مهرجان المانجا
فاكهة الموسم تنادي عشاقها، فيتعرف أبناء القاهرة على أنواع المانجو وفصائلها المختلفة التي تنمو في مختلف محافظات مصر بل ويتم تصديرها للخارج، لكن قلما تتاح الفرصة لمواطن أي محافظة للتعرف على مختلف المزروعات الإقليمية منها وتذوقها، كان المشهد الذي ارتسم في مخيلة الكيميائي عمرو مطر، عندما ذهب، قبل شهر لشراء مانجو له ولأسرته من إحدى أسواق منطقة العبور، وفوجئ بمختلف الأنواع والأذواق يعرضها عليه التجار، فرأى بعض الأنواع لأول مرة.
على الرغم من امتلاكه شركة لتنظيم الفعاليات العلمية، إلا أن "مطر"، قرر خوض تجربة تنظيم فعالية ترفيهية من الطراز الأول تكون بطلتها المانجو، التي يتتفق معظم أفراد الأسرة المصرية على حبها، فأراد أن يجمعهم في فعالية اختار شهر سبتمبر لإقامتها، كونه آخر أشهر الصيف و"فرصة للترفيه قبل الدراسة"، كما اكتشف بعد استشارته لخبراء زراعيين أن سبتمبر مناسب لموسم المانجو الذي بدأ متأخرا، هذا العام.
ولتحقيق هدفه الأول بالتعريف بمختلف أنواع المانجو، حاول مطر بمساعدة باسم عبد العظيم مدير تسويق الفكرة، أن يتفق مع بائعي مختلف أنواع المانجو لعمل سوق صغيرة، تستضيفه الفعالية، بإحدى حدائق الرحاب، الجمعة المقبلة، يبيعون من خلالها المانجو بأسعار مخفضة، كما أنشأ "مطر" مطبخا صغيرا للمانجو يمكن لرواد الفعالية تذوق الأنوع المختلفة من خلاله.
"مهرجان المانجا للجميع فعالية تناسب الكل"، كلمات عبر بها "مطر" عن الخطة التي حرص على تنفيذها منذ اليوم الأول، بمساعدة زميلاته المسؤولات عن تنظيم وإدارة عمليات الفعالية، رانيا السباعي وأسماء عابدين، حيث استأجروا ألعابا للأطفال وفرقا موسيقية، كما حرصوا على توفير مرشدين يمكنهم اصطحاب الأطفال لمساعدة أولياء أمورهم على قضاء وقت ممتع، وتعليم أطفالهم قيم جديدة، مثل الزراعة والاهتمام بالبيئة، فيوفر المهرجان شتلات أو أشجار مانجو صغيرة يمكن للأطفال وزراعتها في حديقة المنزل، كما يتم تعريفهم بكيفية الاعتناء بها، و"حتى في التذكرة جمعنا العيلة"، حيث صمم "مطر" تذكرة واحدة يمكن لأفراد العائلة شراؤها بسعر مخفض.
فرقة موسيقية ومطربة تغني أغاني قديمة، كانت وسيلة "مطر" وزملائه استعدادا ليشعروا المسنين بالألفة من خلال أغانٍ تعيدهم لـ"زمن الشباب"، على حد وصف "مطر"، حيث تعاقد مع فرق ومطربين يعزفون مختلف الآلات ويغنون مختلف ألوان الغناء بهدف وصفه بـ"عشان نناسب كل الأذواق وعامل جذب".
في اختيار مكان إقامة المهرجان، حرص "مطر" على اختيار مكان مؤهل لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة حيث توجد به أرض ممهدة لسير الكراسي المتحركة، كما تم توفير مرافق استعدادا لمرافقتهم بالقدر الذي يضمن استمتاعهم باليوم، فيروي "مطر" أن "واحدا من أهداف المهرجان دمج ذوي القدرات الخاصة"، حيث عمل على توفير منفذ مجاني لجمعية خيرية تعرض أعمال فنية مصممة بواسطة ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف إشعار رواد المهرجان بأنهم قادرون على المشاركة والنفع وتشجيعهم على أن تزين لوحاتهم مهرجان العام المقبل.
إلى جانب حلمه بنجاح الفعالية الترفيهية الأولى التي يشرف على تنظيمها، والحصول على رد فعل إيجابي من رواد "مهرجان المانجا"، الجمعة المقبلة، يحلم مصطفى بإقامة نسخة سنوية للمهرجان، كل عام، ويكسب كل نسخة طابع دولي مختلف، فتكون النسخة القادمة، عن دول آسيا فتكون تعريفية وتسويقية لأنواع المانجو في هذه الدول كما تستضيف فرقا غنائية من الدول نفسها، كما يطمح "مطر" في "المهرجان يكون كل سنة في محافظة" فيحقق الهدف التعريفي على نطاق أوسع ويستهدف مختلف الفئات.
تعليقات الفيسبوك