت عائلتي جميع ما تملكه من أجل إجراء عملية حقن بالنخاع إلا أننى مازالت أعاني من ألم قرح الفراش التي تزداد يوما بعد يوم ".
واستطرد قائلا: "فوجئت منذ عدة أيام بظهور قرحة جديدة بجوار قرحة تبلغ 20 سم وإذا لم يسطتع الطبيب علاجها سأضطر لبتر الجزء الثاني من ساقي اليمني".
"أنا عايز أعيش زي أي حد في البلد.. عايز أتوظف وأوفر فلوس علاجي"، هذه هي أمنية الشاب الذي أنهك المرض جسده وقضى سنوات شبابه بين الألم والأدوية والوجع.
وأشار إلى أن نفقات علاجه تتجاوز 2000 جنيه شهريا، وأن والده عامل بسيط وتقدم به العمر ويكاد يوفر نفقات احتياجتهم المعيشية بالكاد.
وناشد الشاب العشريني الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتوفير وظيفة حكومية له ضمن الـ 5% المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، قائلا "أنا مش عاوز حاجه من الدنيا.. عاوز اشتغل في وظيفة حكومية توفر لي راتب أشتري به العلاج بدلا من أن انتظر تبرعات أهل الخير تأتي أو لا تأتي"، واختتم حديثه، قائلا: "من حقي حياة كريمة ياريس".