أفريقيا يا عالم.. بوركينا فاسو: «المديد» أكل وشرب
بورك صالح
75% نسبة المسلمين فى بوركينا فاسو، حسب أحد تقارير مركز البحوث والدراسات الأفريقية، وهى الدولة التى تقع فى غرب أفريقيا، ويحدها من الشمال والغرب مالى، ومن الشمال الشرقى النيجر، ومن الشرق النيجر وبنين، ومن الجنوب بنين وتوجو وغانا وساحل العاج، وعاصمتها واجادوجو.
يتكلم أهل البلاد اللغة الفرنسية وهى اللغة الرسمية، وغيرها العديد من لغات القبائل ولهجاتهم، وتعود أصول السكان إلى عصر الفولتايك (موسى والبوبو) وعنصر الماندى، بالإضافة إلى العنصر العربى، الذى جاء نتيجة دخول قبائل البيل المغاربة وقبائل الطوارق إلى الساحل الصحراوى الشمالى.
استقلت جمهورية بوركينا فاسو عام 1960 عن الاحتلال الفرنسى وتنقسم إدارياً إلى 30 مقاطعة، ورغم ذلك فإن طابع شهر رمضان هادئ بها، يمارسون الطقوس الدينية معتمدين على الوجبات الخفيفة فقط، حسب أحد مواطنيها ويدعى «بورك صالح».
ربما تدنى دخل الفرد السنوى فى بوركينا فاسو وراء عدم انتشار موائد الرحمن هناك، حيث يصل إلى 250 دولاراً، حسب ما رصده الكاتب محمد عوض الهزايمة فى كتابه حاضر العالم الإسلامى وقضاياه السياسية المعاصرة، إذ يقول «صالح» إن موائد الرحمن لا ترى إلا فى مكانين أو اثنين على الأكثر فى كل محافظة، ويعتمدون على تناول كل شخص لطعامه فى منزله.
يعتمد اقتصاد بوركينا فاسو على الصناعات التقليدية والخفيفة، وعلى المحاصيل الزراعية؛ الشعير والأرز والفستق والحبوب، لذا فإن مشروب الإفطار الرسمى والطعام لا يخرج عن هذه المحاصيل، فالبعض قد يبدأ إفطاره بعصير التمر لمن يملك ذلك، بينما الأغلب يهتم بـ«المديد»، وهو عبارة عن دقيق ذرة ومعه أى نوع من الشعير يصنع على هيئة مشروب، والأرز غالباً ما يكون ضيفاً دائماً على مائدة الإفطار، ولا يختلف الأمر فى وجبة السحور كثيراً إذ يأكلون «العصيدة» وهو نفسه «المديد» ولكن يضاف إليه «فول» ليكون صالحاً للأكل وليس الشرب، وحلواهم الشعبية فى هذا الشهر تدعى «ماس» وهى تصنع من الدقيق المتمازج مع السمن.
الملابس الجديدة الخاصة بالنساء والرجال والأطفال أهم ما يميز شهر رمضان لديهم، إذ يعتبر أشهر المظاهر الاحتفالية بقدوم رمضان لديهم، وتتزاحم المساجد وخارجها بالمصلين ليؤدوا 10 ركعات فى صلاة «التراويح».