سائق حافلة الوقود المحترقة يكشف تفاصيل إنقاذ العاشر من كارثة مروعة
حياة جديدة كتبها القدر أمس لأهالي المجاورة 46 بمدينة العاشر من رمضان في الشرقية، مقطورة محملة بأكثر من 48 ألف لتر كانت في طريقها في الانفجار بالمنطقة بعد اشتعال النيران فيها، إلا أن السائق طلعت سالم استطاع السير بها بعيدا عن المنطقة حتى احترقت بعيدا عنهم، مانعا وقوع كارثة محققة.
"رغم اندلاع النيران والفزع، كل ما فكرت فيه هو إنقاذ أهالي المجاورة 46"، يحكي طلعت سالم 51 عاما، سائق حافلة الوقود المحترقة بمدينة العاشر من رمضان، مساء أمس، تفاصيل الواقعة وكيفية إنقاذه المدينة من كارثة مروعة قبل انفجارها داخل محطة الوقود.
أوضح السائق أن المقطورة كانت محملة بـ ٤٨ الف لتر وقود كان من المقرر أن يفرغهها داخل المحطة الكائنة بالمجاورة 46 بمدينة العاشر، مشيرا إلى أنه قبل تفريع الحمولة فوجئ باشتعال النيران في أحد الأجزاء الخلفية من المقطورة، ما دفعه إلى قيادة الحافلة لمغادرة المحطة، لافت إلى أنه استطاع الابتعاد عن المحطة مسافة قدرها بنحو ٢٠٠ متر.
وأضاف أنه قبل المغادرة الحافلة استطاع أن يفصل مقدمة السيارة الخاصة بالقيادة عن المقطورة الخلفية، مشيرا إلى أن قوات الحماية المدنية وصلت إلى مكان الواقعة بمجرد الإبلاغ عنها حيث سارعوا في إحماد النيران ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة، لافتا إلى أن عملية إخماد النيران استمرت نحو 3 ساعات متواصلة.
يؤكد "سالم" أنه لم يتعرض لمثل هذا الموقف على مدار 20 عاماً فترة عمله في قيادة النقل الثقيل، لافتا إلى أن أبناءه علموا بالواقعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أنه تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية للاطمئنان على حالته وخاصة من أبنائه الذين كانوا منخرطين في البكاء خوفا من تعرضه لأي مكروهـ، مؤكدا أن أفراد أسرته أعربوا عن فخرهم واعتزازهم بما قام به، مشيرين إلى أن ما فعله بمثابه عمل بطولي يحسب له وسيظلون يفتخرون به طيلة حياتهم.
وكان اللواء عاطف مهران مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا يفيد نشوب حريق بمقطورة وقود في المجاورة 46 بالعاشر من رمضان، وعلى الفور انتقلت جرى الدفع بأكثر من 15 سيارة إطفاء إلى مكان الواقعة.
وأسفر الحريق عن حدوث تلفيات بالمقطورة، وومضتي وقود بالمحطة، جرى تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق، وأمرت بانتداب المعمل الجنائي لمعاينة مكان الواقعة، وتحديد سبب اندلاع النيران، وحصر قيمة التلفيات والخسائر.