أفريقيا يا عالم.. سيراليون: السحور جماعى والبطاطس أساس الأكل
عبدالرحمن ييلا
«سوناكتى» هى مائدة رحمن سيراليون، لكنها جماعية المنشأ، تتشارك فيها منازل الحى أو المنطقة، ومسلمو الدولة المطلة على الأطلسى هم وحدهم من يعرفون السحور الجماعى. عرفت الجمهورية صغيرة المساحة فى غرب أفريقيا، الدين الحنيف لأول مرة عام 1725، من التجار العرب.
«فريتاون»، عاصمة سيراليون، التى عرفت قديماً بتجارة الرقيق، حيث أنشأ البريطانيون مركزاً تجارياً بها فى القرن الـ17 لشراء الأخشاب والعاج، لكنه امتد للرقيق، وفى أعقاب الحرب الأهلية الأمريكية، أنشئت مستعمرة على أرض سيراليون عام 1787، لإعادة توطين المحررين من الرق، وبعد تجريم تجارة الرقيق عام 1807، أعادت بريطانيا آلاف المحررين من سفن تجار البشر إلى سيراليون، التى لم تعرف الاستقلال إلا عام 1961. انفتاح «فريتاون» على المحيط الأطلسى واستقبالها لأعراق متنوعة، جعلها أكثر انفتاحاً مع مدن كبرى أخرى، لتعرف البهجة مع قدوم شهر رمضان، وتستعد له قبلها بأسابيع.
فى مصر تختفى حفلات الزواج طوال رمضان وتنطلق فى أيام العيد، فى سيراليون العكس، فقد ارتبط شعبان بالزواج، وفيه تعقد أفراح الزواج بدلاً من أيام العيد. يتفاوت الاستعداد للشهر الفضيل من مجرد تخزين ما يحتاجه المنزل، إلى إعادة طلاء جدرانه وتجديد بعض مكوناته، وتزيين واجهته، حسب قدرات العائلة، كما يوضح عبدالرحمن ييلا، الطالب السيراليونى فى تربية الأزهر، مستطرداً: الطلاء والتزيين يطال الجوامع، مع تجديد أجهزتها خلال شعبان، والمدن الكبرى تشهد أنشطة ثقافية وترفيهية فى أمسيات رمضان. خلافاً للعاصمة والحواضر، لا تعرف القرى والمدن الصغيرة طقس الطلاء والتزيين، لكنها تستحضر مع ليالى العيد بعد الصيام بعض البهجة، وحفلات غناء ورقص.
مع إعلان رؤية الهلال تتزامن الحركة فى مطابخ الحى، فأبرز ما يميز مسلمى سيراليون هو الإفطار والسحور الجماعيان، فكل أسرة توزع بعض ما طبخته على الأقارب والجيران وعابرى السبيل فى المساجد، ليأكل الجميع مما طهاه الجميع، وهى حالة تعرف بـ«سوناكتى» وفق «ييلا»، وعقب كل منهما ينطلقون إلى المساجد للصلاة، وبعدها تعقد جلسات تلاوة وتفسير القرآن الكريم.
وتفرض الحالة المادية البسيطة للدولة والشعب قانونها على الطعام، فالوجبة الأشهر للإفطار هى بطاطس تقلى فى زيت النخيل الأحمر، وقد يصحبها السمك، والسحور محوره طبق أرز.