"النصر".. وحدات طبية وأجهزة أشعة عالمية وكبسولة جراحية لأول مرة فى مستشفيات الدولة
مستشفى النصر من الداخل
ساحة خضراء محاطة بسور خارجى به بوابة وحيدة يقف أمامها مجموعة من أفراد الأمن المكلفة بحماية المستشفى، وأعلام ترفرف عالية فوق المبنى الضخم، الذى بدا للوهلة الأولى أنه قطاع خاص، للدخول إلى المستشفى يجب المرور من البوابة الإلكترونية، بعد الدخول توجد صالة مكيفة الهواء بها عدد من مقاعد الانتظار، صممت بطريقة خاصة حتى ينال المريض قسطاً من الراحة عند الجلوس، وأمام هذه المقاعد يوجد الاستقبال الخاص بالمستشفى.
المبنى الرئيسى يتكون من من أربعة طوابق، الأول به ٧ عيادات خارجية مجهزة لاستقبال مرضى الحالات غير الطارئة، بالإضافة إلى وحدة طوارئ، وبجوارها قسم الأشعة والذى ينقسم إلى أشعة تشخيصية، وهى الأجهزة التى من خلالها يتم تشخيص الأمراض وأخرى علاجية وتستخدم فى حالات الأورام، بالإضافة إلى الطب النووى، الصعود إلى أعلى لا يحتاج جهداً كبيراً لوجود 4 مصاعد كهربائية، الطابق الأول به ٤ حضانات أطفال وكبسولة لإجراء عمليات جراحية متقدمة، حيث إنها تستورد من الخارج على أن تكون محكمة الغلق، بها نظام تهوية يسمح بدخول الهواء من الخارج ويمنع خروج الهواء الملوث، ويتم استخدامها فى حالات العدوى والقلب المفتوح.
وفى الطابق الثانى توجد وحدة قسطرة القلب التابعة لمعهد القلب بأسوان، كما يوجد قسم العلاج الكيماوى، الذى يتكون من ٩ كراسى، يتم من خلالها عمل الجلسات الكيماوية وبعد الانتهاء يسمح للمريض، بمغادرة المستشفى والعودة فى الموعد الذى يحدده الطبيب المعالج. فى الطابق الثالث يوجد الجناح الإدارى الخاص بالمستشفى، وفى الأخير توجد غرف الإقامة الداخلية وتتكون من ٤٩ سريراً، إلى جانب وجود غرفة ملاهى أطفال، وجميع طوابق المستشفى مكيفة بشكل متكامل، كما أن عمال النظافة يباشرون عملهم بشكل مستمر، ويوجد فى كل طابق دورة مياه مخصصة للرجال وأخرى للنساء، مجهزة بشكل متكامل وبها سخانات كهربائية.
داخل صالة انتظار مكيفة، فى مستشفى النصر بقسم العرب، جلس محمد جمال، ٣٤ سنة، بائع سمك، ينتظر دوره لإجراء رنين مغناطيسى على الفقرات القطنية بعدما أقعده المرض.
قبل عام مضى كان «جمال»، يتحرك كثيراً ويحمل طاولات الأسماك على ظهره، حتى أصيب بانزلاق غضروفى، أجرى على أثره جراحة فاشلة فى مستشفى خاص، وقال: «تعبت من كتر الشيل والحط، وجالى غضروف، وعملت عملية ما نجحتش، وبعد شوية الدكتور قال لى إنى عندى مشكلة فى الفقرات القطنية، ومحتاج أعمل أشعة، مكلفة شوية، الدنيا اسودت فى وشى خصوصاً إنى بقالى كتير ما بشتغلش، هجيب منين، لحد ما عرفت موضوع التسجيل من خلال أبويا».
توجه «محمد» إلى وحدة طب الأسرة حتى يتمكن من التسجيل إلى جانب أسرته لكى يقوم بعمل الأشعة المطلوبة مجاناً، لأن تكلفتها بالخارج كبيرة جداً، وأضاف: «مفيش فلوس علشان أعمل أشعة غالية بالشكل ده، فعرفت إن التأمين الجديد هيكون مجانى أول شهرين، قلت يا كريم يا رب، وسجلت أنا وأمى وأبويا وأولادى، وجاى دلوقتى أعمل الأشعة هنا علشان الدكتور طالبها»، وإدارة المستشفى من جانبها لم تعترض على وجود روشتة صرف دواء متعلقة بالمريض وصادرة من عيادة خاصة، وقامت بإجراء الفحص المطلوب للمريض مجاناً.
"قطب": "المنظومة تعمل تجريبياً لحين اكتمال قاعدة البيانات.. والقطاع الخاص هيشترى منا الخدمة"
وقال الدكتور قطب السيد، مدير مستشفى النصر التخصصى، إن منظومة التأمين الصحى الشامل أطلقت كتشغيل تجريبى لمدة شهرين، على أن يتم خلال هذه الفترة تجميع وتسجيل بيانات المواطنين لحين اكتمال قاعدة البيانات الخاصة بأبناء محافظة بورسعيد، موضحاً أن التسجيل يتم من خلال الوحدات والمراكز بناء على التوزيع الجغرافى للمواطنين، حيث يكون التسجيل متاحاً من خلال رب الأسرة ببطاقة الرقم القومى، وحرصاً على سلامة المواطنين يتم تجميع البيانات فى ملف ورقى مع كتابة التاريخ المرضى للحالة وجميع الفحوصات التى أجراها المريض، وتابع: «علشان نسهل عملية التسجيل على المواطنين سمحنا للمواطن بالتسجيل فى أى وحدة، لكن الأساس هيكون من خلال توزيعه الجغرافى».
وأوضح «قطب» أن منظومة التأمين الصحى الشامل، عبارة عن نظام إلزامى يقوم على التكافل الاجتماعى، ويغطى جميع المواطنين، وتكون الأسرة هى وحدة التغطية التأمينية الرئيسية داخل النظام، على أن تتحمل الدولة أعباء غير القادرين، مؤكداً وجود اختلاف جوهرى بين المنظومة القديمة والمنظومة الشاملة، حيث إن التأمين سابقاً كان يهتم بالفرد مع وجود علاج على نفقة الدولة، بالإضافة إلى قوائم انتظار أرهقت الكثيرين وتسببت فى مشاكل صحية للمرضى، ومع بداية تدشين المنظومة الشاملة أصبح الاهتمام يشمل جميع أفراد الأسرة، على أن تقدم خدمات طبية مميزة للمواطنين.
وبالنسبة لكيفية تلقى العلاج، قال مدير مستشفى النصر: «لو حد احتاج استشارى وده فى الغالب ما بيكونش فى الوحدات، بيتم تحويله بقرار إحالة إلكترونى لأقرب مستشفى متاح فيها استشارى، وهناك عدة مستويات للرعاية الصحية وفقاً للمنظومة الشاملة تبدأ بمحاولة مكافحة الأمراض قبل انتشارها والمستوى الثانى تتولاه المستشفيات وده خاص بالعلاج، وآخر مستوى هو إعادة تأهيل للحالات الخاصة».
وأكد أن هناك تخصصات جديدة تم إدخالها إلى المستشفيات حتى لا تكون هناك حاجة إلى تحويل الحالات للعلاج خارج بورسعيد، وأضاف: «دلوقتى بنعمل جراحات لأول مرة فى بورسعيد، عملنا لحد دلوقتى ١٠ جراحات أطفال، ده غير قسطرة القلب للأطفال بالتعاون مع وحدة مجدى يعقوب، وعلشان نطور الخدمة بعتنا أطباء لمستشفى القلب فى أسوان، بالإضافة إلى وجود توأمة بين المستشفى، وأحد المستشفيات الخاصة، وده حسن مستوى الخدمات عندنا، ولو فيه حالة فى مستشفى تابع للتأمين محتاج متخصصين من عندى، ببعت فريق طبى مجهز، وده حصل بالفعل وقت ولادة أحد الأطفال بمشكلة فى صمامات القلب، وقتها تم تحريك فريق طبى كامل، والأطباء دول بيفضلوا متابعين الحالة لحين تحسنها».
وأشار إلى أن مستشفى النصر أجرى زراعة قوقعة فى أول أسبوع من الافتتاح: «عملنا إعلان عن إمكانية إجراء زراعة قوقعة، وبالفعل جالنا حالتين، وعملناهم بنجاح باهر، ودى كانت أول مرة تتعمل زراعة قوقعة فى بورسعيد كلها، وده بيتم طبعاً بعد إقرار المريض بتحمل المسئولية»