من نورهان لهديل.. نجوم لمعوا في مؤتمرات الشباب
جانب من أحد مؤتمرات الشباب
بين الآلاف من الحضور الذين تهافتوا على حضور مؤتمرات الشباب السبعة، من شرم الشيخ إلى الإسماعيلية والإسكندرية والقاهرة وأسوان حتى العاصمة الإدارية الجديدة، والذين تم اختيارهم بدقة واهتمام بالغين، عقب استعدادات ضخمة، خطف البعض منهم الأنظار منذ الوهلة الأولى فأصبحوا نجوم مضيئة.
احتضن مؤتمر الشباب السابع، المقام حاليا في العاصمة الإدارية الجديدة، العديد من الشخصيات التي تركت آثرا ملموسا في نفوس الجميع، الذين تحولوا سريعا لأيقونات عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزهم هديل ماجد، من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي قدمت نفسها بأنها الملقبة بـ"أم كلثوم الصغيرة" وسردت جانبا من حكاياتها بالمؤتمر، وطلبت الغناء أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن يسمع صوتها على الهواء، قائلة: "وأنا نفسي أطلب من حضرتك طلب، عاوزه أغني قدامك، أنا عاوزاك تسمع صوتي"، فاستجاب لطلبها الرئيس وقال: "ده أنا نفسي أسمع صوتك".
وقدمت هديل ماجد أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، وسط تصفيق حاد من الجميع، وفور الانتهاء من الغناء، صعد السيسي لمنصة المؤتمر، وسّلم على الفتاة، فاتكأت عليه حتى نزولها من على المنصة، في موقف إنساني بليغ.
منار السعيد، واحدة من الشخصيات التي جلست بجوار السيسي، في الجلسة الافتتاحية أمس، والملقبة بـ"فتاة الشيخوخة" كونها مصابة بمرض نادر جعل التجاعيد وكبر السن يرتسم على وجهها بشدة رغم كونها في العشرينات من عمرها، فكانت تتعرض لمعاناة طويلة من التنمر، فتواجدها بالمؤتمر كان لافتة مميزة.
كما ضم المؤتمر العديد من النماذج الناجحة، منهم مريم عادل عزب المصابة بمتلازمة داون، والتي حققت الميدالية الذهبية بأولمبياد الفروسية، ومحمد كيلاني بطل ماراثون لذوي القدرات الخاصة، وهيثم السد مدرس وصاحب فكرة "عربية الحواديت" لتثقيف أطفال الريف، وفرح الديباني أول مغنية مصرية وعربية في أوبرا باريس، ومنال مصطفى دهب صاحبة مشروع عربة طعام "أم دهب"، وزينب رمضان مهندسة اختبارات بأكبر محطة طاقة شمسية في العالم بأسوان، وأصغر فتاة مكتشفة علاج لفيروس "سي".
أما في المؤتمر السادس للشباب، الذي انعقد 28 و29 يوليو 2018، بجامعة القاهرة، برز محمد عمر محمد خيري، الطالب بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، والذي تحدى إعاقته من كرسيه المتحرك، بعد أن حصد المركز الأول في دوري المعلومات العلمية على مستوى الجامعات المصرية، لينزل له السيسي من أعلى المنصة، لتكريمه.
كما جذبت الأنظار أيضا غادة والي مصممة الجرافيك التي اختارتها مجلة "فوربس" ضمن أفضل 30 فنانا تحت سن الثلاثين في العالم، بمشاركتها في المؤتمر، بالإضافة لعدد من النماذج البارزة من الشباب الذين كرمهم السيسي، من بينهم إيمان راغب أول رئيسة لاتحاد الطلاب بالجامعات المصرية.
"عايزة تحاربي يا مروة".. واحدة من التعليقات التي قالها السيسي، ردا على طلب فتاة الالتحاق بالجيش المصري، ضمن جلسة "اسأل الرئيس"، والتي تحولت لأيقونة عبر منصات "السوشيال ميديا".
ياسين الزغبي واحدا ممن جذبوا الأنظار إليه في المؤتمر الرابع للشباب، الذي انعقد في 25 يوليو 2017 بمحافظ الإسكندرية، فجلس بجوار السيسي وصافحه الرئيس واحتضنه وقبله من رأسه، ورحب به قائلا: "ياسين هو نموذج جيد للشباب المصري الذي يتحدى المحن".
يرجع سبب اهتمام السيسي بالـ"زغبي"، لكونه طاف محافظات الوجه البحري على دراجة بخارية للقاء المواطنين والجلوس معهم لمعرفة مشكلاتهم ومطالبهم، لطرحها في المؤتمر، متحديا بذلك إعاقته حيث فقد ساقه اليسرى في الثانية عشرة من عمره.
وسبقه العديد من المواطنين البسطاء أيضا، منهم السيدة السيناوية شيماء مشالي التي لفتت الانتباه، بالمؤتمر الوطني الثالث، الذي عُقد بالإسماعيلية في أبريل 2017، فقدمت شكوى للسيسي امتزجت بدموعها لحزنها بسبب التناول الإعلامي لمسقط رأسها.
وأعربت "شيماء" عن غضبها من تناول الإعلامي أحمد موسى لمشكلات شمال سيناء، منتقدة طريقته، قائلة في كلمتها بالمؤتمر، موجهة حديثها للرئيس باكية: "أستاذ أحمد موسى مع احترامنا له، إحنا هنقوم بحملة من شباب سيناء ضده، لأن كل الضيوف اللي بتيجي عنده بيطالبوا بإخلاء سيناء من أهلها.. هنروح فين يا ريس؟".
وطالبت "شيماء" أهالي سيناء بالمشاركة المجتمعية مع الجيش والشرطة من خلال اللجان الشعبية، معبرة عن استيائها من إلصاق ظاهرة الإرهاب بأهالي شمال سيناء، مشيرة إلى أن الإرهاب لا يحارب إلا بالتنمية وليس فقط بالرصاص.
وخلال فعاليات مؤتمر الشباب الثاني بأسوان يناير 2017، أبدت سيدة رغبتها في مصافحة الرئيس، فسرعان ما لبى الرئيس طلبها وصافحها، كما قاطع الشاب علاء مصطفى أحد المشاركين بالمؤتمر الرئيس لإخباره أن مسؤولي المحليات بالمحافظة لم ينظفوا المنطقة إلا عند قدومه فقط، فضلا عن شكواه من مصرف كيما، قائلا: "مصرف كيما كله بينزل فيه المية اللي بنشربها، وتيجي لجنة تمد المواسير جوه المية قبل ما الريس يجي، علشان مايشمش ريحة المية اللي بيشربها"، ووعد السيسي الشاب بالنظر في الأمر، وعلى الفور توجه الرئيس إلى المصرف لتفقده، مصطحبا الشاب معه.
وضمن فعاليات المؤتمر، أثناء جولة السيسي في شوارع أسوان، أوقفت السيدة الأسوانية "مطيعة" موكبه الرئاسي، لكي تبلغه شكواها، قائلة: "محدش هيجبلي حقي غيرك، وخوفوني إني أقابلك قالوا هيضربكي بالنار قلت لهم السيسي مش بيضرب شعبه بالنار، وأهه مضربنيش بالنار"، مؤكدة أنها تعاني من أزمة في ذراعها ويجب أن تسافر للعلاج بالخارج قبل بتره، فسقاها الرئيس وطمأنها.
المؤتمر الأول للشباب، الذي عُقد في شرم الشيخ، أكتوبر 2016، تعددت الوجوه البارزة فيه، فحاز الشباب المحيطون بالرئيس في الجلسة الأولى لانطلاق المؤتمر على إعجاب واهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فجلست على يمين السيسي، نورهان رؤوف إحدى منظمي المؤتمر وعضو البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، وعلى يساره مصطفى مجدي الطالب في قسم الإدارة المالية بالصف الأول بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وعضو الحملة الانتخابية للسيسي.