بحضور أكثر من 1000 قيادة تنفيذية محلية وعالمية: مصر تفوز برئاسة المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.. وتقود 85 دولة لتعزيز فرص الشركات الناشئة
نيفين جامع
اختتمت أمس الأول، الجمعة، فعاليات النسخة 64 للقمة الدولية للمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال ICSB التى شهدتها العاصمة المصرية القاهرة لمدة 4 أيام، حيث نجحت تلك القمة فى تحقيق العديد من المكاسب الهامة وتوصيل العديد من الرسائل الإيجابية حول الخطوات التى قطعتها الحكومة المصرية فى مسار دعم المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، واستعرضت الرؤى الدولية لمستقبل القطاع على مستوى العالم فى ظل تنامى التحديات التى تهدد خطط التنمية المستدامة العالمية.
كما شهدت أعمال القمة، الإعلان عن فوز مصر برئاسة المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة، حيث أجمع أعضاء المجلس البالغ عددهم نحو 8500 عضو، ويمثلون أكثر من 85 دولة على مستوى العالم، على اختيار المهندس أحمد عثمان لرئاسة المجلس الدولى خلال دورته لعام 2019-2020، بما يبرهن مدى قناعة تلك المؤسسة الدولية العامة بأهمية الدور الذى تلعبه القاهرة والخطوات التى انتهجتها لتحسين مناخ الأعمال وتحفيز مشروعات ريادة الأعمال والصناعات الصغيرة باعتبارها أحد المكونات الرئيسية التى تتطلع الدولة لتنمية نسب مساهمتها بالناتج القومى الإجمالى خلال الفترة المقبلة.
أحمد عثمان أول رئيس مصرى للمجلس منذ إنشائه عام 1955.. و"الوطن الاقتصادى" ينشر تفاصيل استراتيجية العمل خلال الدورة الجديدة
وقال المهندس أحمد عثمان، رئيس المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، إن فعاليات النسخة الحالية من قمة المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال شهدت العديد من النقاط الإيجابية التى يأتى فى مقدمتها إشادة عدد كبير من المشاركين والمؤسسات الدولية بالنجاحات الكبيرة التى حققتها مصر، خاصة فيما يتعلق بجهود دعم المشروعات الصغيرة وتنميتها، بما يدلل على قدرة مصر وتوجهها لتكون عاصمة ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة بمنطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة.
أشار إلى أن توليه رئاسة المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة تعد دلالة كبيرة على تقدير العالم لمجهودات مصر فى مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة فى ظل المبادرات التنموية التى طرحتها القيادة السياسية للبلاد خلال الفترة الماضية إيماناً منها بأهمية تلك المشروعات وقدرتها على تحقيق التنمية المستدامة، وخلق المزيد من فرص العمل.
إشادات دولية واسعة بجهود مصر المكثفة لتنمية الصناعات الصغيرة وتحفيز ريادة الأعمال
أوضح أنه ولأول مرة منذ إنشاء المجلس عام 1955 بالولايات المتحدة الأمريكية يتولى مسئوليته شخص مصرى، لافتاً إلى أن أبرز ملامح استراتيجية عمله خلال الفترة المقبلة ترتكز على ضرورة التوسع فى تدشين مراكز المعرفة على مستوى العالم لصياغة قاعدة بيانات موحدة تشمل أبرز الفرص الواعدة لمشروعات ريادة الأعمال عالمياً وأبرز الفرص التمويلية المتاحة لها، بالإضافة إلى اعتزام المجلس تكثيف خطط تنمية برامج التدريب للشباب لتنمية مهارات الإبداع لديهم.
وأشار رئيس المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة، إلى أن فعاليات القمة شهدت أيضاً استعراضاً للتجربة الكورية بمجال النهوض بالقطاع وتحفيز الشركات العاملة به، خاصة فى ظل امتلاكها أكثر من 85 برنامجاً تحفيزياً للمشروعات الصغيرة، فى حين أن عدد البرامج المتاحة فى مصر لا يتجاوز الـ3 برامج، منوهاً بأن الجانب الكورى الذى ضم أكثر من 30 قيادة تنفيذية أبدوا استعدادهم لتعزيز التعاون مع الجانب المصرى وبرامج المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال المختلفة.
"الدولى للمشروعات الصغيرة" يدرس طلبات السعودية والجزائر لتدشين فروع جديدة.. ومصر تنظم قمة ريادة الأعمال خلال نوفمبر المقبل
تابع «عثمان» أن المجلس يسعى لإطلاق مبادرة ريادة الأعمال من أجل السلام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، مشيراً إلى وجود دراسات جارية لعدد من الطلبات الخاصة بإنشاء بعض الفروع الجديدة للمجلس، خاصة من دولتى السعودية والجزائر، حيث يمتلك المجلس أكثر من 85 فرعاً على مستوى العام.
وحول مشاركة المجلس فى الفعاليات الدولية قال «عثمان» إنه من المقرر أن يشارك المجلس فى العديد من الفعاليات الدولية خلال الفترة المقبلة يأتى فى مقدمتها اجتماع مجلس المشروعات الصغيرة بإندونيسيا خلال شهر أغسطس المقبل، وكذلك اجتماعات المجلس الأوروبى شهر أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى قمة مصر لريادة الأعمال والتى سيتم عقدها فى نوفمبر 2019.
من جانبها، قالت جيرالين فرانكلين، الرئيس السابق للمجلس الدولى للمشروعات الصغيرة، إن مصر تعد هى المركز الرئيسى لريادة الأعمال فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما أنها أثبتت نجاحها فى تنظيم النسخة الحالية من المؤتمر الدولى والذى سبق تنظيمه بالإمارات العربية المتحدة عام 2015.
لفتت إلى دعم عدد هائل من المنظمات والشركات لـICSB من ضمنها مؤسسات مثل الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية، وشركات مثل فيس بوك بما يعطى القمة وجوداً عالمياً مؤثراً، موضحة أن المؤسسة بصدد إطلاق صحيفة خاصة عن ICSB فى 2020 كمرجع عن الشركات المتوسطة والصغيرة حول العالم. تابعت أن المنظمة هى الجهة الأولى من نوعها لخدمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومؤخراً كجهة مهتمة برعاية ريادة الأعمال، إلى جانب التركيز السابق على الـSMEs.
من ناحية أخرى، قالت نيفين جامع، الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، إن الدولة لديها اهتمام خاص بتنمية القطاع والخروج عن الأفكار النمطية لتحقيق التنمية، موضحة أن الحكومة تدرك الضعف الحالى فى الدور التنسيقى بين الجهات المعنية بالمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، وهو الأمر الذى سعت إلى إدراكه من خلال الجهاز، الذى يتعلق بالتنسيق بين الجهات المقدمة لبرامج دعم ريادة الأعمال لعدم تكرار البرامج سواء التدريبية أو التمويلية، إلى جانب تقديم الخدمات التمويلية والفنية غير المالية.
وأكدت ضرورة الخروج عن الصورة النمطية لتمويل المشروعات الابتكارية، لذلك بدأ الجهاز فى سياسة تبنى استراتيجية جديدة تعتمد على رأس المال المخاطر لدعم رواد الأعمال المبتكرين، الذين يصعب تطبيق طريقة التمويل التقليدية على مشروعاتهم، لافتة إلى توقيع اتفاقية مع البنك الدولى لدعم الـSMEs بقيمة 200 مليون دولار تم تخصيص 50 مليون دولار منها للمشروعات الابتكارية.
وفى نفس السياق، قال عمرو أبوالعزم، عضو المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة ورئيس المجلس الشرق أوسطى لريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن برامج ريادة الأعمال فى مصر تتمتع خلال الفترة الراهنة بدعم غير محدود من جانب القيادة السياسية والحكومة، وهو الأمر الذى لاحظته المؤسسات الدولية المختلفة مؤخراً.
أضاف أن الفترة الحالية تشهد إطلاق عدد كبير من المبادرات، مثل مبادرات البنك المركزى، وتدشين عدد هائل من حضانات ومُسرعات الأعمال بالإضافة إلى تأسيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
أوضح أن المجلس الشرق أوسطى لريادة الأعمال بدأ منذ عام 2008 لتوسعة قاعدة الشركاء المعنيين لتوسعة القطاع وإشراك جهات أكبر لخدمة القطاع، والحصول على الفائدة الكاملة من الخبراء والمتخصصين.
أكد «أبوالعزم» ضرورة أن يتبنى الشباب فكرة ريادة الأعمال، نظراً للحراك العالمى والدولى فى مجال ريادة الأعمال، مشدداً على ضرورة الجمع بين الجهات المختلفة للتعاون فيما بينها للاستفادة من التوجه العالمى الحالى وتبوؤ مكانة عالمية تليق بمصر فى مجال المشروعات الشابة وريادة الأعمال.
شدد على ضرورة الاستفادة من خبرة المؤسسة الدولية ICSB العالمية لفترة الـ65 سنة الماضية فى دعم مفهوم الـSMEs وريادة الأعمال، مشيراً إلى أن المؤتمر فى دورته الحالية شهد تسجيل أكثر من 1500 عضو، و200 رائد أعمال، و55 منظمة للحضور.
دعا «أبوالعزم» لبحث آليات الاستفادة من التجربة الكورية التى تم عرضها خلال القمة الأخيرة، والاستفادة منها لتحقيق النجاح والنمو للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالسوق المحلية، مشيراً إلى أن تجربة سيارات بونى بالسوق الكورية نجحت فى الوصول للعالمية تحت اسم «هوندا» لتكون خير دليل على مدى أهمية الدعم الحكومى فى نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
من ناحيته، أكد «إريك أوشنا»، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، أن الشركات المتوسطة والصغيرة تعد إحدى أهم الأدوات الرئيسية التى تعتمد عليها الدول لخلق فرص العمل الجديدة بشكل كبير، خاصة للشرائح المجتمعية الأكثر احتياجاً مثل المرأة واللاجئين والفقراء.
ومن جهتها، قالت سناء أبوزيد، مسئول حوكمة الشركات بمؤسسة التمويل الدولية «إن مؤسسة التمويل تعمل على محاولة تحسين فرص المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تنمية موارد التنمية البشرية فى الشركات وتوفير فرص التمويل اللازمة، حيث تتضمن استراتيجيتها 3 محاور أساسية تتمثل فى جذب الاستثمارات الأجنبية للشركات لمساعدتها على النمو، والتعامل مع الديون من خلال التأثير على معدلات النمو بما يساعد على حوكمة الشركات، بالإضافة إلى تقديم خدمات استشارية للشركات فى الاقتصادات الناشئة».
تابعت أن نقاط الضعف فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتمثل فى عدم القدرة أحياناً على الحصول على التمويل من الصناديق، ما يدفع مؤسسة التمويل الدولية إلى مساعدة هذه الشركات الناشئة فى إيجاد الهيكل السليم للتمويل، لافتةً إلى أن التحدى الآخر يتمثل فى كون معظم الشركات التى تعمل معها المؤسسة، بمثابة مشروعات «عائلية» تملكها الأُسر، والتى قد تتسم بنزاع المصالح.