سياسيون: قمة "أفريقيا - روسيا" تدعم تنمية القارة بجهود وريث الاتحاد السوفيتي عبر بوابة مصر
تنفيذ إصلاحات طموحة لتحسين تعلم الطلاب
أكد عدد من السياسيين أن القمة الأفريقية الروسية، المنعقدة فى مدينة سوتشى، برئاسة كل من الرئيسين عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين، بمشاركة 50 دولة وحكومة وعدد من المنظمات الإقليمية فى أفريقيا، ستعيد روسيا إلى واجهة المشهد الأفريقى من جديد، وتنمية التعاون التجارى والاقتصادى والعسكرى، وفتح مجالات استثمارية كبيرة داخل القارة مما يصب فى تنميتها.
"مغاورى": موسكو تحتاج إلى التعاون مع أفريقيا
وقال عاطف مغاورى، نائب رئيس حزب التجمع، إن القمة الأفريقية الروسية مهمة جداً بالنسبة لموسكو والقارة السمراء لإعادة العلاقات التاريخية بين الطرفين بعد أن تراجعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وأضاف لـ«الوطن» أن الاهتمام الروسى بالقارة الأفريقية لبناء العلاقات الاقتصادية والاستفادة من الموارد الطبيعية التى تتميز بها أفريقيا، وخاصة المنتجات الزراعية، هو ما تحتاجه موسكو بشكل كبير، فى مقابل تقديم الخدمات التكنولوجية فى مجالات النفط والغاز والتنقيب عن المعادن، وأكد أن هناك إقبالاً أفريقياً على روسيا لتعزيز التعاون معها فى كل المجالات، بعد فقدانها الثقة فى الدول الغربية، التى تضع شروطاً مجحفة للاستثمار فى القارة السمراء لنهب ثرواتها، حسب قوله.
"رفلة": تدعم مشاريع البنية التحتية
من جانبها، قالت النائبة سوزى رفلة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن القمة الأفريقية الروسية تأتى فى إطار التعاون المشترك فى كل المجالات والاستفادة المتبادلة، ما يسهم بدوره فى تنمية القارة، وأضافت أن هذه القمة ستزيد من مجالات التعاون بين القاهرة وموسكو بحكم الروابط الوثيقة التى تجمع الجانبين، وتابعت أن القمة الأفريقية الروسية هى الأولى من نوعها وتدعم العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة السمراء وروسيا.
وقال الدكتور صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية، المتحدث باسم مجلس النواب، إن قمة «أفريقيا - روسيا» تاريخية وترسخ لمرحلة جديدة من التعاون بين القاهرة وموسكو فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وأضاف أن هذه القمة تشهد مشاركة كبيرة من الدول الأفريقية ونأمل أن يتم خلالها وضع تصورات مستقبلية للعلاقة بين روسيا ودول القارة فى إطار المصالح المشتركة.
وتابع أن الرئيس «السيسى» حرص على إعطاء أولوية لقضايا القارة السمراء خلال القمة بتأكيده أن دول أفريقيا تتطلع إلى مساهمة روسيا فى دعم جهود التنمية فيها وتمويل وتنفيذ مشروعات البنية التحتية، خاصة توليد الطاقة وربط الطرق، ونوه بأن «السيسى» يتطلع لمزيد من الارتقاء بأفريقيا وتطويرها بمشاركة روسيا، خاصة منظومة السكك الحديدية عبر تصنيع عربات القطارات فى مصر، وتأكيده أن القاهرة مهتمة بسرعة الانتهاء من إجراءات المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس.
"عبدالغنى": تفتح مجالات استثمار كبيرة
وقال سيد عبدالغنى، رئيس الحزب الناصرى، إن القمة بوابة جديدة لدخول موسكو إلى القارة السمراء للبحث عن فرص الاستثمار، ما ينعكس على استغلال موارد القارة فى مجالات التنمية المختلفة، وأضاف أن هذه القمة يمكن أن تعيد روسيا إلى واجهة المشهد الأفريقى من جديد، بعد أن استغلت الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، ثروات أفريقيا على مدار السنوات الماضية لصالحها فقط، وأسهمت فى عدم استقرار دول القارة، فقد تم تقسيم السودان واتخذت إجراءات جعلت عدداً من الدول كالصومال وإثيوبيا ونيجيريا «بلداناً فقيرة للغاية»، حسب قوله، وتابع أنه حان وقت روسيا فى أفريقيا، خاصة أن الاتحاد السوفيتى كان من أهم شركاء أفريقيا وأسهم بشكل كبير فى تحرر دول القارة من الاستعمار الأوروبى، ودعمها بشكل مباشر سياسياً وعسكرياً.
وأكمل أن هذه القمة خطوة مهمة فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى حالياً، ما سيقرب وجهات النظر بين روسيا ودول أفريقيا ويصب فى مصلحة التنمية المستدامة داخل القارة وتقديم المساهمات الروسية والدعم للعديد من الدول، وفتح مجالات استثمارية كبيرة بين الطرفين، فى ظل غنى الموارد الذى تتمتع به القارة، التى تحتاج فقط تمويلات لإظهارها.
وقال الدكتور خالد قنديل، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن هذه القمة تفتح آفاقاً جديدة لتحقيق الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى، وأضاف أن تركيز القمة على مناقشة القضايا الدولية الملحة وبحث آفاق وتطوير الروابط بينها فى المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية والتكنولوجية، سيسهم فى إيجاد طرق كفيلة بالتنمية المتسارعة لأوجه التعاون بين الجانبين، وكذلك تحديث الاقتصادات الأفريقية ورفع مستويات المعيشة بها.
وتابع أن حجم التبادل التجارى بين روسيا ودول أفريقيا ارتفع بأكثر من 17% خلال العام الماضى، ليتجاوز 20 مليار دولار، وخلال الفترة من 2010 إلى 2017، زاد إجمالى حجم الصادرات الروسية إلى أفريقيا 3 أضعاف من 5 مليارات دولار إلى نحو 15 مليار دولار، كما زاد حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا بشكل ملحوظ خلال 2018، حيث بلغ نحو 7.66 مليار دولار، وأكد أن القمة من الناحية السياسية ستعمل على «تمتين» العلاقات بين الجانبين، حيث سيتم توقيع عدد كبير من المعاهدات والاتفاقيات والمشاريع الاقتصادية، ثنائية أو متعددة الأطراف، ويمكن لروسيا أن تقدم للدول الأفريقية استخراج المعادن بشروط عادلة، بحيث يحصل الأفارقة على فوائد كافية، فضلاً عن مشاركتها فى مشاريع البنية التحتية لدول القارة من مدارس وطرق ومستشفيات، وتعاون فى مجال التسليح ومكافحة الإرهاب.