العسكري: معدلات التعافي من كورونا تسير بشكل متناسب مع الإصابات (حوار)
الدكتور هشام العسكري
أكد الدكتور هشام العسكري، مدير برامج الحوسبة وعلوم البيانات بكلية شميد للعلوم والتكنولوجيا بجامعة شابمان بالولايات المتحدة، عضو الهيئة الوطنية للاستشعار عن بُعد، أن "وعي الشعب يلعب دوراً أساسياً في تحديد نسب ومعدلات الإصابة بالمرض الفترة المقبلة"، موضحاً أن تحديد ذروة انتشاره يرتبط بالمعدلات والبيانات الواردة من وزارة الصحة.
وقال "العسكري"، في حوار لـ"الوطن"، إن "كل دولة في العالم لها نظامها المعين للتتبع والرصد للمصابين والمتعافين"، منوهاً بأن معدلات التعافي في مصر تسير بشكل متناسب مع معدلات الإصابة وتفشي المرض.
وإلي نص الحوار
* كيف تم رصد معدلات نسب الإصابة بـ كورونا؟
- كل دولة تتبع بروتوكول معين للأزمة يختلف عن مثيلتها، وتنتهج نظام محدد في المسح والرصد للمصابين، وبالتالي، معدلات التعافي طبقا للبروتوكول المستخدم، ولا نستطيع أن نجزم بأفضل الأنظمة المستخدمة، لأنها ترتبط بمقومات وإمكانيات الدول، ومن ثم يتم متابعة خط سير نسب المعدلات، ولكن الأهم والمعروف هو أن شكل الوباء وتفشيه لا يختلف من دولة لأخرى.
والمعروف أن تفشي الوباء يتتبع دالة معينة، والتي تعتمد على "المنحنى الأسي"، وهي أن الإصابات تزيد بشكل "مضطرب"، غير بديهي.
وقمنا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، من خلال فريقي البحثي في الخارج المكون من 7 أساتذة لدراسة شكل نمو الفيروس بالتنسيق الكامل مع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال إعداد إحصائيات ودراسات باستخدام علوم البيانات لمعرفة معدلات انتشار الوباء، والقيام بتحديد نقطة الانعطاف والقيمة العظمى للحالات المعلنة بأكبر قدر من الدقة الممكنة، والتي ليست مطلقة بأي حال من الأحوال.
الدولة تعاملت مع أزمة كورونا باحترافية شديدة
* وما المرجعية التي تم الاعتماد عليها لتوقع نسب معدلات الإصابة الفترة الماضية؟
- المرجعية هي القيم المعلنة من "الصحة" طبقا للبروتوكول المتبع، والتي يتم إرسالها لمنظمة الصحة العالمية، ووارد أن يحدث خطأ كما يحدث في دول العالم، وجميع التقارير والإحصائيات والتوقعات والاستنتاجات بمعطيات الأرقام تتبع تلك البيانات المعلنة، وطبقنا بعض النماذج الرياضية المختلفة للوصول إلى أرقام تسهم فىي مساعدة متخذي القرار لتطبيق الحلول المناسبة.
* وما هي الاستراتيجية التي تم تطبيقها؟
- عملنا من خلال محورين، الأول: "آني" يعني ما يحدث حاليا، وهو عمل تنبؤ والتوقع بما يحدث بعد يوم أو يومين أو أكثر قليلا، ليكون بمثابة مرجعية ممتازة لمتخذي القرار، حيث يتم التعامل مع الوضع الحالي على الأرض، بحيث أن تكون هناك جاهزية للتعامل مع الحالات، والثاني: "مستقبلي"، يتمثل في التعامل مع ما يمكن توقعه ويحدث في المستقبل البعيد بالإحصائيات المرصودة بدقة، وذلك لوضع الاستعداد التام لما يمكن أن يحدث في المستقبل.
* ماذا عن معدلات نسب التعافي بين المصابين بـ كورونا؟
- لا أستطيع أن أشير إلى نسب معدلاتها، ولكن وزارة الصحة هي المنوطة بذلك، كما أن ما يمكن قوله، هو أن معطيات التعافي والإصابة تختلف من دولة لأخرى، وبناءً على معدلات الأمراض الأخرى كـ"الضغط والسكر" المصاحبة والأعمار السنية المختلفة، ومعدلات التعافي في مصر تسير بشكل متناسب مع الإصابة وتفشي المرض.
تحديد أي نسب معلن عنها يتم بناء على معطيات وبيانات وزارة الصحة وليست مطلقة.. ودرجات الحرارة لن تؤثر على الفيروس
* هل تم توقع معدلات ذروة الإصابة بالمرض؟
- أولا النموذج "الأسي"، لا يستطيع التنبؤ بالوصول إلى ذروة انتشار المرض أبدا، وذلك لأنه مصمم على احتساب كميات التفشي إلى مالانهاية، وهي أن الإصابات تزيد بشكل مضطرب، يتم حسابه بمعادلات تفاضلية، وتستمر في الزيادة المستمرة، والمفترض أن تقف عند الوصول إلى الإصابة الكلية، أي "لما تجلس بغرفة بها 500 فرد، تستطيع توقع عدد الإصابات اليومي، وتنتهي الإصابات عندما يصبح العدد الكلي مصاب".
ووزير التعليم العالي عندما تحدث عن معدلات الذروة للمرض، تحدث بناء على المعطيات المرسلة إلى هذا اليوم، وبناء أيضا على المعلومات المرسلة من قبل الصحة، حيث تم التنبؤ بالمعدلات ومدى ذروة انتشار المرض حتي بيانات 21 مايو الجاري، وهذا لا يعني أن الكلام مطلقا، وفي هذا الصدد كان التوقع بالوصول يوم 27 لـ20 ألف إصابة وهو ماحدث بالفعل، ناتج عن المعدلات التي تم استنتاجها من البيانات الواردة، وعندما نتحدث عن الذروة لانتشار المرض، لا تكون مطلقة، ولكنها تكون في إطار المعطيات والبيانات الواردة عن أعداد الإصابة: "نحن نقول لو إحنا مشينا بالمعدلات (x)، ولدينا منحني معين، نستطيع الوصول إلى نهاية الوباء في الفترة المعينة".
* ماذا عن النموذج الافتراضي الذي تم عرضه من قبل الوزير بشأن وجود 80 ألف مصاب؟
- بالنسبة للنموذج الافتراضي الذي تم عرضه من قبل الوزير، "لو افترضنا إن الحالات التي تم الإعلان عنها رسميا أقل من الحالات الواقعية، هذا لا يعني التشكيك في الأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة، بل يجوز أن هناك حالات أخرى لا يمكن معرفتها كما يحدث في الدول الأخرى، وتصورنا النموذج الافتراضي، يطرح سؤال: هل توقعاته يصحبها تغير في أعداد الوفيات المعلن؟.. طبعا لا، حيث مهما كانت عدد الإصابات المعلنة أو غير المعلنة، فإن كمية الوفيات الموجودة غير قابلة للنقاش لأن لا أحد يستطيع إخفاء حقيقة الأرقام المعلنة وأسبابها، وإذا كان هناك خطأ سيكون ما بين 1 أو 2%، لأن لا أحد ينكر أسباب الوفيات، وهذا يعني أن نسبة الوفيات بالنسبة لأرقام النموذج الافتراضي سوف تكون أقل بكثير لنسبة الوفاة طبقا للارقام الحقيقية، ويحدث لدينا بلبلة عندما تجد الأرقام المعلنة رسميًا خارج إطار التوقعات والاستنتاجات، ومادمنا وفق المعدلات، يبقى هناك أمان تام، والتعامل سيكون وفقا للجاهزية التامة".
* وهل وعي الشعب المصري له دور في تحديد نسب الإصابة؟
- بالتأكيد، عندما يكون هناك وعياً كافيا من الشعب، يسهم في تقليل نسب الإصابة بالمرض، وحصر انتشاره.
* وهل يتم الاستعانة بمعدلات نسب الإصابة بالدول الأخرى لمطابقتها بنسب الإصابة في مصر؟
- لا طبعا، كل دولة لديها بروتوكول علاجي لها، ونحن عندما ننظر نهتم بالدورة الحياتية للفيروس، وشكل الفيروس، ولا يمكن أن نساوي ما يحدث في دولة ما بمصر، والفكرة يتم الاطلاع على الشكل العام في الدول المختلفة لمعرفة مكانة مصر فين.
على الجميع التعايش واتباع معايير السلامة والتباعد وارتداء الكمامة
* وكيف تقيم إجراءات الدولة المصرية لمجابهة المرض؟
- إجراءات ممتازة، ويكفي خروج وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمام الجميع بدءا من رئيس الجمهورية للمواطنين عبر الشاشات، وبكل صراحة وشفافية، وقيامه بتوضيح الجهود القائمة لمختلف المؤسسات وتعاملها بشكل مؤسسي وبشكل علمي من أجل مجابهة المرض، وهناك شفافية عالية من الدولة المصرية، وكذلك الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية لمقاومة الوباء.
ولكن لأ أخفي سرا، أن وعي الشعب المصري هو المحرك الرئيسي لارتفاع نسب الإصابات أو انخفاضها بكورونا أو أي وباء، و يجب على الجميع أن يتعامل مع الأمر بجدية وحزم أكثر من ذلك.
* هل من الممكن أن يؤثر المناخ على معدل انتشار الوباء عالميا أو في مصر؟
- موضوع المناخ، لست مقتنعا به خاصة فيما يتحدثون عن تأثير درجة الحرارة على الفيروس، ونرى ارتفاع درجات الحرارة في عدد من الدول ومع ذلك نجد ارتفاع نسب الإصابة بها.
* وماذا عن خطة التعايش التي أقرتها الحكومة ؟
- مصر بها ما يقرب من 105 ملايين مواطن، فلا يمكن الاستمرار في غلق الطيران واستمرار الحظر، لما له من آثار سلبية على الاقتصاد، ولكن نحن يجب أن نضع الأمور في نصابها، وعندما يكون لدينا 20 ألف حالة يجب أن يتم العمل بأقصى معايير الحذر.
ولا أعتقد أن الإغلاق التام للدولة بجميع محاورها سيكون الحل المثل خاصة مع وضع الاقتصاد المصري.
* وبماذا تنصح الشعب؟
- يجب على الجميع التعايش مع الوضع واتباع معايير السلامة وتطبيق معايير التابعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، ويجب على الجميع توخي الحذر في العودة للحياة الطبيعية.