زوجة "حجاب": لدينا أعمال فنية لم تر النور منها كرتونة خاصة لـ«شريهان».. وأجهز مشروعاً لجمع أغانيه
ميرفت الجسرى: "حجاب" رفض ترشيحه لمنصب وزير الثقافة بعد 2011
«الجسرى» تتحدث مع «الوطن»
على مدار الـ21 عاماً الأخيرة فى حياة الشاعر سيد حجاب كانت زوجته الدكتورة ميرفت الجسرى معايشة وشاهدة على تجربته الإبداعية فى أزهى فتراتها ومطلعة على طقوسها الخاصة، كما كانت حاضرة معه فى الساعات الأخيرة من حياته قبل 3 سنوات من اليوم.
تحدثت «الجسرى» لـ«الوطن» عن كواليس هذه الفترة فى حياته وأيام كتابة ديباجة الدستور عام 2014، بعد الخلاص من حكم الإخوان، كما أشارت إلى ما تركه الشاعر الكبير من إرث ثقافى، وأعمال لم تر النور بعد، لافتة إلى أنها تستعد لمشروع لجمع أغانى سيد حجاب فى ديوان.
فى البداية.. حدثينا عن سيد حجاب الإنسان الذى عرفته عن قرب خصوصاً فى سنواته الأخيرة؟
- قضينا معاً 21 سنة، كنت أحب الجلوس إليه حتى فى حالة صمته، وحتى آخر أيامه كنا على علاقة طيبة وسعداء حتى بأبسط الأمور، فهو كان رقيقاً وعذباً ومبتسماً دائماً، وكنت أعمل بشكل يومى فى جهاز الاستشعار عن بعد، وهو الذى دعمنى للحصول على الدكتوراه فى الكيمياء بعد الزواج، رغم أنى كنت قارئة جيدة ومهتمة بالفنون، وكان سيد مثقفاً فى مجالات مختلفة كما كان لديه القدرة على فهم الأعمال التشكيلية بشكل عميق.
وماذا عن طقوسه الخاصة فى كتابة الأغانى والقصائد؟
- رغم أنه إنسان منظم بشكل كبير فى حياته، فإن الكتابة عنده لم يكن لها مواعيد محددة، وكذلك نومه، وعندما يبدأ فى الكتابة كانت تشتغل القصيدة داخل عقله لدرجة أنه لا يسمعنى إذا تحدثت إليه.
وماذا عن كتابة أغانى وتترات المسلسلات؟
- لو كان يكتب الأغانى الداخلية فى العمل الدرامى فإنه يعكف على قراءة النص المكتوب بالكامل وبتمعن، ويحدد الأماكن التى من الممكن أن يكون بها مقاطع داخلية فى العمل، وحتى إذا لم تعجبه الأعمال ويفكر فى رفضها، فكان يقرأ أغلبها حتى يرفضها عن قناعة، وإذا كان يكتب أغنية للتتر فقط، كان يقرأ المعالجة ثم يقرأ عدداً من الحلقات كى يعرف اللغة التى يطرح بها العمل وبيئاتهم والمستوى الاجتماعى للأبطال، لذلك نجده تميز فى الكتابة باللهجة الصعيدية، أو لهجة الريفيين فى الوجه البحرى، وقد اشتغل على نفسه كثيراً منذ سن صغيرة، كما عاش فى مناطق مختلفة فى الصعيد، منها أسوان التى كان يصحب فيها الفنان التشكيلى الكبير آدم حنين، كما عاش فترة فى مدينة أخميم بسوهاج، وتجول فى مختلف مناطق مصر، بخلاف سفره وإقامته خارج مصر فترة طويلة سواء فى الدول العربية أو الأوروبية.
كيف مرت فترة كتابة ديباجة دستور مصر 2014 عليه؟
- هذه الفترة استغرقت نحو 3 شهور أو يزيد، وكانت من أسعد أيام حياته، ورغم أنه لم ينتظم فى وظيفة بدوام طوال حياته، بل كان يعمل بنظام التعاقد، إلا أنه خلال كتابة الدستور كان ملتزماً جداً بالذهاب مبكراً لحضور الاجتماعات، وكرس هذه الفترة لهذا الموضوع فقط، رغم أن حالته الصحية لم تكن جيدة، كان متعباً بعض الشىء لكنه حريص على مناقشة التفاصيل، أما الديباجة فقد فهمت أنه تمت كتابة واحدة لم تتوافق عليها اللجنة، فقال المشاركون فى كتابة الدستور كيف يكون بيننا شاعر وأديب مثل سيد حجاب ويكتب أحد آخر ديباجة الدستور، وتم التوافق على ذلك فكتبها فالفعل، وكان يحاول أن تشكل كافة العلامات المميزة فى الهوية المصرية.
أتمنى إنشاء متحف لمتعلقاته رغم ارتباطى بها.. وإطلاق اسمه على شارع مهم أو مركز ثقافى حكومى
وهل فكر الشاعر فى كتابة مذكراته؟
- كان همه الأساسى هو «الشعر»، فكان يقول إن بداخله كثيراً من الأغانى التى لم يقلها، لذلك كان يؤجل موضوع جمع الأغانى فى ديوان، وفى إحدى المرات سأله أحد الأشخاص عن المشروع فقال سأتركه للورثة، لذلك رفض اقتراحاً من المخرج خالد يوسف ومجموعة من المثقفين، بطرح اسمه لتولى منصب وزارة الثقافة فى فترة التعديلات الوزارية التى أعقبت ثورة يناير 2011، ولأن الشعر شغله الشاغل، لم يفكر فى كتابة مذكراته، لكنه فكر فى كتابة كتاب عن شعر العامية، وكان يخطط للانطلاق من الكتابة عن صلاح جاهين وبديع خيرى الذى يحبه بشكل خاص، وكتب منه بعض الصفحات فى إطار دراسة، لكن المشروع لم يكتمل.
ما أقرب أعماله إليه.. حسب ما قاله لك؟
- كانت قصيدة عمره من وجهة نظره، «تاتا خطى السبعين»، بدأ فى كتابتها عام 2010، وكانت 3 أجزاء بمناسبة اقترابه من سن السبعين، وكان من المفترض أن يكون هذا المشروع من 3 أجزاء «الحق.. الخير.. الجمال»، وانتهى من كتابة جزء «الحق» ولم يستطع كتابة الجزءين الأخيرين، ونستطيع أن نقول عنه إنه بالفعل شاعر الحق والخير والجمال، لأن هذه المعانى حاضرة فى إبداعه، وحاول الكتابة فى أيام وجوده فى المستشفى لكنه لم يستطع.
من الأقرب إليه من الأصدقاء؟
- أصدقاء كثيرون، منهم الفنانون يحيى الفخرانى ونبيل الحلفاوى، شريهان، وآدم حنين، صفاء الطوخى، فتحية العسال، وصلاح السعدنى وطبعاً عمار الشريعى، من علاقات الصداقة القوية جداً، وكذلك على الحجار، ومن القدامى صلاح جاهين الذى يعتبره أستاذه، وطبعاً لم أحضر علاقات صداقته بأمل دنقل وعبدالرحيم منصور، وبليغ حمدى، الذى كان يتأثر إلى درجة البكاء عند مشاهدته على «يوتيوب»، بخلاف أصدقاء خارج الوسط الثقافى والفنى.
هل هناك أعمال للشاعر لم تر النور بعد؟ وكيف ستتصرفين فيها؟
- هيئة الكتاب أصدرت 7 دواوين، وسنعمل فى الفترة المقبلة على «ديوان الأغانى»، وهو مشروع كبير يجمع أغانيه فى الأعمال الفنية، وكان نفسه ينجزه قبل وفاته، لكنه كان ينشغل بكتابة الشعر، كان يقول «عايز أطلع كل الشعر اللى جوايا كُله»، حتى إنه لم يكن مهتماً بسرعة نشر الدواوين حتى إنه قال مرة: «هخلى المشروع ده للورثة»، يوجد كثير من الأغانى التى كتبها ولم تر النور حتى الآن، حوالى 5 ملفات كبيرة، منها أغانى دراما وكلها مكتملة، ومسلسل أو اثنان، ومن ضمنها كرتونة كاملة تحمل اسم «شريهانيات» منها ما قدمته «شريهان» فى فوازير أو أعمال فنية، ومنها ما لم تقدمه بعد، مثل فوازير «ست الستات»، ولدينا أيضاً تسجيلات لجلسات عمل له مع بليغ حمدى وسيد مكاوى وعمار الشريعى.