تعليق الاحتفال السنوي بمولد السيدة العذراء بالمنيا لأجل غير مسمى
كنيسة العذراء
علقت مطرانية سمالوط وطحا للأقباط الأرثوذوكس في شمال المنيا، احتفالاتها السنوية بذكرى مرور العائلة المقدسة بمنطقة دير جبل الطير في شرق النيل، والمعروف بمولد السيدة العذراء لأجل غير مسمى.
وقال مسؤول كنسي، إنه كان من المفترض أن تبدأ الاحتفالات السنوية المعتادة بالمولد عشية ليلة الخميس الماضي، والتي كانت تستمر لمدة أسبوع وتنتهي عشية غدا الخميس، في الليلة الختامية الكبيرة، غير أن الاحتفالات تم تعليقها لأول مرة بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
ودير السيدة العذراء مزار ديني كبير يفد إليه أكثر من مليوني زائر من المسلمين والمسيحيين سنويًا، ويقع بالضفة الشرقية لنهر النيل، أمام مركز سمالوط بالمنيا، ويضم كنيسة السيدة العذراء أحد أقدم الكنائس الأثرية في مصر، وبداخلها المغارة التي اختبأ فيها الطفل يسوع وأمه مريم البتول لمدة ثلاثة أيام هربًا من الرومان.
وصنفت هيئة اليونسكو الدير كثاني أهم مكان مرت به العائلة المقدسة في رحلة هروبها إلى مصر، بعد دير المحرق في أسيوط، واعتبرته من أبرز 13 مكانا في العالم، كما أن هناك 49 مؤرخًا بينهم مسلمون كتبوا عن الدير.
والدير له ثلاث مسميات لها مناسبات مختلفة، حيث سمى بجبل الطير نسبة إلى طيور البوقيرس المهاجرة، التي كانت تأتى سنويًا وتستقر على سفح الجبل وتنقر بمنقارها في صدع الجبل، وكل طائر يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتى الموت، ومن هنا جاءت التسمية، كما ذكر المؤرخ على باشا مبارك في كتاب الخطط التوفيقية أنه يوجد دير قديم يقع على سفح الجبل بالقرب من مدينة سمالوط ويضم سلمَي درج أحدهما بالناحية البحرية والآخر بالناحية القبلية، والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل، وتوجد بالدير بكرة كانت تستخدم في الصعود للجبل والنزول منه، ونسبة إلى أهميتها في المكان سمى الدير بالبكارة.
والمسمى الأخير جبل الكف، ويقال إن البابا ثاوفيلس الثالث والعشرين في عدد الآباء البطاركة بالكرسي السكندري، ذكر أن العائلة المقدسة عبرت نهر النيل، وأثناء العبور كادت صخرة أن تسقط عليهم من أعلى الجبل، فخافت السيدة مريم على حياة الطفل يسوع، وهنا أشار الطفل بيده ورفع كفه لأعلى ناحية الصخرة ودون أن يلمسها طبع كفه عليها، وظلت هذه الصخرة موجودة حتى أخذها الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر، وهى الآن موجودة في المتحف البريطاني، لذا يطلق عليه دير الكف أو جبل الكف أو كنيسة الكف، تكريماً لكف المسيح التي طبعت على الصخرة.
وتاريخيا فإنه في عام 328م جاءت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول إلي المنطقة، وعندما علمت من الأهالي أن العائلة المقدسة زارتها واختبأت في المغارة، أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وفى عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثاني والثالث بالكنيسة.
وكان اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، أعلن الأربعاء الماضي عن الانتهاء من المرحلة الأولي من خطة التطوير الشاملة لمنطقة دير جبل الطير بسمالوط لاستقبال السائحين ورحلات الحج المسيحي بعد أن تم ادراج الدير من قبل بابا الفاتيكان ضمن مسار الحج المسيحي على مستوى العالم، بمبلغ 2 مليون و500 الف جنيه، كما سيتم البدء بالمرحلة الثانية بتكلفة 5 مليون جنية، مقدمة من وزارة السياحة والآثار بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية.
وقد تابع الدكتور محمد محمود أبو زيد، نائب المحافظ، اجتماع لجنة مشروع أحياء مسار العائلة المقدسة، عبر الفيديو كونفرانس، بحضور اللواء حمزة درويش رئيس قطاع شئون مكتب وديوان عام وزير التنمية المحلية، والدكتور محمد حجازي مستشار وزير التنمية المحلية، والمهندس عادل الجندي مسؤول ملف مسار العائلة المقدسة بهيئة التنمية السياحية، والدكتور جمال مصطفي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الآثار القبطية والإسلامية واليهودية، والدكتور ثروت الأزهري مدير إدارة السياحة بالمنيا، وممثلي الجهات المعنية و الـ 8 محافظات الواقع في نطاقها مسار الرحلة المقدسة.
قال نائب المحافظ، إن مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، يعد مشروعاً قومياً هاماً، والمحافظ يوليه اهتماماً كبيراً، حيث تضع المحافظة كافة إمكانياتها لسرعة انجاز اعمال التطوير الواقعة في نطاقها، لما سيكون له من عائد سياحي واقتصادي كبير، يساهم في تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.