خبراء: أمراض فيروسية عديدة تنتقل من الحيوان للإنسان
«الخفافيش» تنقل الفيروسات والأمراض إلى الإنسان
أكد عدد من خبراء الدواجن وجود أمراض فيروسية وبكتيرية عديدة يمكن أن تنتقل من الحيوان للإنسان، ما يعنى ضرورة توخى الحذر فى التعامل معها، واتباع الإجراءات الصحية الواجبة بعد أى تعامل، وفى مقدمتها غسيل اليدين بالصابون أو بمطهر مناسب.
وقال د. عبدالستار عرفة، رئيس المعمل المرجعى لأمراض الدواجن بمعهد صحة الحيوان، إن مرض إنفلونزا الطيور من أخطر الأمراض المشتركة فى مجال الدواجن، حيث ينتقل مباشرة من الطيور للإنسان، ومن أشهر السلالات التى تنتقل للإنسان من إنفلونزا الطيور H5N1، والسلالات التى تنتقل تؤدى لمرض رئوى خطير يشبه الأعراض التى تسببها الكورونا، وبدأ من التسعينات ودخل مصر فى 2006 واستمر حتى 2014، ثم قلَّ وجوده ويكاد يكون اختفى، والخوف منه ليس فى عدد الإصابات، لأن عدد الإصابات به كان محدوداً، وإنما الخوف كان من أن يندمج مع الإنفلونزا الخاصة بالبشر وينتج سلالة تؤدى لوباء، مثلما حدث مع «كوفيد19»، ومن المعروف أن إنفلونزا الطيور سريعة الانتشار، وعندما تظهر منها سلالة جديدة لها صفات قاتلة فإن ذلك يصبح خطراً.
وتابع: «لو دخلت إنفلونزا الطيور لأشخاص مناعتهم ضعيفة، ولديهم إنفلونزا، يمكن أن تحدث إعادة تراكيب للفيروس، ويتم إنتاج سلالة شديدة الضراوة ومميتة، وتنتقل من بشر لبشر، كالإنفلونزا العادية، وكان طبعاً مقاومة المرض أساساً بأننا نمنعه فى الطيور قبل ما ينتقل للبشر، وتم تطوير لقاحات محلية تناسب السلالات المحلية من إنفلونزا الطيور، وتم حصر المرض فى الدواجن وقلت بالتالى الحالات البشرية التى كانت تظهر من إنفلونزا الطيور».
وأشار إلى أن الأسواق الريفية وغير المنظمة أصبحت متهمة بأنها مصدر لانتشار العدوى، لأمراض كثيرة، خاصة أنه يحدث فيها اختلاط ما بين الدواجن والحيوان والإنسان، والطيور البرية المهاجرة، وهو ما يمكن أن يُحدث خلطاً بين الفيروسات، ويؤدى لتحور فيروسات ونشوء فيروسات جديدة، وتتأقلم على البيئة الموجودة فيها، مشيراً إلى أن هذه الأشياء تحتاج لمراجعة، وأن تكون هناك بعض القرارات التنظيمية مثل منع نقل الطيور الحية من مكان لمكان، إلا بعد فحصها، وزيادة الأمن الحيوى فى المزارع وأن تكون مرخصة، وتتبع أساليب معينة لمنع دخول المرض، على أساس أن الوقاية خير من العلاج.
"حسن": الطيور لا تنقل "كوفيد 19"
وأوضح الدكتور مجدى حسن، الأستاذ بقسم بحوث الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، أن الأمراض المشتركة بين الدواجن والإنسان قليلة جداً، ولا يوجد إلا إنفلونزا الطيور التى كانت تمثل مشكلة، لافتاً إلى أنه أصبحت هناك عقاقير تقاوم إنفلونزا الطيور سواء بالنسبة للدواجن أو الإنسان.
وأكد أن فيروسات الكورونا لا تنتقل من الطيور للإنسان، وإنما تنتقل من الثدييات مثل الخفافيش وبعض أنواع الكلاب، إلى الإنسان، وذلك بحسب ما أثبتته دراسات عالمية.
"حبشى": الخفافيش نقلت 7 أنواع من فيروس "كورونا"
وقال د. أحمد حبشى، أستاذ الفيروسات بمعهد صحة الحيوان، إن هناك مجموعة كبيرة من الأمراض الفيروسية والبكتيرية، التى يمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وهناك أمراض تنتقل عن طريق البعوض أو الناموس، مثل حمى الوادى المتصدع، التى انتشرت سنة 77 فى مصر، وهناك مرض آخر يسمى الإجهاض المُعدى، الذى يمكن أن ينتقل عن طريق تناول الألبان من الأبقار، وهو مرض بكتيرى، وتختلف صورته فى البشر عن صورته فى الحيوانات.
وأشار «حبشى» إلى أنه بالنسبة للفيروسات تحديداً، فإن هناك 7 أنواع من فيروسات الكورونا انتقلت للإنسان عن طريق الخفافيش، وأهمها السارس، الذى انبثق منه الكوفيد19، الذى يهدد العالم الآن.
وشدد «حبشى» على أهمية الالتزام بطرق الوقاية ومنها غسل الأيدى بعد أى تعامل مع الحيوان، وذلك بمطهرات مناسبة، لافتاً إلى أن الصابون يمكن أن يكون كافياً بالنسبة لبعض الفيروسات المحاطة بطبقة من الدهون، بينما بعض الفيروسات الأخرى لا يكفى معها الصابون ويكون لا بد من استخدام الكحول، وبالإضافة لما سبق يجب طهى الطعام جيداً، وغلى اللبن جيداً، أو بسترته، وخلع الأحذية خارج المنزل أو تطهيرها بقطعة مبللة بالكلور، ووضع المتعلقات الشخصية فى صندوق مخصص لذلك، وتعليق الملابس حتى يمر الوقت الكافى لموت أى فيروسات عالقة بها.