"منظومة الشكاوى" داخل محطات المترو: "صوتك هيوصل للحكومة"
أحد مكاتب تلقى الشكاوى فى محطة المترو
إعلانات عديدة انطلقت من الإذاعات الداخلية فى محطات مترو الأنفاق عن إطلاق منظومة لتلقى الشكاوى الحكومية من المواطنين، خصوصاً فى محطة «السادات»، لأول مرة، وهى الخدمة التى تسببت فى تردد عدد كبير من المواطنين على المنظومة داخل المحطة.
"آية": الإقبال يزيد يومياً
آية إمام، ٢٦ عاماً، حاصلة على بكالوريوس تجارة، وتعمل فى إحدى شركات الأمن، كانت واحدة من ضمن ١٥ فرداً قائمين على تنفيذ المنظومة، وفقاً لطلب العلاقات العامة بمترو الأنفاق، بعدما تلقوا تدريباً لمدة أسبوع داخل محطات المترو، ليتمكنوا من التعامل مع البريد الإلكترونى للمنظومة، وكيفية التعامل مع المواطنين للحصول على شكواهم.
وقالت «آية» إن المنظومة تم تفعيلها بالفعل السبت الماضى، والإقبال عليها كان تدريجياً، وتابعت: «التفعيل كان تجريبياً عشان نشوف رد فعل المواطنين، لكن يوم بعد يوم الإقبال بيزيد».
وأضافت أن الشكاوى لم تركز على جهة معينة، بل تعددت الجهات الحكومية التى اشتكى منها المواطنون، فالبعض اشتكى من وزارتى الإسكان والمالية، وآخرون اشتكوا من وزارة النقل، موضحة أنها تستقبل المواطن وتأخذ اسمه ورقمه القومى وعنوانه ومشكلته، وتقوم بإعطائه رقماً مسلسلاً، لكى يتمكن من متابعة شكواه: «بسجل الشكوى على موقع المنظومة، وبيتم إرسالها للوزارة الموجهة إليها الشكوى، وهما بيتعاملوا معاها».
ونوهت «آية» بأن فترة العمل تبدأ منذ الثامنة صباحاً حتى العاشرة مساءً، على ورديتين: «من ٨ الصبح لحد ٣ العصر، وحد تانى بيستلم منى ويكمل، ولحد دلوقتى جالنا ١٥ شكوى».
"سهى": "فكرة حلوة سهلت علينا كتير"
«فكرة حلوة وسهلت علينا كتير، بدل مشاوير الوزارات ومكاتب الحكومة».. بهذه الكلمات بدأت سهى عبدالله، ٤٢ عاماً، موظفة بإحدى الشركات الخاصة، ومن سكان منطقة بولاق الدكرور، حديثها عن وجود مكتب الشكاوى، مشيرة إلى أنها سمعت عن المكتب من خلال الإذاعة الداخلية للمترو، وتوجهت بالفعل لمقر المكتب داخل محطة أنور السادات، وقدمت شكوى لوزارة الكهرباء، لأنها تعانى من زيادة أسعار الفواتير، مضيفة: «كل شهر فاتورة الكهرباء بتغلى ومش عارفة إيه السبب، قررت أروح المكتب وأقدم شكوى يمكن تجيب نتيجة».
"فواتير الكهرباء وأزمة الإسكان والمواصلات ورعاية كبار السن".. أبرز مطالب المواطنين
من جانبه، قال حسن إبراهيم، ٣٨ عاماً، أعمال حرة، وأحد سكان منطقة فيصل، إنه يمر على محطة السادات باستمرار، وسمع عن مكتب الشكاوى، وبالفعل عرض مشكلته على الموظفة بالمكتب. وتابع: «كان عندى مشكلة مع المترو، بسبب اشتراك كنت عامله واتسحب منى فى محطة غير اتجاهى، ومعرفتش أطلع غيره، وياريت يكون فيه رد للشكوى، وحد مسئول يكلمنى، وصوتنا يوصل».
بملامح حزينة، وقف محمد مصطفى، 30 عاماً، متعلقاً بأى أمل يقوده إلى حل لمشكلته المزمنة، بعدما رأى، بالصدفة، مكتب الشكاوى فى محطة السادات التى يبدأ منها رحلته اليومية إلى المعادى، حيث يعمل طباخاً بأحد المطاعم، وقف «مصطفى» أمام المكتب وهو يردد «الغرقان بيتعلق بقشة»، ليسأل عن إمكانية تقديم شكوى ضد «ظلم بَيِّن وقع عليه»، لأنه كان يسكن مع أسرته المكونة من أربعة أفراد، «زوجة وطفلتين»، فى شقة إيجار بحلوان، وتقدم قبل 4 أعوام بطلب للحصول على شقة فى 15 مايو بالإسكان الاجتماعى، لكنه فوجئ بعد أشهر بحصوله على شقة فى 6 أكتوبر، ليبدأ رحلة عذاب يومى.
طرق «مصطفى» كل أبواب المصالح الحكومية لعله يعرف سبب تغيير رغبته فى السكن بلا فائدة، لكن شعوره باهتمام موظف مكتب الشكاوى وقت كتابة شكواه وحرصه عليها، جعله يتوسم خيراً وقال فى نفسه: «يمكن يكونوا سبب فى حل المشكلة».
«على إبراهيم»، الموظف بالمعاش، رأى المكتب قبل يومين، وقرر العودة إليه ليصف معاناته اليومية، حيث تمثل محطة المترو عاملاً أساسياً فى رحلته اليومية التى تبدأ من حدائق حلوان إلى محطة السادات، ويقضى وقتاً طويلاً كل يوم فى المحطة يعانى من تعطل السلالم الكهربائية، وهو سبب حضوره إلى المكتب لعله يجد من يسمع شكواه، ويلتفت إلى معاناة كبار السن فى التنقل داخل محطات المترو.