مدير إدارة البرامج بـ"الصحة العالمية": تحسُّن نظام الترصد وجهود الكشف وراء زيادة المصابين بـ"كورونا" في مصر
خطورة الفيروس تؤثر على 20% من الإصابات و5% فقط يحتاجون "عناية مركزة"
الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية
أكدت الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، ارتفاع المنحنى الوبائى للمصابين بفيروس كورونا فى معظم بلدان إقليم شرق المتوسط وليس فى مصر وحدها، بسبب تحسن نظم الترصد وتضاعُف جهود اكتشاف الحالات مع التوسع فى إجراء الاختبارات والفحوص المختبرية؛ ما يوسع دائرة اكتشاف المصابين.
وقالت فى حوار لـ«الوطن» إن هناك 120 لقاحاً مرشحاً لعلاج كورونا، دخل منها 70 لقاحاً مرحلة ما قبل التجارب السريرية و7 لقاحات دخلت بالفعل التجارب السريرية، مشيرة إلى أن خطورة الفيروس تؤثر على 20% من الإصابات و5% فقط يحتاجون «عناية مركزة» ونسبة الوفيات تتراوح بين 2 و3%، و80% من المصابين يمكنهم التعافى منزلياً دون الحاجة إلى دخول المستشفيات.. وإلى نص الحوار.
ما أسباب ارتفاع المنحنى الوبائى فى مصر؟
- المنحنى الوبائى لحالات فيروس كورونا يرتفع فى معظم بلدان شرق المتوسط وليس فى مصر وحدها، وهناك وتيرة متسارعة ملحوظة فى زيادة حالات الإصابة بأغلب بلدان الإقليم، بسبب تحسن نظم الترصد وتضاعف جهود اكتشاف الحالات فى المجتمع، بجانب التوسع فى إجراء الاختبارات والفحوص المختبرية ما يوسع دائرة اكتشاف المصابين، ولكن القفزات فى أعداد الحالات على النحو الذى نراه مؤخراً فى عدد من بلدان الإقليم قد تعكس تعجلاً فى تخفيف الإجراءات الاحترازية وتراخياً فى تنفيذها، لذلك يجب التأنى فى تخفيف القيود وتطبيقها بعد تقييم دقيق للمخاطر التى قد تترتب على التخفيف، مع توافر الظروف والاشتراطات التى يمكن معها اتخاذ هذه الخطوات دون أن تترتب عليها آثار سلبية.
هل مصر بحاجة إلى إجراءات احترازية أخرى قبل عودة الحياة الطبيعية مرة أخرى؟
- تحديد حزمة معينة من الإجراءات الاحترازية أو إضافة المزيد إلى ما هو منفذ بالفعل يخضع لتقدير السلطات المحلية المختصة فى كل بلد، لكن ما نؤكد أهميته هو ضرورة مواصلة سياسة التباعد البدنى وتطبيقها بحزم، والاستمرار فى الإجراءات التى تستهدف وقف سلاسل الانتقال التى تشمل مضاعفة جهود ترصد الإصابات واكتشاف الحالات وتطبيق سياسة العزل وتوفير الرعاية وتتبع المخالطين للحالات الدالة ورعايتهم، ومواصلة التوعية بالأهمية القصوى للتدابير الوقائية التى يطبقها الأفراد لحماية أنفسهم ومن حولهم والحرص على غسل الأيدى، وآداب السعال وارتداء الكمامة بطريقة صحيحة، وتجنب الازدحام، والبعد عن مصادر العدوى وعدم الاختلاط بالمرضى وتطهير الأسطح، كلها أساسيات لا بد أن تستمر بلا توقف، بجانب تدريب العاملين الصحيين على إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها فى المرافق الصحية وكيفية حماية أنفسهم بينما يؤدون واجبهم فى الصفوف الأولى.
رنا الحجة لـ"الوطن": نعمل على 170 لقاحاً للعلاج 70 منها فى مرحلة ما قبل التجارب السريرية و7 لقاحات دخلت التجربة الفعلية
ما آخر تطورات الأدوية واللقاحات التى تجرى عليها التجارب الآن؟
- الجهود تتواصل فى هذا الشأن بتنسيق من منظمة الصحة العالمية، وهناك 120 لقاحاً مرشحاً، دخل منها 70 لقاحاً مرحلة ما قبل التجارب السريرية، وهناك 7 لقاحات دخلت بالفعل مرحلة التجارب السريرية، ويتم من خلال التجارب تسريع وتيرة الاختبارات لتقليص الوقت الذى تستغرقه عملية تطوير لقاح مع الحفاظ على فاعليته ومأمونيته، من خلال التجريب المتزامن للقاحات بمشاركة عشرات من البلدان من شتى أنحاء العالم.
كيف تقيمين قرار إيقاف العلاج بهيدروكسى كلوروكين رغم أنه حقق نتائج جيدة فى بعض الدول ومنها مصر؟
- حدث فى وقت سابق أن قرر الفريق التنفيذى لتجربة التضامن تنفيذ إيقاف مؤقت لهيدروكسى كلوروكين كإجراء وقائى بينما تخضع سلامة البيانات للمراجعة من قبل لجنة مراقبة سلامة البيانات التجريبية، فى ضوء التطورات الأخيرة المتعلقة بالأدلة على سلامة وفاعلية أحد الأدوية الأربعة الخاضعة لتجربة تضامن، ولكن عملية التدقيق والمراجعة التى نفذها فريق المراقبة لسلامة البيانات انتهت إلى ضم كلوروكين مرة أخرى إلى تجارب التضامن مع ملاحظة أن المجموعة التنفيذية تعطى رأيها النهائى حين تتوفر المراجعة الشاملة للأدلة للنظر فيها.
وما حقيقة أن ٨٠% من المصابين بفيروس كورونا يتعافون دون علاج؟
- فى ضوء البيانات والإحصاءات المسجلة عالمياً لحالات الإصابة والتعافى ومعدل الوفيات وُجد أن نحو 80% من حالات الإصابة تكون مصحوبة بأعراض خفيفة يمكن التعامل معها بالرعاية المنزلية والتعافى منها دون حاجة إلى المكوث بالمستشفيات، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين حالات متوسطة الأعراض تتطلب رعاية بالمستشفى وتستجيب لعلاج الأعراض وتتعافى، وبين حالات مصحوبة بأعراض شديدة تستدعى المكوث بوحدات الرعاية المركزة، وأغلب الوفيات تقع بين هذه الحالات الحرجة.
الوفيات من 2 إلى 3%.. و80% من المصابين يمكنهم التعافى منزلياً
وماذا عن خطورة الفيروس؟
- خطورة الفيروس تتمثل فى 20% من الحالات، حيث يوجد 80% من المصابين يتم شفاؤهم بعلاج أعراض المرض ونسبة ضئيلة تحتاج إلى الحجز فى المستشفيات، و5% فقط يحتاجون إلى الحجز فى العناية المركزة، ونسبة الوفيات تتراوح من 2 إلى 3%، والعزل المنزلى مهم لأنه يحد من انتشار المرض الذى ينتقل عن طريق الرذاذ أو التخالط عن قرب، كما أنه يجب أن تكون مدة العزل المنزلى 14 يوماً لحماية المجتمع من الإصابة بالمرض.
هناك جدل حول استخدام الكمامات بين الكمامات الطبية والقماش، ما الفرق بين الاثنين؟
- الكمامة الطبية مخصصة بالأساس للأطباء والعاملين الصحيين فى المرافق الصحية، وبصفة عامة لا بد أن تتسم الكمامات -أياً كانت خامتها- بالجودة وتنطبق عليها المواصفات المتعارف عليها، ومن الضرورى أن يعرف كل من يستخدم الكمامة ما يلى:
- كيفية ارتدائها بدءاً بغسل اليدين جيداً ثم ارتدائها بشكل محكم يغطى الفم والأنف بالكامل ولا يترك فراغات يتسرب منها الهواء.
- تغييرها فور أن تصبح رطبة أو ملوثة بالفيروس جراء السعال والعطاس والتواجد فى أماكن مزدحمة قد يكثر فيها المصابون.
- لا تلمس اليد جسم الكمامة والأجزاء الرطبة منها عند نزعها.
- التخلص منها بوضعها فى كيس وإلقائها فى سلة قمامة يفضل أن تكون ذات غطاء وبعد ذلك غسل اليدين بالماء والصابون.