أستاذ علوم سياسية: نحتاج هيئة للتثقيف السياسي.. وشطب أى حزب لا يصل للبرلمان والمحليات
الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إصلاح الأحزاب يبدأ باندماج كل حزب مع المتوافق معه من تياره، بمعنى أن تندمج الأحزاب الليبرالية فى حزب واحد، واليسارية فى حزب واحد وهكذا، مؤكداً أن يكون لدينا 4 أو 5 أحزاب قوية ومؤثرة وقريبة من المواطنين، أفضل كثيراً من أن يكون لدينا 100 حزب لا يعرف الناس عنها شيئاً.
إكرام بدر الدين: إصلاح الأحزاب يبدأ من اندماجها.. و5 قوية أفضل من 100 مجهولة
وطالب «بدر الدين» فى حواره لـ«الوطن»، الدولة بإنشاء هيئة للتثقيف السياسى، لتعريف المواطنين بالأحزاب ودورها، ثم تعديل القوانين لإلغاء الأحزاب، التى لا تلتزم بعقد مؤتمراتها السنوية، وليس لها تمثيل فى المجالس النيابية والمحلية.. وإلى نص الحوار:
هل الأحزاب مستعدة للاستحقاقات الانتخابية فى 2020 وكيف ترى واقعها الحالى؟
- هناك تناقض وفجوة واسعة بين عدد الأحزاب، وهو كبير ويتخطى أكثر من 100 حزب، وتأثيرها على أرض الواقع، وهو ضعيف جداً، ولا يوجد بين كل هذه الأحزاب سوى 19 فقط ممثلة فى البرلمان، الذى يستحوذ المستقلون على أغلبيته، كما أن المواطن لا يعرف الأحزاب جيداً، فعندما نسأل طالباً فى الجامعة أو أى شخص حتى لو متابع للحياة السياسية، عن أسماء الأحزاب أو عددها سنجد أنه لا يعرف أكثر من اثنين أو ثلاثة، ما يشير إلى الأزمة الكبرى، المواطنون لا يتفاعلون مع الأحزاب ولا يثقون فيها، كما أنها لا تمتلك مقرات كافية فى المحافظات ولا قواعد نشطة، وهذه أزمة هيكلية، وفى النهاية هذه الأوضاع لا بد من مواجهتها.
وكيف نتجاوز تلك الأزمات وتستعد الأحزاب للاستحقاقات القادمة؟
- فى رأيى أن إصلاح الحياة الحزبية والسياسية يبدأ بالاندماج بين الأحزاب، فمثلاً تجد فى مصر 20 حزباً ليبرالياً و20 يسارياً و30 قومياً، ومن المفترض أن كل مجموعة منها تعبر عن تيار واحد، وبالتالى من المفروض أن تندمج كل الأحزاب المتشابهة فى واحد، ما يجمع قواها وطاقاتها ويوحد إمكانياتها، كما يفتح المجال لتصحيح وتطوير مفاهيمها وأفكارها، وبالتالى يكون لدينا فى النهاية 4 أو 5 أحزاب، يسهل على المواطن أن يعرف أسماءها ويتعرف على برامجها ويتفاعل معها بشكل أكبر مما يتخيل أحد، وعندها سنجد أنفسنا أمام أحزاب قوية ولها تأثير كبير، قادرة على الإنفاق وإقامة أنشطة تتماس مع الناس، والمشاركة بقوة وفاعلية فى الانتخابات، وسوف نشاهد فى المستقبل حكومات سياسية وأغلبية برلمانية من الأحزاب.
ونحتاج كذلك للتغلب على الأزمات، إلى إصدار تشريع حاسم ينص على إلغاء أى حزب، لا يعقد مؤتمراته العامة فى موعدها، أو ليس له نواب فى البرلمان أو أعضاء فى المحليات، مع وضع ضوابط تنظيمية لمواجهة هذه الأحزاب الورقية.
لكن ماذا ستفعل الأحزاب مع الانتخابات المقبلة لمجلسى النواب والشيوخ والمحليات؟
- بالطبع الأحزاب ستواجه صعوبة كبيرة فى الانتخابات المقبلة، لكن عليها العمل بكل طاقتها وسط قواعدها، والانتشار بشكل أكبر وأكثر نظاماً، وتنظيم الفعاليات السياسية والاجتماعية، والبدء بما يدخل فى اهتمام الناس، كى يستمعوا لها ويقبلوا عليها، وتتم ترجمة هذا فى التصويت لصالحها.
على الأحزاب أن تبذل مجهوداً فى إقناع المواطنين ببرامجها السياسية ورؤيتها لحل المشكلات التى يعانون منها سواء كانت عامة أو محلية فى المحافظات والمراكز والقرى، وأن تكون لديها حلول قائمة على استراتيجيات ودراسة وليس مجرد وعود انتخابية.
ألا تحتاج إلى تشكيل تحالفات؟
- بالتأكيد تحتاج إليها، خاصة فى انتخابات المحليات، حتى تستطيع أن توفر المرشحين المطلوبين ونسب التمييز الإيجابى التى نص عليها الدستور، والتحالفات لها ميزات عدة، منها أن المواطن سيذهب لاختيار مرشحى مجموعة من الأحزاب على قائمة واحدة أو مرشحين فى الفردى تحت اسم تحالف واحد.
وأخيراً أرى أن الأحزاب لا تقوم بدور يذكر فى خدمة المواطنين والتواصل بين المواطن والسلطة التنفيذية المحلية، وهو الأمر الذى يوجب عليها مزيداً من العمل حتى ينتخبها المواطن، وعلى التنفيذيين دعم الحياة السياسية بالاستماع لرؤى ومقترحات الأحزاب.
فرنسا تموِّل كل حزب حسب مقاعده فى السلطة.. ودعم الدولة يحميها من تحكم رجال الأعمال والتمويلات الخارجية
بمناسبة الإنفاق على الدعاية كيف للأحزاب أن تمول دعايتها وأغلبها يعانى أزمات مالية؟
- الحل فى أن تدعم الدولة الأحزاب مادياً، وهناك تجارب جيدة فى بعض الدول فى هذا الشأن، الدولة الفرنسية مثلاً تمول الأحزاب حسب عدد مقاعدها فى السلطة، وكلما كان للحزب عدد كبير من المقاعد يحصل على دعم أكبر فى الانتخابات حتى يستطيع أن ينافس على الأغلبية، وبالمناسبة دعم الدولة للأحزاب سيحميها من أموال رجال الأعمال وتحكمهم فى سياساتها، وأيضاً يحميها من أموال التمويلات الأجنبية والأجندات والأيديولوجيات الداخلية.
على الأحزاب أن تبذل مجهوداً فى إقناع المواطنين ببرامجها السياسية ورؤيتها لكل المشكلات التى يعانون منها
ماذا عن نشر الوعى السياسى بين الناس؟
- التثقيف السياسى أمر لا بد منه، ويجب أن تتولى الأحزاب والمؤسسات التعليمية والشبابية والنقابية تعريف المواطنين والشباب بأهمية السياسة ودور الأحزاب وأهميتها، ومن الممكن أن تؤسس الدولة هيئة لتثقيف المواطنين سياسياً، يكون شغلها الشاغل التحرك لعقد ندوات ومؤتمرات فى مختلف الفعاليات والأماكن لتثقيف الناس وتوعيتهم سياسياً.