جنود مجهولة يعملون فى صمت، كخلية نحل كل فرد بداخلها يعرف دوره جيداً، يبذلون كل ما فى وسعهم حتى يكتمل جمال الصورة، يهتمون بأدق التفاصيل لإسعاد غيرهم، يسهرون الليالى دون شكوى، وينامون بنصف عين من أجل راحة جماهير مهرجان الموسيقى العربية، الذين يحضرون للاستماع إلى نجمهم المفضل، ولا يخطر ببالهم أن شكل المسرح المبُهر وتنسيق الآلات فى أماكنها ووضع النوتة التى سيأتى دورها لاحقاً، من صُنع كتيبة من العمال والفنيين البسطاء الذين يقفون خلف الكواليس.
فى الخارج، يقف رجال الأمن لتأمين المكان والحفاظ على سلامة الضيوف، وعلى خشبة المسرح يأتى دور عمال الديكور والإضاءة والمسئول عن تجهيز النوت الموسيقية وحامل الآلات، ومصمم الجرافيك والفنيين وغيرهم، منظومة كاملة، لم يسلط عليها الضوء، لا يقل دورها عن دور النجم الذى يشدو بأروع أغانيه على خشبة المسرح.
على مدار 26 عاماً، يعمل إيهاب عبدالعزيز، مصمم جرافيك بدار الأوبرا، حيث يصمم جميع مطبوعات مهرجان الموسيقى العربية، برفقة صديق عمره مصطفى عبدالمنعم، يحكى أنه قضى أجمل سنوات عمله داخل هذا المكان، ليالٍ يسهر فيها حتى الصباح للانتهاء من عمله: «كنت بابات ليالى، ولما العيد كان بييجى علينا وإحنا فى الشغل كنا بنقضيه هنا واحنا مبسوطين»، يُحضر لكل دورة قبلها بخمسة أشهر، يصمم «بنرات» النجوم وبوستر المهرجان، إضافة إلى المشاركة فى خلفيات المسرح.
يتذكر مواقف لا تُنسى، منها حين أصيب بجلطتين أثناء عمله، وركب على أثرهما دعامات فى القلب، وأصر على أن يخرج من المستشفى إلى عمله وليس بيته للراحة: «باحب المكان ده، وكل اللى فيه بيشجعونى وبيدعمونى».
تعليقات الفيسبوك