محمد حطب "محارب السرطان": وظفت دراستي في إنتاج الأطراف الصناعية.. وسأنقل التجربة إلى أفريقيا
محمد حطب، محارب السرطان
قال محمد حطب، محارب السرطان، الذى تحول من مريض «لوكيميا» إلى أحد النماذج الشابة الملهمة فى العمل الاجتماعى، إن لحظة المعاناة أمام المرض كانت اللحظة الفارقة فى حياته، والتى دفعته للتحدى وعدم الاستسلام، مشيراً إلى أن مشروعه لإنتاج الأطراف الصناعية جاء بهدف خدمة المرضى الذين يشعر بهم.
وأضاف «حطب»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه يحلم بتحول نشاط مؤسسة «Hand to hand» إلى العالمية، مشيراً إلى أنه لم يتوقع هذا النجاح الكبير لمنتدى الشباب، ولفت إلى أن بعض الأفارقة طالبوه بنقل الفكرة إلى بلدانهم، وإلى نص الحوار:
عشت معاناة المرض فى طفولتك، ما تفاصيل هذه المعاناة؟
- عانيت من مرض السرطان، تحديداً «لوكيميا»، أو سرطان الدم، وكان عندى 9 سنين وقتها، اكتشفت الإصابة فى 2006، وخضت حرباً مع السرطان، والحمد لله نجحت فى العلاج، وأهلى وقفوا بجانبى، وسافرت للعلاج فى الخارج فى هذا التوقيت، وعدت إلى مصر بعد رحلة علاج طويلة.
متى تغلبت تماماً على السرطان؟
- فى 2011، معركة العلاج أخذت حوالى 5 سنوات من 2006 إلى 2011.
كيف تحولت من مريض للسرطان إلى أحد النماذج الشابة الملهمة؟
- بعد الشفاء من المرض قررت ألا أتوقف عند هذه النقطة، وأن أساعد المرضى الآخرين، حصلت على فرصة ثانية فى الحياة وأدركت وقتها قيمة الحياة وقررت أن أساعد غيرى على النجاة والحصول على فرصة ثانية، لكن المشكلة أننى كنت مازلت صغيراً فى هذا التوقيت، وانشغلت بدراستى، ثم سافرت إلى الخارج ودرست هندسة طيران فى إنجلترا، وحصلت على درجة الماجستير، ثم عدت إلى بلدى وشعرت بأن هذا هو الوقت المناسب لأساعد غيرى.
ما شكل المساعدة التى قررت تقديمها للآخرين بعد العودة إلى مصر؟
- فكرت إزاى ممكن أربط الهندسة التى تعلمتها بمساعدة الناس، فاستخدمت الهندسة والتكنولوجيا فى صناعة الأطراف الصناعية باستخدام الحاسب الآلى، ونجحت فى خطوتى، وبعد حوالى شهر استطعت صناعة أول طرف صناعى، وكان التحدى بعد ذلك أن أجد شركاء لى فى هذا المشروع حتى أتوسع، وبالفعل وجدت بعض الشركاء.
من أول حالة قدمت لها أول طرف صناعى قمت بإنتاجه؟
- كانت فتاة عمرها 5 سنوات، واستطعت أن أساعدها وأقدم لها ذراعاً صناعية، وعندما رأيتها وهى تمسك الأشياء وتصافح الناس شعرت بسعادة كبيرة وأدركت أن هذا هو الطريق الذى يجب أن أستمر فيه.
المبادرة كانت مجرد فكرة فردية فى البداية، لكن كيف تحولت إلى مؤسسة تحت شعار Hand to Hand؟
- بعد الحالة الأولى فكرت فى أن تكون هناك مؤسسة مسئولة عن هذه الخدمات، وبدأت فى خطوات التنفيذ رسمياً، وخرجت المؤسسة إلى النور، واستطعنا فى فترة وجيزة أن نقدم المساعدة لـ6 حالات مختلفة من أعمار متنوعة، تعرضوا لعمليات بتر فى أطراف مختلفة.
وما حلمك لمؤسسة Hand to hand؟
- أحلم بأن يصل نشاطنا إلى مصر كلها، ونستطيع أن نقدم يد المساعدة لكل مصاب بتر فى مصر، والمنطقة العربية أيضاً، وأن تصبح هذه المبادرة عالمية ويصل صداها إلى كل مكان فى العالم.
هل بحثت عن داعمين للمشروع لتحقيق هذا التوسع؟
- اتفقنا مع عدد من المستثمرين بالفعل، خاصة أن مشروعنا غير هادف للربح، وبالتالى نحتاج إلى تمويل، وبالفعل الكثير أبدى ترحيبه.
هل هناك شباب من جنسيات أخرى قرروا أن ينقلوا الفكرة إلى بلدانهم؟
- نعم، بعضهم قال لى ذلك، خاصة بعض الشباب فى أفريقيا، مشكلة فقدان الأطراف والبتر منتشرة فى بعض البلدان الأفريقية بسبب الأمراض أو الأوبئة أو الكوارث الطبيعية، وبعض الشبان الأفريقيين جاءوا وتحدثوا معى واتفقنا على نقل الفكرة، وإن شاء الله سأذهب إلى بعض هذه البلدان الأفريقية لأشهد تدشين المبادرة هناك.
أحلم بوصول مؤسستنا إلى العالمية لخدمة أكبر عدد من البشر
ما رأيك فى فعاليات المنتدى على مدار الأيام الماضية؟
- المنتدى جميل جداً، لم أتوقع هذا النجاح الكبير، من أهم الأمور التى لاحظتها فى منتدى الشباب أن الجميع يريد أن يساعد غيره، توجد رغبة فى المساعدة والتعاون بين الجميع، لا توجد منافسة بقدر ما توجد تكاملية. الكل فى منتدى الشباب يشعر أننا فى مركب واحد.
ما اللحظة الفارقة التى مررت بها واستطعت من خلالها التغلب على السرطان ثم النجاح فى دراستك وأخيراً إطلاق مشروع لمساعدة الآخرين؟
- لحظة المعاناة أمام المرض، كانت لحظة قاسية جداً، وأعتقد أنها الدافع الأكبر لى للقيام بكل الخطوات التى قمت بها، كانت دافعاً للتحدى وعدم الاستسلام ثم تقديم المساعدة للمرضى لأننى أشعر بما يشعرون به.
مؤسس "Hand To Hand": مدين بالفضل لأمى وأبى.. "من غيرهم ماكنتش أقدر أعمل حاجة"
أنت الآن تقدم المساعدة للآخرين، لكن من ساعدك فى محنتك؟
- أمى وأبى، أنا مدين لهما بالفضل. من غيرهم عمرى ما كنت هعرف أوصل لأى حاجة.