أسباب نجاح "الممر" و"إيلات" رغم عدم تناولهما حرب أكتوبر
فيلم الممر
إيرادات تخطت حاجز الـ75 مليون جنيه، حققها فيلم "الممر" عند عرضه في دور العرض والسينما، ليحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا خلال العرض، وهو النجاح الذي تكلل بالعرض التليفزيوني الأول في الذكرى الـ46 لحرب 6 أكتوبر المجيدة، على عدد من القنوات.
الفيلم الذي يتناول الفترة بعد نكسة 5 يونيو 1967، من خلال إحدى العمليات التي قام بها الجيش المصري خلال فترة حرب الاستنزاف، حقق ذلك النجاح على الرغم من عدم تناوله نصر أكتوبر، على غرار فيلم "الطريق إلى إيلات"، الذي أنتج عام 1993، ويتناول العملية التي تمكنت فيها القوات المصرية من تدمير المدمرة إيلات خلال حرب الاستنزاف.
تنوع الطاقم الفني ووجود نجوم كبار ومؤثرين عامل رئيسي في نجاح الفيلمين، حسب تأكيد ماجدة خير الله الناقدة الفنية، لافتةً إلى أن وجود أسماء مثل عزت العلايلي ونبيل الحلفاوي ومادلين طبر في "الطريق إلى إيلات"، وأحمد عز وهند صبري وأحمد رزق ومحمد فراج وغيرهم في فيلم "الممر" من عوامل جذب الجمهور للفيلم، بالإضافة كذلك إلى المخرجين الكبيرين إنعام محمد علي وشريف عرفة.
وأضافت خيرالله لـ"الوطن"، أن الإنتاج الكبير والميزانية الضخمة كذلك أدت لخروج الفيلم بشكل مميز، كما أن الفيلمين احتويا على الكثير من الإنسانيات، والتي تعطي للفيلم بعدًا عاطفيًا يزيد من ارتباط الجمهور به، بالإضافة كذلك إلى تعطش الجمهور لأفلام البطولات المصرية، والتي أدت لنجاح "الممر".
عامل مهم آخر أدى لنجاح فيلمي "الممر" و"الطريق إلى إيلات" بعيدًا عن الحرب الواسعة التي تشتت الجمهور، وفقًا للناقدة الفنية، مؤكدة أن التركيز على معركة واحدة يؤدي لتوفير مساحة كبيرة للمزيد من التفاصيل والقصص الإنسانية وطريقة الإعداد للمعركة للبداية للنهاية، وكلها أمور تؤدي لارتباط المشاهد بالعمل وأبطاله، ويخوض معهم الرحلة ويتعايش معهم، بدلًا من التشتت في مشاهد الكر والفر والانفجارات وإطلاق النيران.
من جانبها، أكدت الناقدة ماجدة موريس، أن هذه الأفلام مصنفة ضمن الأفلام الحربية، على الرغم من عدم تناولها حرب أكتوبر المجيدة نفسها، فحرب الاستنزاف والاستعداد لأكتوبر والانقلاب في تسليح الجيش الذي حدث خلال تلك الفترة والتدريب المختلف، كلها أمور غنية بالقصص التي تصنع أفلامًا قوية ومثيرة وناجحة.
موريس أكدت في حديثها لـ"الوطن"، أن التركيز على عملية واحدة كذلك من أسباب نجاح تلك الأفلام، فالنجاح يكمن في إبراز التفاصيل والقصص الإنسانية التي تخرج منها مساحة واسعة للدراما، مضيفةً أن فيلم "الممر" يقدم بطولات لا تقل عن بطولات أكتوبر، بتفصيل أكبر وأكثر، وهو ما يجعله قابلًا للاستمرار لأعوام طويلة ليصبح توثيقًا لتلك الفترة، مثل فيلم "الطريق إلى إيلات".