مقتل جورج فلويد في "صندوق الانتخابات".. من الأكثر استفادة؟
محلل سياسي بواشنطن لـ"الوطن": بايدن استغل الاحتجاجات وترامب تعنت
ترامب وبايدن
انغمست الولايات المتحدة الأمريكية في موجة عنف من كاليفورنيا إلى نيويورك، ومن مينيابوليس إلى الساحل في تكساس، في أكثر من 75 مدينة، في صدامات قوية إبان الاحتجاج على مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، ما جعل الأحداث تنعكس على الانتخابات الأمريكية المقبلة.
جو بايدن، مرشح الرئاسة الديمقراطي الأمريكي، غرّد عبر تويتر الجمعة الماضي: "يكفي". وحين اعتقلت الشرطة مراسل قناة سي إن إن، غرّد: "أنا غاضب وعليكم معرفة ذلك".
وفي المقابل، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي، بإشعال السخط بين المتظاهرين.
إيهاب عباس، المحلل السياسي في واشنطن، قال إنّ الاحتجاجات سيكون لها تأثير على الانتخابات الأمريكية المقبلة، إيجابيا على الديمقراطيين وسلبيا على الجمهوريين، مشيرا إلى أنّ التأثير على الديمقراطيين يتمثل في أنّ المرشح جو بايدن استغل الموقف جيدا، وتعاطف مع المتظاهرين، وترجل إلى الشوارع وصافحهم والتقاط الصور معهم.
يضيف عباس، إنّ بايدن اعرب كذكل عن تعاطفه مع أسرة جورج فلويد، ووعد المتظاهرين في العلن بأنّه سيتخذ اجراءات إصلاحية في النظام القضائي والمجتمعي تصب في مصلحة أن يتساوي جميع الأمريكيين في المسائل المجتمعية المختلفة، مثل التعليم والصحة، وأمام القضاء والشرطة، تمنع المزيد من العنصرية داخل المجتمع الأمريكي.
وتابع عباس، لـ"الوطن": "في المقابل الرئيس دونالد ترامب كعادته يخاطب فئة معينة من الشعب الأمريكي، وهي التي صوتت له في الانتخابات الماضية والجمهوريين، ورجال الأعمال واليمين المتطرف داخل الحزب الجمهوري".
وأوضح المحلل السياسي، أنّ ترامب تحدّث بحدة مع المتظاهرين وتوعدهم، وبعد انتشار الجيش، وكثرة الحوادث، أبدى نوعا ما من التعاطف مع أسرة جورج فلويد، قائلا إنّه لن يسمح للمخربين واليساريين الفوضويين بتدمير الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت عباس إلى أنّ ترامب أشار إلى أعضاء الحزب الديمقراطي، وكانت تصريحاته مستفزة للجميع وتؤجج المشاعر والرغبة في التظاهر ضده، وعدم انتخابه مرة أخرى، ما يعني أنّ الانتخابات الأمريكية المقبلة ستكون على صفيح ساخن وربما تطيح به.
عباس: تصريحات ترامب تجاه المتظاهرين كانت مستفزة
وتابع: "سوء أداء الرئيس دونالد ترامب في إدارة التصدي لجائحة كورونا داخل الولايات المتحدة، وسوء الأداء في التعامل مع التظاهرات، ستكون أزمات تواجهه خلال الانتخابات، لكن سنرى إن كان يستطيع تخطيها والنجاح في السباق الانتخابي ويكون رئيسا لـ4 سنوات مقبلة أم سيغادر المكتب البيضاوي".
وأكد أنّ استمرارية الاحتجاجات شيء وارد جدا، فالتصريحات التي يدلي بها ترامب تسكب المزيد من الوقود على النار، وتؤجج المشاعر ولا تحقق العدالة والمصلحة العامة للشعب الأمريكي، وحين تأتيه الفرصة للحديث عن التظاهرات لا يتحدث بنبرة متعاطفة مع الشعب، إنّما يتحدث بنبرة متغطرسة نوعا ما و لا يرى سوى المخربين متغاضيا عن أصحاب الحق.
وتحدّث المحلل السياسي عن مخاوف من ضياع بعض الحقوق نظرا لما يحدث داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حال استمرت التظاهرات على هذه الوتيرة، إذا لم يتم اتخاذ الإصلاحات داخل المجتمع الأمريكي.
وأوضح أنّ هناك هدفين، أولهما قريب وهو إدانة الضابط قاتل جورج فلويد إدانة واضحة، لأن التهمة قتل عمد وليست دون قصد كما صدرت من القضاء، والهدف البعيد يتمثل في الإصلاحات داخل المجتمع الأمريكي حتى يشعر الأمريكيون من أصول أفريقية والأقليات، أنّهم على قدم من المساواة مع بقية الأعراق داخل أمريكا، فيما يتعلق بالتعليم والصحة ومناحي الحياة كافة، خاصة أنّه يبدو أنّ العنصرية تعود إلى السطح مرة أخرى، بعد أن خمدت نوعا ما في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي".
وندد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الاثنين الماضي، باستخدام العنف في الاحتجاجات التي خرجت في أنحاء البلاد، مشيدا في الوقت ذاته بأفعال المحتجين السلميين الساعين للإصلاح.
أوباما: الغالبية العظمى من المحتجين سلميون
وكتب أوباما في مقال نشرته منصة ميديام الإلكترونية، أنّ الغالبية العظمى من المحتجين سلميون، لكن "أقلية صغيرة" تعرض الناس للخطر وتُلحق الضرر بذات المجتمعات التي تهدف الاحتجاجات لدعمها.
وقال أوباما، وهو ديمقراطي تولى الرئاسة لفترتين قبل إدارة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، إنّ العنف "يزيد الدمار في الأحياء التي تعاني فعلا على الأغلب من نقص الخدمات والاستثمارات ويصرف الانتباه عن القضية الأكبر".