والدة شهيد "الجورة" بسيناء: الاختيار عرَّف الناس بحقيقة الإرهاب الأسود
"السعيد": الرئيس استقبلنا مرتين..وأزور قبر ابني رغم عدم وجود جثمانه
والدة الشهيد
" ده حبيبي وروح قلبي من جوه، لازم كل عيد أروح أعيد عليه واقرأ الفاتحة على روحه، صحيح مفيش جثمان له، بس روحه حولي بتحويطني من كل اتجاه، عايشة معها "، بتلك الكلمات بدأت ميرفت السعيد، والدة الشهيد محمد أبو الفرح، أحد شهداء الأحداث الإرهابية بسيناء وتحديدا كمين الجورة والذي تناولها مسلسل الاختيار في إحدى حلقاته .
وتقول والدة الشهيد:" ابني ليس له جثمان، لكن كل أسبوع وفي الأعياد بروح أزوره، واقرأ له الفاتحة، فلم تدفن سوى بدلته العسكرية، وبخرج صدقة على روحه"، مشيرة إلى تدشينها مسجد باسم الشهيد من مالها الخاص وبمساعدة بعض الأهالي قبل عامين وسمي باسمه، وتم افتتاحه قبل عامين تخليدا لذكراه، وتبلغ مساحته 85 مترا، وتم ضمه للأوقاف، بعد افتتاحه بحضور رئيس مجلس المدينة والنائبة إيفلين متى والعمدة مجدي حطب .
تتذكر أم الشهيد تكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، عامي 2016 و2019 بحضور قادة الجيش الثاني الميداني . وتضيف :" تناول مسلسل الاختيار الكثير من شهدائنا الأبطال، وكان من بينهم واقعة استشهاد ابني محمد أبو الفرح وكان معه النقيب أحمد جودة، وعرف المسلسل المصريين حقيقة ما يواجه أولادنا من خطر وحرب دائرة في سيناء على يد الإرهاب الأسود، حيث كنا نسمع في السابق، لكننا لم نعرف حقيقة الوضع في سيناء، وهذا المسلسل شهادة للتاريخ، ليعرفوا إزاي ولادنا بيستشهدوا لحماية أرض مصر وأبنائها من الإرهاب الأسود الذى يأكل الأخضر واليابس".
وتوضح والدة الشهيد : " ابني محمد كان محبوب من الكل، وعُمر ما حد اشتكى منه، كان ابني وصاحبي وسندي وكل شيئ لي في الدنيا، ظهري من بعده اتكسر ومش هتقوم لي قومة ثاني"، وأضافت: "آخر مكالمة بيننا كانت الساعة الثامنة صباح يوم استشهاده، واتصل للاطمئنان علىّ وعلى والده، وأشقائه لأنني كنت مريضة، وقلت له هتيجي إمتى ياحبيبي من يوم 5 رمضان مشوفتكش ياضناي، فكان رده قريب يا أمي ولكن نبرة صوته كانت غريبة وبها شيئ من القلق".
واستكملت الأم حديثها قائلة: "في أول أيام عمليات حق الشهيد اتصل لإبلاغي ببدء عمليات كبرى ضد الإرهابين، وقال لي لو جيت ليكي في صندوق يا أمي أوعي تزعلي، وكان يروادني إحساس منذ انتقاله لسيناء بأنني لن أراه ثانية خاصة وأنه حزم كافة أمتعته في آخر مرة كان موجود عندنا، وقال لي لو حصل لي حاجة، سلمي متعلقاتي كلها للجيش، وعلمت بخبر استشهاده من أبناء عمته"، مرددة :"مكنتش عايزة غير رفاته عشان أروح أزوره وأكلمه"، مضيفة: "ربنا ينتقم من كل الإرهابيين، مطالبة بإعدام كل من يقتل أبناء مصر من الجيش والشرطة".
وكان المجند محمد طارق أبو الفرح السنباطي، أحد عناصر القوات المسلحة بكمين الجونة بالشيخ زويد، قد استشهد في عمليات "حق الشهيد" للقضاء على الإرهابيين بسيناء في سبتمبر 2015.
يشار إلى أن الشهيد أبوالفرح، حاصل على دبلوم صنايع، وله من الأشقاء اثنين محمود أنهى مرحلة التعليم الثانوية الصناعية، ومريم 9 أعوام ونصف، والتحق بالقوات المسلحة متطوعًا، وخدم كمجند بكمين أبوسلطان بالجلاء بالإسماعيلية، ثم انتقل للخدمة بكمين الجورة بالشيخ زويد، حيث كان يلقب الشهيد بالحكمدار بحسب ما أكد والده لشجاعته وبطولته في الثأر من الإرهابيين.