خوف وغياب للوعي.. تفسير الهروب المتكرر لمرضى كورونا من المستشفيات
عز الدين: يمثلون خطرا على أهلهم وذويهم وكل من يتعامل معهم
مواجهة كورونا
انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حتم على المصابين، التزام المستشفيات لتلقي العلاج المناسب، لكن على الجانب الآخر، يوجد بعض الأشخاص لا يخضعون لتعليمات وزارة الصحة، حيث يهربون من المستشفيات التي يحجزون بها، بحجج مختلفة.
أبلغ أهالي عزبة الناقوري بقرية أبو سعيفة مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، الجهات التنفيذية، عن وائل محمد همام، 35 سنة، نجار مسلح مصاب بفيروس كورونا، بعدما هرب من مستشفى الحجر الصحي بكفر الدوار، لقضاء العيد مع أسرته، الأربعاء الماضي.
ومن قبله، واقعة هروب في الأيام الأخيرة من رمضان، بعد أن كسرت عقارب الساعة الخامسة صباحا، تفاجأ السكان بخروج أحد المرضى من مستشفى منشية البكري الذي تحول لعزل لمصابي كورونا، لسلم كبير من حجرته، استعدادا للهروب منه، ليتحدث معه أحدهم، محاولا معرفة تفاصيل الأمر من على الصف المقابل للمستشفى، حيث أخبره المريض "أنا عايز أطلع من هنا، أنا معنديش حاجة، وهما حابسني من يومين.. القيامة هتقوم روحوا صلوا قبل ما نموت".
كما أكدت مصادر طبية بمديرية الصحة بمحافظة المنوفية، هروب سيدة عمرها 76 عاما، مصابة بفيروس كورونا من داخل مستشفى حميات شبين الكوم، في 16 مايو، بعد معرفتها بإصابتها بالفيروس، وتجهيزها لنقلها إلى مستشفى العزل الصحي.
وتعليقًا على هذا الشأن، قالت الدكتورة إنشاد عزالدين أستاذ علم الاجتماع، إن الهروب المتكرر للحالات المصابة بالوباء التاجي، هو شيء مؤسف للغاية، لا يجب أن يكون موجود بين فئات الشعب المصري، الذي تتسم طبقاته بالشجاعة ومواجهة المصائب.
وأضافت "عزالدين" في تصريحات لـ"الوطن"، أن ما يحدث يندرج تحت مسمى غياب الوعي المجتمعي، حيث أن الهاربين من المستشفيات من أجل قضاء العيد مع أسرهم، أو ظنًا منهم بأنهم غير حاملين للفيروس، يمثلون خطر على أهلهم وذويهم وجميع من يتعامل معهم.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الخوف قد يكون دافعًا لهؤلاء الهاربين، ظنًا منهم أن البقاء برفقة أهلهم، يحميهم من الهلاك، وأن من يتواجد في المستشفى تكون نهايته الموت، وستحرق جثته ولا تدفن، وهي الشائعات التي يروجها كارهي البلد، من أجل تخويف المصابين، وخلق حالة من القلق لدى المواطنين.
كما أوضحت أن هناك دور على الأطباء المعالجين، حيث يجب التعامل النفسي السليم مع المريض، وتوعيته بخطورة الفيروس، الذي أصابه وعدم التهاون فيه، لأن هناك أشخاص مصابين على مستوى بسيط من التعليم والفكر، وهروبهم بشكل متكرر، قد يسبب توسيع رقعة انتشار الوباء في ووصوله لأماكن وأشخاص أكثر.