كورونا يحول هدوء قرية شرانيس إلى ضجيج العزل
الأهالي: كنا بنقول أكيد الفيروس مش هيسيب العالم ويصبنا
الإنتشار الأمني بعد وضع القرية تحت الحظر
قرية هادئة، يغلب عليها الطابع الريفي النقي، بعيدا عن ضوضاء المدينة وزحام العاصمة، لم تكن يوما محل لحدث كبير، ودائما ما حافظت على طابعها الهادئ وأصولها البسيطة، قبل أن تنهار تلك العادات بحدث واحد، جعلها محل الأنظار وسلط عليها الأضواء، عقب التأكد من وجود أسرة مصابة بقرية شرانيس، التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
اللواء إبراهيم أحمد أبوليمون محافظ المنوفية، أكد أنه جرى وضع جزء من قرية شرانيس تحت العزل، مشيرا إلى أنه جرى اتخاذ كل إجراءات اللازمة حيال الحالات المخالطة من خلال إجراءات احترازية.
هدوء قرية شرانيس اختفى وحل مكانه الضجيج، وأصوات سريبنة سيارات الأمن والإسعاف، اللاتي توجهت إلى منزل الأسرة المصابة وسط أنظار أهالي القرية، الذي تنوعت نظراتهم بين الذهول والخوف وترقب مستقبل أسوء لجيرانهم، ومن يدري ربما لأنفسهم.
يوسف عبدالقدوس، أحد سكان قرية شرانيس، يروي أنه منذ إعلان عزل القرية، وهناك حالة تخوف كبيرة بين سكان القرية قلقا من تفشي العدوي، وخاصة أن حجم القرية صغير، مقارنة بعدد السكان الكثيرين الذين يعيشون فيها، فضلا عن أن من عادات القرية أن يختلط الجميع ببعض.
وأضاف عبدالقدوس، لـ"الوطن"، أنه من بين الـ6 أشخاص الذين جرى اكتشاف إصابتهم، شخص يعمل في أحد مصانع السيراميك ويعمل معه بعض من أبناء القرية، موضحا أنه خرج عدد من شباب القرية بمبادرة لتقيم بعض المناطق الحيوية بها خوفا من انتقال العدوى إلى مزيد من الأشخاص بها.
وأوضح أن رجال الشرطة وسيارات الأسعاف في كل مكان، ويجري عمليات فحوصات للمواطنين في المنازل للاطمئنان على عدم وجود أي إصابات أخرى بها، كما أنه جرى إغلاق المحلات وأصبحت الشوارع خالية من المارة تماما.
سكان قرية شرانيس يعيشون الـ"يوم بيومه"، وفقا لما قال محمود سعيد راضي أحد أبنائها، لافتا إلى أنه لم يكن أحد من الأهالي يتوقع أن يدخل فيروس كورونا المستجد إلى القرية ويصيب أي من سكانها، "قولنا أكيد كورونا مش هيسيب العالم كله ويجي لأهل شرانيس الغلابة يعني، عشان إحنا بناكل من خبيزنا ومفيش أكل من بره".
اكتشاف الأسرة التي طالها الوباء فاجأ أهل شرانيس، وكان بمثابة "دش سخن" على رؤوس السكان ليستفيقوا ويعلموا بأن الفيروس قريب منهم إذا لم يقول أنفسهم ويلزموا منازلهم على حد قول "محمود"، لـ"الوطن": "الناس دلوقتي بتكلم نفسها وكله بقى شاكك في نفسه وخايف على أهله".
فور فرض العزل على القرية عاد الهدوء مرة أخرى ولكن تلك المرة كان خوفا من الفيروس، ما دفع "محمود" الشاب الثلاثيني وأخويه أن ينظفوا منزلهم بالكلور والكحول، وأن يحكموا إغلاق الأبواب والنوافذ لعدم خروج أي منهم من البيت أو السماح بتسلل الوباء للداخل: "الحجر الصحي اللي اتعمل لينا ده أحسن حاجة عشان نسيطر على الفيروس.. خايقين من الفيروس بس أملنا في ربنا كبير".