عادتنا ولا هنشتريها: إهدار الطعام مستمر رغم إغلاق الموائد ووقف الحفلات
"سرحان": نضع خططاً لنشر الوعي وتوجيه الفائض لجهات مستحقة
نسب إهدار الطعام فى العالم 42٪
فى الوقت الذى تمتد فيه الأيادى طلباً للمساعدة بوجبات ومؤن غذائية، تهدَر أطنان الطعام عمداً أحياناً وعن جهل كثيراً، خاصة فى شهر رمضان، الذى يشرف على الانتهاء، وبصور مختلفة، ما دفع بنك الطعام إلى إطلاق حملات مستمرة، للتوعية بخطورة إهدار الطعام، وضرورة توجيه الفائض عن الحاجة لجهات عديدة مستحقة.
هل يُعقل أن تكون نسب الجوع عالمياً لا تتعدى ١٣%، بينما نسبة إهدار الطعام ٤٢%؟ سؤال ساقه محسن سرحان، الرئيس التنفيذى لبنك الطعام، للتأكيد أنه لولا الهدر ما كان هناك جائع فى العالم.
ولأن كم الطعام المهدر يكون كبيراً فى رمضان، وليس فى مصر فقط، إنما فى كافة الدول العربية، تتضاعف جهود بنك الطعام فى نشر الوعى بخطورة ذلك، وفقاً لـ«سرحان»، خاصة مع التحديات التى فرضتها أزمة كورونا هذا العام: «دواعى منع انتشار العدوى فرضت عدم إقامة موائد رحمن، وتضرر أسر العمالة اليومية، ما استدعى توجيه مزيد من الدعم إليهم، كما تم الاتفاق مع جهة ما لإعداد طعام للمصريين، الذين كانوا عالقين بالخارج بعد عودتهم إلى مصر».
عدة إجراءات اتخذها بنك الطعام لعدم الإهدار، بحسب «سرحان»، على رأسها إبرام اتفاق مع غرفة الفنادق المصرية، للاستفادة من الطعام المتبقى من الفنادق، والذى لم يمس: «فى البداية أحضرنا لهم أطباقاً للتعبئة، ومنحنا مكافأة بسيطة للعاملين بالفنادق، نظير القيام بتلك المهمة، وبمرور الوقت أصبح القائمون على الفنادق يقومون طواعية بتلك المهمة من إحضار أطباق التعبئة، ومكافأة العاملين».
وحسب «سرحان»، يتم توفير ملايين الوجبات شهرياً، توزع على جهات مختلفة مستحقة، كما يتوجه ممثلو الجمعيات الموجودة على مقربة من الفنادق المتعاونة مباشرة، للحصول على حصتهم من الطعام: «بعض الفنادق أبدت مزيداً من التعاون، بإطلاق أفكار للتشجيع على توفير الطعام، مثل من يفيض عنه طعام يدفع نصف التكلفة، إلى جانب تصغير حجم الطبق الموجودة على البوفيه، ما أثبت عملياً توفير كمية من الطعام، وكررنا نفس الاتفاق مع مطاعم، ووضعنا ببعضها لافتات توعوية بعدم إهدار الطعام».
وعلى الجانب الشعبى، يزور القائمون على بنك الطعام القرى والمناطق الشعبية، وتنطلق حملات توعوية باستمرار، للتحذير من إهدار الطعام، فضلاً عن إطلاق برنامج التغذية المدرسية، بحسب «سرحان»: «يقوم على تجهيز مطابخ فى المدارس، واجتمعنا بالأمهات وأخضعناهن لدورة تدريبية فى إعداد الأكل الصحى وعدم إهدار الطعام، وأصبحن يقدمن وجبات ساخنة للطلاب، لمحاربة التسرب من التعليم».
ولأن المدارس مغلقة حالياً، يحاول «سرحان» الاستفادة من المطابخ فى إعداد وجبات للتوزيع على الجهات المستحقة.