«الإصلاح الصحى» شعار المرحلة لإنعاش المنظومة الطبية
مبادرة «نور حياة» تبنتها الدولة لعلاج ضعف إبصار المواطنين
«الصحة للجميع».. شعار وصف به الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، تحركات الدولة المصرية فى المجال الصحى خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، سواء عبر المبادرات الصحية المختلفة التى تطلقها وزارة الصحة والسكان تحت رعاية الرئيس أو مشروع التأمين الصحى الشامل الجديد.
وقال «جبور» لـ«الوطن» إن مشروع التأمين الصحى الجديد يُحقق للبلاد «التغطية الصحية الشاملة»، مثمّناً جهود الدولة وحرصها على تنفيذه بأعلى المستويات، وبإشراك مختلف الأطراف فى التجهيز له، وأضاف ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر أن المشروعات الصحية التى تنفذ حالياً بالبلاد من شأنها أن ترتقى بصحة المصريين، موضحاً أن مصر لديها العديد من قصص النجاح بالمجال الصحى مؤخراً، بداية من تحولها من إحدى أكثر دول العالم إصابة فى فيروس سى، إلى علاجها أكثر مما عالجه العالم مجتمعاً من هذا المرض، وكونها المرشح الأول عالمياً للقضاء عليه بشكل تام.
إشادة «جبور» لم تكن الوحيدة بإنجازات القطاع الصحى فى عهد الرئيس «السيسى»، ولكن أكد الدكتور علاء حشيش، أحد قيادات منظمة الصحة العالمية، لـ«الوطن» على هامش إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة الأنيميا والسمنة والتقزم، أن المبادرة من شأنها أن تعمل على الارتقاء بصحة الأطفال المصريين، بداية من المرحلة الابتدائية فيما يليها من مراحل عمرية، بما ينعكس على صحتهم العامة، ومستوى إنتاجيتهم مستقبلاً.
وأضاف «حشيش» أن المبادرة الرئاسية تُسهم فى القضاء على مرض الأنيميا بين الأطفال بالمرحلة الابتدائية، مع تعريفهم بالنظام الغذائى السليم لاتباعه مستقبلاً، ما سيقلل الإصابات بتلك الأمراض بين المصريين لحدها الأدنى، وذلك تزامناً مع حملات تجريع الأطفال ضد الديدان المعوية، باعتبارها عنصراً أساسياً أسهم فى الإصابة بالأنيميا.
من جهته، أكد الدكتور خالد مجاهد، متحدث وزارة الصحة، أن حزم البرامج والمشروعات التى تنفذها الدولة بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقيق الإصلاح الصحى يتم تنفيذها بشكل «علمى تدريجى» بمشاركة كل الأطراف الفاعلة بالمجال الصحى.
وأضاف «مجاهد» لـ«الوطن» أن الوزارة تتعاون مع مستشفيات القطاع الحكومى غير التابعة لها، مثل المستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالى، أو مستشفيات القوات المسلحة، والشرطة المدنية، أو مؤسسات المجتمع المدنى مثل مؤسسة مجدى يعقوب للقلب، والقطاع الخاص، بهدف تطوير المنظومة الصحية للمواطنين، بما يُحقق رضاء المواطن المصرى عن مستوى الخدمات الصحية المقدمة له.
"الصحة العالمية": تحركات الدولة تحقق "التغطية الصحية الشاملة" للمصريين.. و"مفوضية اللاجئين" تشيد بضم الأجانب لـ"100 مليون صحة".. و"حشيش": مصر فى طريقها للقضاء على الأنيميا
وتضم حزمة «الإصلاح الصحى»، التى أقرها الرئيس، قرابة 8 مشروعات، تبدأ من القضاء على فيروس سى بمصر، وصولاً لتنفيذ التأمين الصحى الشامل، وتحسين بيئة العمل بالمستشفيات، والمشروع القومى للمستشفيات النموذجية، والقضاء على أزمات الأدوية بالسوق المحلية المصرية. وحسب تقارير وزارة الصحة، فإن مبادرة القضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية المنفذة تحت شعار «100 مليون صحة»، فحصت قرابة 49 مليون مواطن حتى منتصف شهر أبريل الجارى منذ انطلاق المبادرة الرئاسية فى شهر أكتوبر الماضى.
وعقب توجيهات الرئيس السيسى بضم اللاجئين وغير المصريين لـ«المبادرة الرئاسية»، فحصت المبادرة المئات من الأجانب من حاملى جنسيات سوريا، وفلسطين، والمغرب، والسودان، وكذلك عدد من دول الاتحاد الأوروبى، على أن يعاملوا معاملة المصريين من حيث الفحص والكشف وتوفير العلاج بالمجان تماماً حال ثبوت إصاباتهم بأى من الأمراض التى تضمها المبادرة.
توجيهات الرئيس لاقت إشادة واسعة من المنظمات الأممية المختلفة، وقال كريم أتاسى، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين لدى مصر ولدى جامعة الدول العربية، فى تصريحات صحفية له منذ أيام: «المفوضية فى غاية الامتنان لمصر حكومة وشعباً للضيافة الكريمة التى يوفرونها للاجئين بمصر، ففضلاً عن قرار الحكومة المصرية بمنح اللاجئين وطالبى اللجوء حق الحصول على الخدمات الصحية بالمؤسسات الصحية الحكومية فى مصر على قدم المساواة مع المصريين منذ عام 2016، فإن إمداد حملة 100 مليون صحة الوطنية لتشمل اللاجئين يعكس تقاليد مصر القديمة فى كرم الضيافة تجاه الأشخاص الذين يبحثون عن الحماية والسلام داخل حدودها».
وتابع: «تعمل مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية عن كثب مع شركائها لتنسيق جميع التقييمات السريرية والمعملية التحضيرية للاجئين الذين يعانون من التهاب الكبد الفيروسى، كما يجرى متابعة حالات المرضى فى أثناء وبعد العلاج عن طريق فريق من أطباء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وعياداتها المنتشرة بمصر لضمان الشفاء التام من التهاب الكبد الفيروسى».
ويضم المشروع الثانى الذى تعمل الدولة على تنفيذه ضمن مبادرات «الإصلاح الصحى»، المشروع القومى للقضاء على قوائم انتظار العمليات والتدخلات الجراحية الحرجة، وأجرت الدولة خلال المبادرة، بحسب تقارير وزارة الصحة، أكثر من 131 ألف عملية بالمجان.
وقالت غرفة عمليات المبادرة الرئاسية، فى تقرير صادر عنها، إن العمليات انقسمت لـ66 ألفاً و135 عملية قسطرة قلب، و12 ألفاً و346 جراحة قلب مفتوح، و34 ألفاً و96 جراحة رمد، و4777 جراحة مخ وأعصاب، و6302 جراحة عظام، و6574 جراحة أورام، فيما تم الانتهاء من 949 زراعة قوقعة، و138 زراعة كلى، و159 زراعة كبد.
وأضافت أن متوسط إجراء العمليات الجراحية اليومى ارتفع إلى أكثر من 1000 عملية يومياً، كما ارتفع عدد المستشفيات المشاركة بالمبادرة إلى 292 مستشفى، وذلك لمنع تراكم قوائم جديدة، خاصة فى تخصصات «القلب المفتوح، والقساطر القلبية، والرمد»، والانتهاء من كافة العمليات قبل شهر رمضان، كما تعمل الوزارة على تنفيذ المشروع القومى للمستشفيات النموذجية، والذى يهدف لوجود مستشفى نموذجى على أعلى مستوى فى كل محافظة كمرحلة أولى له، فضلاً عن الحملة القومية للكشف المبكر عن سرطان الثدى بمصر.
وأعلن الرئيس السيسى عن إطلاق مبادرة «نور الحياة» لمكافحة العمى فى مصر والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار، وتستهدف المبادرة الكشف على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية على مستوى الجمهورية وغيرهم من الكبار.