رفض بعض الأطباء الوقوف ساكنين أمام ارتفاع نسب الإصابة بفيروس كورونا، والضغط الشديد الذى تواجهه مستشفيات العزل، منذراً بقنبلة على وشك الانفجار. التطوع وتقديم خدماتهم لمصابى كورونا، أو حالات الاشتباه، كان الحل الذى لجأ إليه الأطباء، إما من خلال التليفون، أو خدمات «الواتس آب»، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، ليثبتوا من جديد أن لقب «جيش مصر الأبيض» لم يأتِ من فراغ.
مستشفى «أهالينا» المنزلى، كان أول الخدمات الإلكترونية المقدمة عبر «فيس بوك»، ويستهدف توفير المساعدة الطبية الكاملة، لمصابى فيروس كورونا، وحالات العزل المنزلى أو الاشتباه.
وقال الدكتور محمد توفيق، استشارى جراحة عامة بمستشفى جامعة حلوان، إن فكرة المستشفى الإلكترونى جاءت بعد تزايد أرقام المصابين التى تعلنها وزارة الصحة يومياً: «مستشفيات العزل مابقاش فيها مكان، وحالات الإصابة بتزيد كل يوم، ووزارة الصحة كتّر خيرها شغالة ومش مقصّرة بكل هيئاتها، فجت فى دماغى فكرة مستشفى أهالينا، بالتعاون مع الدكتور شريف أحمد المتولى المدير الطبى لجامعة النيل، أننا نقدم نصايح لأهالينا فى منطقة حلوان، خصوصاً للى موجودين فى العزل المنزلى سواء حالات إصابتها بسيطة أو متوسطة».
بسبب الإقبال الكبير على صفحة المستشفى، والذى وصل إلى 70 ألف متابع، وأكثر من 10 آلاف رسالة خلال بضعة أيام، قرر دكتور محمد، وشريكه دكتور شريف، تنظيم عمل المستشفى لتصبح خدماته موجهة للعاصمة والمحافظات: «نظمنا فريقنا المكون من 20 دكتور تقريباً، وفى الأول هناك دكتور بيستقبل الشكوى، وبيحاول يشوف إذا كان الشخص عنده أعراض كورونا، وبناءً عليه بنطلب منه يعمل تحاليل معينة، وبنوريها للجنة من كبار الأطباء، وهما بيوصفوا له العلاج، وبنفضل نتابع معاه لغاية ما يخف، ولو حالته أصبحت أصعب، ساعتها بنطلب منه أنه يروح مستشفى، لأنه مابقاش ينفع معاه العزل المنزلى».
مجموعة أخرى من الأطباء أعلنوا تقديم استشارات ومتابعات لمصابى العزل المنزلى، من خلال التليفون وخدمة «الواتس آب»، وقال دكتور المسالك البولية «سيد هلال» 55 عاماً، أحد المتطوعين فى المبادرة: «هو ده الدور الحقيقى للدكاترة فى الأزمات، أنهم يخدموا بلادهم والناس من غير أى انتظار لمقابل مادى أو معنوى من كلمات شكر وتقدير، والمبادرة كانت من تفكير دكتور عبدالله الفرماوى، أننا بنرد على استفسارات مصابى العزل المنزلى، وبنقدم لهم الاستشارات المطلوبة، من خلال التليفون أو الواتس آب، بس طبعاً لازم يكون فيه صورة من التحاليل اللى عملوها مبعوتة لينا، ومعاها بعض البيانات الطبية الخاصة بيهم، علشان نعرف ندّى المعلومة صح، وكل أملنا أن الأزمة دى تعدّى على خير».
تعليقات الفيسبوك