عنق الزجاجة.. هكذا عُرفت الثانوية العامة في مصر أو أسماها كثيرون منذ عدة عقود، كونها مرحلة فاصلة في حياة الملايين من الطلاب لتنقلهم من ضيق المدرسة لساحة الجامعة، والتي تحدد مصيرهم في الالتحاق بكليات القمة، لتمهد لهم سبيلا للحياة الكريمة، ليبذل الطلاب وأسرهم أقصى جهودهم، من أجل الحصول على المجاميع الكبيرة.
هدى محمد، أم خمسينية لثلاثة أبناء، عاصرت عددا من أنظمة الثانوية العامة، ليحالفها الحظ حاليا بخوضها مع نجلها الأصغر حسام أحمد، ماراثون الثانوية العامة بنظامها الجديد هذا العام، بعد أن تجاوز نجلها الأوسط العام الماضي نظام "البوكليت".
الأم هدى: البوكليت كان أسهل.. وخايفه من النظام الجديد
نظام البوكليت المطبق حاليا، هو عبارة عن امتحان قومي موحد على مستوى الجمهورية، مع اختلاف ترتيب الأسئلة بين نماذج الامتحانات الأربعة "أ، ب، ج، د"، ويحتفظ بدرجة الصعوبة أو السهولة لجميع الطلاب، تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بين الطلاب.
شاركت الأم الخمسينية أبنائها بشدة في النظامين الحاليين، بين المذاكرة والرعاية والدراسة أيضًا، كونها مدرسة لمادة العلوم بمدرسة الشهيد مصطفى يسري عميرة النموذجية الإعدادية بنات، بمصر الجديدة، لذلك حاولت أن تدرس المواد الثانوية بدقة لمساعدة أبنائها في الدراسة، خاصة أن نجلها الأوسط حازم أحمد، الذي التحق بكلية التجارة لجامعة عين شمس، كان الدفعة الثانية التي تطبق عليها نظام البوكليت.
أم عاصرت نظامين بالثانوية العامة: نفسي الدنيا تتظبط لابني الصغير في النظام الجديد
"النظام ده كان أسهل، يعني الطالب قدامه الأسئلة واضحة وسهل الإجابة عليها، ويراجعها ويقلب فيها وكده".. هكذا ترى مدرسة العلوم نظام البوكليت، الذي تستعيد ذكرياتها معه من خلال نجلها بالتزامن مع إعلان نتيجة الثانوية العامة لعام 2019، مؤكدة أنه ساعد العديد من الطلاب على الدراسة، لاسيما مع التدريب عليه عدة مرات والاعتياد عليه "خلاص حفظناه وعرفناه بقى".
أما النظام الجديد المطبق على طلاب الصف الأول الثانوي، يعتبر أصعب بالنسبة للأم والمدرسة، التي تجد صعوبة شديدة فيه بالمذاكرة مع نجلها "حسام"، قائلة: "احنا لسه تايهين فيه، ومبقتش عارفه أقوله ذاكر إيه، ولسه في دروس والمدرسين نفسهم تايهين"، رغم تفاؤلهم الشديد به في بادئ الأمر "هو فعلا كويس بس محتاج لسه تدريب".
في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي، حرصت على إلزام نجلها بالمذاكرة ولكن مع الصعوبات التي واجهتم لاحقا، لم تتمكن من ذلك، قائلة: "في ناس طلعت بمواد وطلاب مش عارفين يذاكروا، بس الحمدلله ابني نجح صافي، والنظام حلو للطلاب لأنه على النت وبالتابلت ودي حاجة هما حابينها".
وبين النظامين الحاليين، تسيطر حالة من الخوف والقلق على "هدى" تجاه نجلها الأصغر الذي يمر حاليا بالثانوية العامة للنظام الجديد، متمنية أن يتم حل جميع الأزمات التي لحقت بالطلاب العام الماضي، على أن تتحسن الأوضاع على مدار العامين المقبلين، قائلة: "وكده نبقى توبنا خلاص من الثانوية العامة".
طارق شوقي والثانوية العامة.. أول وزير تعليم يطبق نظامين على طلاب مصر
ويتضمن النظام الإلكتروني الجديد، أن تكون الثانوية العامة تراكمية، وتهدف في الأساس إلى تغيير نظام التقييم وطبيعة الأسئلة، وفكرة الإجابات النموذجية المرتبطة بالأسئلة المتوقعة التي تقيس مهارة الحفظ لدى الطالب فقط، وإنما تعمل على مدى تميز الطالب وإعادة القيمة للشهادة الثانوية وتحويل المعلم من ملقن إلى محاور ومناقش، وفقا لتصريحات وزير التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي.
والنظام الجديد أيضا، عبارة عن بنك أسئلة لدى الوزارة، وعندما تطلب المدرسة الامتحان، يحول إليه مباشرة من جهاز التابلت الذي وزعته الوزارة على الطلاب، حيث تم تركيب شبكات خارجية للمدارس الثانوية للاتصال بشبكات الإنترنت.
ويعتبر الـ"تابلت" ثريًّا بمادة علمية تفوق مئات المرات الكتاب المدرسي، من الفيديوهات والمقالات والصور، وللطالب حرية انتقاء المادة لفهم الدرس على طريقته المفضلة، كما تجرى من خلاله الامتحانات، ويتم تصحيحها إلكترونيا.
تعليقات الفيسبوك