أفريقيا يا عالم.. ساحل العاج: الفطار على «موغوجى» و«الأتيكيه»
كوني محمد
يكسرون صيامهم بـ«موغوجى»، وإفطارهم الأشهر، الأتيكيه، يلى التراويح. والسحور لا يقل «ثقلاً»، فهو ينافس الإفطار «دسامة». لمسلمى ساحل العاج أو بالفرنسية: Côte d›Ivoire.. كوت ديفوار، خصوصيات متعددة.
البلد الذى حمل أكثر من اسم، منها السودان الفرنسية، استقر على مسماه الأخير لأن صائدى الفيلة، من عموم غرب أفريقيا، كانوا يجمعون أنياب الفيلة ويعرضونها للبيع فى أكوام على سواحلها فعرفت بـ«ساحل العاج».
أوائل القرن الخامس الهجرى بدأت معرفة قبائل البلد المطل على المحيط الأطلسى، والموزع على 5 تجمعات عرقية، بالدين الحنيف عبر قوافل التجار المسلمين.
من التجار العرب انتقلت طقوس شهر الصيام لمسلمى ساحل العاج، تبدأ بتجهيزات استطلاع الهلال فى التاسع والعشرين من شعبان، وحين تحسم الرؤية يصدر ما عرف بـ«راديو البيان» عن المجلس الأعلى للأئمة «COSIM».
والمرابط هو اللقب الموازى للإمام أو الشيخ، صاحب السلطة الدينية، ويعتقد أنه صانع معجزات، طبيب، وصوفى. يحظى باحترام كبير، فهو موزع التمائم التى تحمى المسلم، وغير المسلم، من الشر.
فالنجاح النسبى للإسلام فى ساحل العاج، عاصمتها «ياموسوكرو» ومركزها الاقتصادى «أبيدجان»، يعود لتوافقه مع جوانب ثقافية أفريقية.. مثل تعدد الزوجات، ولأنه وفر مفاهيم مبسطة عبر التجار العرب، كما نظر إليه على أنه بديل للدين الأوروبى.
المواطن العاجى كونى محمد ينقل لـ«الوطن» طقوس رمضان فى بلده. ينبهنا إلى أن السحور هو الأول، يصف مأكولات مائدته التى تنافس الإفطار فى ثقلها، وبطلها «رز بالصوص» وسمك أو لحوم حمراء، فلا يميل أغلب العاجيين لتناول الدجاج، وأحياناً تشتمل المائدة على خبز و«مايونيز» وبيض، وبطاطس ومكرونة.
فى الثامنة صباحاً، يواصل «كونى» الحكى، يتجه أهلنا إلى أشغالهم مبكراً، حتى يعودوا قبل الإفطار فى موعد ثابت.. السادسة وعشر دقائق. مع أذان المغرب يكسرون الصيام بالتمر مع الماء ومشروبات مثل الـ«موغوجى» المكون من دقيق الحبوب مع الزنجبيل، أو الأخير منفرداً، أو الكركديه أو «شوربة اللحم»، ثم يتجهون للصلاة التى تمتد لتشمل ركعات التراويح العشر، ويعودون لمنازلهم للإفطار الثقيل. وجبته الأكثر شعبية هى الـ«أتيكيه»، نجمها سمك بالخضراوات والبصل والطماطم وإلى جانبه أرز بالصوص. يقول «كونى»: مع «الأتيكيه»، مائدة الشهر الفضيل دائماً عامرة بلحم الضأن أو البقرى، كلٌ حسب إمكانياته المادية، كما يوضح «كونى». ويستطرد: البعض الدجاج، ومع اللحم، بأنواعه الخبز الفرنساوى والأرز.
فى 25 رمضان، تبدأ تحضيرات العيد. الأسرة كلها على موعد مع «الترزى» الذى تسلم منهم الأقمشة لتفصيل ملابس تقليدية جديدة. وعقب صلاة الفطر يخرجون فى مجموعات لتهنئة الجيران والأهل، وسرعان ما يعودون إلى بيوتهم لتكون السيدات قد أعددن الفطور. فى المساء، طوال أيام العيد، تنتظم حفلات السمر الجماعية بين الجيران، ويتصدرها الشباب وهم يشوون اللحم ويغنون ويرقصون.