"حياة كريمة" تنتشل "كفر مغربى" من الفقر
«كفر مغربى» ضمن القرى المستهدفة بمبادرة «حياة كريمة»
سنوات طويلة من الشقاء عاشها قرابة 14 ألف نسمة من سكان قرية «كفر مغربى»، المتاخمة للظهير الصحراوى الغربى لمركز العدوة فى المنيا، فلا خدمات ولا مرافق ولا أطباء ولا مركز شباب، حتى دخلت قائمة القرى الأكثر فقراً فى الصعيد، قبل أن تأتى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «حياة كريمة» لتنتشلها من الضياع.
رضا عرفات، رئيس قرية الشيخ مسعود، التابعة لها «كفر مغربى»، يقول: «عانينا لسنوات طويلة من التهميش والنسيان، فمياه الشرب تكاد تكون منعدمة، والسبب أن مساحة كبيرة من القرية تقع فى منطقة جبلية صحراوية مرتفعة خارج الزمام الزراعى، وتعتمد على محطة مياه بنى عامر البعيدة، كما أنها تعانى من عدم وجود شبكة صرف صحى».
وضع خطط عمل تفصيلية لتلبية احتياجات القرى المستهدفة من البرنامج
وأضاف: «كل طرق كفر مغربى تحتاج لإعادة الرصف، بينما تحتاج الوحدة الصحية لإعادة تأهيل، ويحتاج الكوبرى الوحيد بين القرية والطريق الصحراوى الغربى لإحلال وتجديد، كما توجد مدرستان ابتدائى وإعدادى فقط فى القرية، رغم أن مساحتها تتجاوز الـ20 كيلومتراً مربعاً، ويسكنها قرابة 14 ألف نسمة، معظمهم من الفلاحين والموظفين البسطاء».
أما خالد طلعت، عمدة كفر مغربى، فقال: «إن القرية تعانى من غياب تام للخدمات، فالكوبرى يحتاج توسعة، خاصة أنه المدخل الحيوى للقرية، أما الوحدة الصحية فلا يوجد فيها أطباء مقيمون، باستثناء واحد منتدب، ونأمل أن يمتد مشروع الصرف الصحى إلى القرية قريباً»، موضحاً أن المزارعين يعانون من نقص الأسمدة والمبيدات المقدمة من الجمعية الزراعية.
وحسب «طلعت»، فإن مكتب البريد الخاص بكفر مغربى يقع فى قرية القايات المجاورة، ولا يوجد فيها مركز شباب، فيما طالب بإنشاء مصنع «صلصة» لتوفير فرص عمل للشباب العاطل، خاصة أن القرية تعتمد على زراعة مساحات كبيرة من الطماطم، موضحاً أن عدداً كبيراً من السيدات الأرامل بالقرية فى حاجة للانضمام إلى منظومة «تكافل وكرامة».
وعن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، قال «طلعت» إنها بدأت «تؤتى ثمارها»، بعد أن وصلت عدة جمعيات أهلية إليها، للمساعدة فى إعادة بناء أسقف منازل البسطاء المقامة من البوص، واستبدالها بالأخشاب والخرسانة، مشيراً إلى أن شباب القرية يفضلون الانتقال إلى المحافظات الأخرى بحثاً عن لقمة العيش، أو السفر للدول الخليجية.
ويتميز أهالى «كفر مغربى» بـ«الطيبة»، حسب «طلعت»، موضحاً: «لم يسمع أحد عن أى مشكلات فى القرية منذ سنوات، رغم ما تعانيه من ارتفاع فى معدلات الفقر، كما لم نسمع يوماً عن وجود أو إقامة مشروع أو مصنع كبير لخدمة أبنائها، رغم القرب من الظهير الممتد، ما يستلزم خطة لتحقيق أفضل استغلال للمساحات الصحراوية الشاسعة الممتدة حولها».
ويشكو سيد مندور، شيخ القرية، من نقص الخدمات الأساسية فى كفر مغربى، وبينها الخدمات الصحية، نظراً لعدم وجود طبيب مقيم فى الوحدة الصحية للتعامل مع الحالات الطارئة، ما يعرض أرواح الأهالى للخطر، كما طالب بالسماح للأهالى ببناء أدوار علوية فى منازلهم المكونة من طابق واحد، حتى يوفروا سكناً لأبنائهم، فى ظل ارتفاع أسعار الوحدات السكنية وعدم توافرها.
وأضاف أن «كفر مغربى» تضم 4 مخابز فقط، يعمل منها 3 فقط بعد إغلاق أحدها لأنه مقام على قطعة أرض من «أملاك الدولة»، وهو عدد غير كافٍ لسد احتياجات الأهالى حسب قوله، مطالباً بتشغيل المخبز المغلق، أو السماح بفتح مخبز جديد، أو زيادة حصة الدقيق المخصصة للمخابز الثلاثة العاملة، لسد احتياجات الأهالى.
عائشة نادى أمين، 45 عاماً، ربة منزل، قالت إن منزلها فى كفر مغربى يتكون من غرفتين معرضتين للانهيار، مشيرة إلى أن سيدات القرية يعانين من الفقر، ما يستلزم زيادة معاشات التضامن الاجتماعى، وضمهن لبرنامج تكافل وكرامة، حتى يستطعن توفير الحد الأدنى من المعيشة، ويعيش معظم الأسر فى منازل مسقوفة بجريد النخيل.
ويصل متوسط عدد أفراد كل أسرة فى القرية إلى 8، حسب «عائشة»، موضحة أن كل أسرة كانت تحصل على 30 رغيف خبز بموجب البطاقة التموينية، لكن خفضت إلى النصف مؤخراً، وهو عدد غير كافٍ لإطعام أسرة، خاصة أن معظم السكان يعانون من الفقر المدقع، وجميعهم فى انتظار أن تمد الدولة يدها لهم، منذ تصنيف قريتهم باعتبارها الأفقر فى المركز.
وقال على أشرف، أحد شباب القرية، إن معظم أبناء كفر مغربى يهجرونها إلى القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، بحثاً عن لقمة العيش، نظراً لضعف مستوى الخدمات المقدمة للأهالى، معرباً عن أمله فى أن تشهد القرية طفرة كبيرة خلال الأشهر المقبلة، بما يوقف نزوح الشباب إلى المحافظات الأخرى، وفتح صفحة جديدة مع مسقط رأسهم.
اللواء قاسم حسين، محافظ المنيا، قال إن المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة، التى تنفذها وزارة التخطيط والإصلاح الإدارى، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، تستهدف 13 قرية من الأكثر احتياجاً على مستوى المحافظة، لافتاً إلى وضع خطط عمل تفصيلية لتلبية احتياجاتها من المشروعات التنموية والخدمات الأساسية.
محافظ المنيا: الدولة حريصة على رعاية الفئات الأكثر احتياجاً وتقديم المساعدات اللازمة لها.. والهدف منها "الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر فى القرى الفقيرة"
وأضاف أن قائمة القرى المستهدفة بالتطوير من المبادرة تشمل كفر مغربى والشيخ مسعود فى العدوة، والأمل فى مركز المنيا، وقريتى السلام والنجاح فى بنى مزار، والشيخ عبادة فى ملوى، والهمة رقم 1 فى مطاى، وزعبرة فى ديرمواس، والوفاء فى سمالوط، وجزيرة شيبة فى أبوقرقاص، ونزلة أولاد الشيخ وزاوية الجدامى وشارونة فى مغاغة.
وأكد المحافظ حرص الدولة على رعاية الفئات الأكثر احتياجاً، وتقديم المساعدات اللازمة لها، مشيراً إلى أن الهدف منها هو الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للأسر فى القرى الفقيرة، وتمكينها من الحصول على الخدمات الأساسية، وتعظيم قدراتها على توفير منتجات تسهم فى تحقيق حياة كريمة لهم، وإتاحة فرص عمل فى القرى بمشروعات كثيفة العمالة.