الهوية وليبيا والمناخ.. الظهور الأول للسيسي تحت قبة الأمم المتحدة: "تحيا مصر"
الرئيس عبدالفتاح السيسي
شهدت الدورة العامة الـ69 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المشاركة الأممية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي بعد توليه الحكم بشهرين تقريبا عام 2014، حيث كان الموضوع الرئيسي للدورة "صياغة وتنفيذ أجندة للتنمية لما بعد 2015 كفيلة بإحداث التغيير"، وتخللها عقد أول مؤتمر عالمي للشعوب الأصلية، وعقد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لما بعد عام 2014، وعقد أيضا مؤتمر المناخ بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة.
وركزت الدورة على التنمية وما ستتخذه المنظمة الدولية من إجراءات وخطط لدعم جهود الدول النامية في هذا المجال، وتضمنت كلمة وبيان الرئيس عبدالفتاح السيسي عرضا لوجهة نظر مصر حيال هذه القضية، خاصة أنها واحدة من أبرز الدول التي أسهمت في المفاوضات التي جرت بين دول الجنوب والشمال لصياغة جدول الأعمال والعمل على تجاوز الخلافات التي طرأت خلال تلك الجولات.
اكتسبت مشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة اهتماما واسعا من جانب العديد من قادة ورؤساء الوفود الذين سعوا إلى لقائه وسماعه حيال ما يجري في مصر والمنطقة وبعد النجاح الذي تحقق في تنفيذ خارطة الطريق والوفاء بالالتزامات المقررة بها منذ الإعلان عنها، آنذاك، إلى جانب الخطوات السريعة التي يقود من خلالها عملية التنمية ومواجهة المشكلات الضخمة التي كانت تمر بها مصر.
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي
ركز الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، على تمسك الشعب بالهوية المصرية عام 2013 ورفض الخضوع لجماعة تتحدث باسم الدين.
كما أعلن الرئيس عن تبني مصر لبرنامج "شامل وطموح" لدفع عملية التنمية حتى عام 2030، بهدف الوصول إلى اقتصاد سوق حر قادر على جذب الاستثمارات في بيئة آمنة ومستقرة.
ودعا السيسي، أعضاء الجمعية العامة لدعم ترشح مصر للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن عامي 2016-2017، إلى جانب تأكيده ضرورة محاربة الإرهاب، لأنه "وباء لا يفرق بين مجتمع نام وآخر متقدم.
كلمة الرئيس السيسي باسم المجموعة العربية أمام قمة تغير المناخ
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية قضية "تغير المناخ"، وضرورة اتخاذ إجراءات طموحة للتصدي لتداعياتها، مضيفا أنه يتشرف بالتحدث نيابة عن المجموعة العربية أمام قمة المناخ.
وقال السيسي، في كلمة له أمام قمة المناخ التي عقدت على هامش الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "إن دولنا تعاني من الآثار الناجمة عن المتغيرات المناخية وفي مقدمتها التصحر، وقد وجه التقييم الخامس للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ إنذارا واضحا إلى العالم بأسره بضرورة التحول إلى أنماط جديدة للتنمية تشمل أنماط استهلاك رشيدة ونظم إنتاج مستدامة لتخفيف ظاهرة تغير المناخ والتكيف مع آثارها السلبية".
لقاءات الرئيس السيسي مع وسائل الإعلام أثناء الدورة الـ 69
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقابلة مع وكالة الأسوشيتد برس في العشرين من سبتمبر 2014، تحدث فيه عن الدور الذى ستلعبه مصر فى التحالف الذى تتزعمه الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، وأكد على مخاطر الموقف في ليبيا منذ فترة طويلة، ووجود مهمة لم تستكمل تجاه الموقف الليبي، مشيرا إلى أنه بعد سقوط النظام السابق كان مطلوب أن يتم تجميع السلاح الموجود في ليبيا وإعادة بناء الأجهزة الأمنية والمساعدة في إقامة نظام ديمقراطي يرضى عنه كل الليبيين، وأن هذا لم يحدث.
وتطرق إلى بعض الأمور الداخلية، مثل موعد الانتخابات البرلمانية، والالتزام بدعم التحالف ضد تنظيم "داعش"، إضافة إلى تقييمه للوضع في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة.
كما قال الرئيس السيسي، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الجيش العراقي والدول المجاورة للعراق وسوريا هم الأقرب لتكوين تحالف قوي يلعب دورا مباشرا في مكافحة داعش، وطالب السيسي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بتوسيع نطاق حملته ضد التطرف لتتجاوز العراق وسوريا، على حد قوله.
وحذر السيسي الإدارة الأمريكية من أن "تنفض يدها" من الشرق الأوسط في وقت تشهد فيه حدود المنطقة حالة من التقلب المستمر، فضلا عن تنامي تهديد التطرف بسبب عدم الاستقرار.
ووصفت الصحيفة "السيسي" بأنه أحد أهم القادة الجدد في منطقة الشرق الأوسط، وأنه منذ توليه منصبه، سار في خطة اقتصادية لتخفيض الدعم على الطاقة في محاولة لإنعاش الاقتصاد المصري، كما واصل مواجهة جماعة الإخوان، وعمل من كثب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
فيما كشف الرئيس عبدالفتاح السيسي عن طموحات مصر الاقتصادية والسياسية من أجل مستقبل أفضل، جاء ذلك في مقال له لصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية تحت عنوان "مصر ترسم طريقها نحو النمو والانضباط المالي".
وأكد الرئيس أنه عندما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع في صيف 2013 ومن قبلها في 2011 للمطالبة بالتغيير كانوا يسعون وراء نظام حكم فعال وقابل للمساءلة، بالإضافة إلى توجه اقتصادي جديد للبلاد.
وأضاف أن الأزمات التي تحملها المصريون بشكل عام في الصراع من أجل التوصل إلى تسوية سياسية أسهمت في تفاقم المشكلات الكامنة في البلاد، ما أدى إلى زيادة العجز في الميزانية ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، وتضخم الدين القومي وتصاعد معدلات البطالة وتراجع البنية الأساسية والخدمات.
لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة
استهل الرئيس السيسي لقاءاته بالأمم المتحدة بلقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث أشاد الرئيس الفلسطيني مجدداً بالمواقف المصرية الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ثم عقد الرئيس لقاءً مع فؤاد معصوم، رئيس جمهورية العراق، والشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس وزراء الكويت، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، وسيلفا كير، رئيس جمهورية جنوب السودان، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، تمام سلام، رئيس وزراء لبنان، وباك كون هيه، رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، وميشيل باتشليت، رئيسة جمهورية تشيلي، وديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، وروزين بلفنلفيك، رئيس جمهورية بلغاريا، ونيكوس أنستاسيادس، رئيس جمهورية قبرص، وتيموسلاف نيكوليتش رئيس جمهورية صربيا، وفرنسوا أولاند رئيس جمهورية فرنسا، وماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا، فضلا عن لقاء مع شنزو آبي، رئيس وزراء اليابان، وتيودور أوبيانج نجيما، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، وكذا إدريس ديبي، رئيس جمهورية تشاد، كما استقبل الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية سابقا.
نتائج لقاءات الرئيس مع مجتمع الأعمال الأمريكي في نيويورك
1- الاتفاق على زيارة رئيس بورصة شيكاجو للسلع والحبوب (والتي يبلغ حجم نشاطها ألف تريليون دولار) إلى مصر لبحث إمكانية إنشاء أول وأكبر بورصة سلعية في منطقة الشرق الأوسط، وربطها مع البورصات العالمية.
2- أعرب رئيس شركة Cargill لتجارة الحبوب والغلال عن رغبته في زيارة مصر لإبرام شراكة استراتيجية وبحث إقامة استثمارات مباشرة لتحويل مصر إلى مركز عالمي لتجارة وتخزين الحبوب والغلال.
3- إعلان رئيس شركة Sukar عن رغبة الشركة في المشاركة في مشروعات إقامة صوامع تخزين الحبوب، التي تعتزم مصر إنشاءها على محور قناة السويس.
4- تم الاتفاق على زيارة وفد من شركة Sky Power إلى القاهرة لبحث إمكانية تنفيذ مشروعات في مجال استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.
5- تم التفاوض مع إحدى الشركات المنتجة للعقار المعالج لفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، لتوريد مليون جرعة بسعر مناسب.
أصداء زيارة الرئيس السيسي للأمم المتحدة في الإعلام المحلي والدولي
عبرت وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن اهتمام كبير بمتابعة مجريات الزيارة، والتعليق الإيجابي عليها، فيما كان التركيز من قبل الإعلام الدولي على استعراض كلمتي الرئيس أمام قمة المناخ، وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتوجهات السياسية التي احتوتها تصريحاته لمصادر صحفية وإعلامية أمريكية، ولقائه بأعضاء الكونجرس الحالي ومسؤولين أمريكيين سابقين، ثم لقاء القمة الذي جمع الرئيس السيسي وأوباما قبيل ساعات من العودة إلى القاهرة.
تعليقات الصحافة المصرية عامة، تميزت بالإيجابية الشديدة، والاستفاضة في تحليل مجريات الزيارة وبخاصة كثافة اللقاءات التي أجراها الرئيس مع عدد غير مسبوق من رؤساء الوفود الحاضرة ذلك المحفل الدولي، والتميز الذي حظي به الرئيس من المنظمين لقمتي المناخ، والأمم المتحدة خلال إلقائه لكلمتي مصر.
وكان هناك تأكيد واضح على أن فعاليات الزيارة والنشاط الحيوي الكبير الذي بذل خلالها، أعادا الوعي العالمي بحقيقة ما جرى في مصر، وبمطالب الشعب المصري الذي نبذ بتحضر لائق بمكانة مصر الإقليمية والدولية، وحضارتها التاريخية، حكما أتى في غفلة من الزمن، أراد أن يغير ويفكك من هوية مجتمعها، ويزيف ويطمس هويتها، ورأت أن الزيارة كانت أدق تعبير عن إرادة الشعب التواق للتنمية والاستقرار.