شهود عيان يروون لـ"الوطن" كواليس اشتعال النيران بـ"مصنع قليوب"
حريق مصنع قليوب
"المصنع ضخم جدا والجيران كل واحد طلع باللي عنده يشارك في إطفاء النيران"، بهذه الكلمات وصف هشام محمد، أحد المقيمين بجوار مصنع الموتوسيكلات بقليوب، واقعة الحريق التي بدأت أمس في الرابعة ونصف عصرا بحسب حديثه لـ"الوطن"، فبمجرد أن علم عن الحريق سارع بالتواجد في قلب الميدان، فهو يعرف المصنع من قبل وحجمه ومحتوياته، ليفكر هشام في أن المخازن بها العديد من المواد القابلة للاشتعال.
أحد جيران مصنع الموتوسيكلات المحترق: جبت عربية لنقل قطع الغيار للمخزن التاني
المطافئ من كل المراكز المجاورة قدمت للمساعدة في إخماد حريق مصنع قليوب إضافة إلى كل المؤسسات المعنية بالمشاركة في مثل هذه الحالات، ليتوجه هشام، بحسب روايته، هو وأقاربه بسياراتهم النقل كما توجه كثير من أهل القرية ممن يمتلكون "لوادر" إلى المصنع المحترق لتقديم المساعدة قدر الإمكان "الوضع كان صعب جدًا، وممكن تقول كارثي، ومحدش قادر يسيطر على الحريق ماعرفتش أمشي غير الساعة 2 الفجر لما تعبت"، متابعا: "المصنع له مخزنين جنبنا حوالي 3 فدان وكل واحد 10 أدوار.. واحد بتاع الصيني وواحد بتاع الإيطالي والمسافة بينهم 250 متر، والحريق اشتعل في مخرن الصيني اللي ورا".
هشام: العمال بيقولوا حصل ماس كهرباء أدى إلى انفجار غرفة
ووفقا لـ"هشام" فإن شدة النيران أدت لانهيار الدور من الثالث للسابع بالمبنى الخلفي حوالي الساعة 9 إلا ربع ما أدى إلى تقدم عناصر الإطفاء والعاملين إلى الخلف خوفا مما حدث، لتسقط باقي أدوار المبنى الساعة الحادية عشر مساءً، "كله سلم أمره لله لأن النار كانت عالية جدا، ووصلت للنخل اللي في الأرض جنب المخزن"، ليسارع الجميع ممن يعيشون في المنطقة بتقديم المساعدة، فالبعض أتى باللودر الخاص به لنقل الأنقاض بعيدا، واستقدم هشام سيارات نقل تخصه وتخص عائلته لتحميل قطع الغيار التي سلمت من الحريق إلى المخزن الآخر "كل واحد قادر يعمل حاجة بيقدمها حتى عربيات المطافي كانت حوالين المبنى من كل الجهات من النوع الضخم التريللا وكانت بترفع المياه بضغط الهواء لفوق علشان توصل للحريق العالي ولما الميه خلصت كانت بتبدل تروح تجيب ميه وتيجي".
مصنع بحجم كبير، كان هشام يمر عليه كثيرا وفي مرات عدة دخله ليروي أن الحريق حتى لو بدأ صغيرا في حين تواجد المعدات الكثيرة فحتمًا سيزيد بشكل لا يصدق كما حدث "أنا دخلت مرة لقيت في الصالة الواحدة 2000 موتوسيكل وغير الكاوتشات والجنوت التي بيتساعد أكتر على الاشتعال.. العمال قالوا لي اللي حصل ماس كهربائي داخل غرفة فانفجرت ووجود المواد الملتهبة زود الحريق".
أحمد يونس: فيه دخان كتير بيتصاعد لحد دلوقتي من المصنع
من جانبه أحمد يونس، الذي يعمل في شركة مجاور لمصنع قليوب المحترق، الذي تفاجأ بمرور سيارات كثيرة للإطفاء في دفعة واحدة ما دفعه للتعرف على ما حدث، ليتواجد في موقع الحادث منذ الساعة الرابعة مساءً، ويشير إلى أن المصنع يأتي إليه يوميا بضع حاويات لتنقل إليه البضائع وقطع الغيار الجديدة، "قبل الحريق بيوم كان فيه 3 حاويات نزلوا موتوسيكلات وبضايع"، متابعا: "الدخان كان شديد جدا ولسة لحد دلوقتي موجود كثير بشكل غير متوقع إنه يفضل أثر الحريق والحريق نفسه 24 ساعة رغم كل العربيات اللي جت تطفي وتخمده.. أول ما وصلت كان كله مولع من جوة".
ووفقا لرواية "يونس"، فإن سيارت الإطفاء موجود في الموقع منذ أمس بأعداد تزيد عن 30 سيارة، إضافة إلى سيارات "فونتاس" التي تقوم بتزويد عربات المطافي بالمياه حيث كانت في رحلات ذهاب وعودة لنقل مياه من مصنع مجاورة "أول مرة أشوف حريق يوقع مبنى ومحدش عارف يتصرف وكنا خايفين جدا من شكل النار.. الكل كان هايبها وخوفنا على زمايلنا من العمال اللي ماروحوش من امبارح لحد دلوقتي شغالين ينضفوا ويشيلوا ويساعدوا المطافي"، مضيفا أن عدد عربات المطافي بدأ يقل منذ ساعتين ووصل إلى 4 تقريبا.
يونس: كل يوم بيجي قطع غيار وحاويات توريد بضائع للمصنع
النصف الخلفي للمبنى سقط جراء شدة اشتعال النيران، وكلما هدأت حدتها اشتعلت مرة أخرى لحين بدأ انهيار المبنى وأصاب الجميع الخوف الشديد، حيث يوجد بالمصنع الكثير من بطاريات الموتوسيكلات فهو أكبر مصانع درجات بخارية من النوع الصيني في مصر، ما ساعد على الاشتعال السريع، وذلك بحسب يونس ليختتم حديثه "السلوك لمست مع بعضها ومالحقوش يطفوها وعلشان كدة لسة مستمرة وبيعملوا تبريد للمناطق اللي اتحرقت علشان تنتهي تماما .. ربنا يسترها".