براءة وتلقائية الأطفال لا تعنى أنهم محصنون من الإصابة بالتوتر والقلق وسط الأجواء التى نعيشها، إنما هم أكثر حساسية بالأحداث، الأمر الذى يبرهن سلوكيات العنف التى طرأت عليهم مع تداعيات أزمة «كورونا»، من تعطيل الدراسة وغلق النوادى والمتنزهات، وانطلاق دعوات البقاء فى المنزل، وفى نفس الوقت التعرض لأخبار سيئة باستمرار مثل إصابات ووفيات «كورونا».
مجموعة من الإرشادات للتعامل مع الأطفال خلال الحجر المنزلى، قدمتها وزارة الصحة والسكان عبر موقعها، كما حذرت السفيرة مشيرة خطاب، الرئيس التنفيذى لمؤسسة كيميت بطرس بطرس غالى للسلام والمعرفة، من العنف المتصاعد تجاه الأطفال كأحد تداعيات الفيروس والظروف الحالية، عبر حسابها الرسمى على «تويتر».
شيرين محمد، 37 عاماً، تعيش فى منطقة مصر القديمة، لديها طفلان فى عمر 10 و13 عاماً، تعانى من تصاعد حدة العنف والتوتر فى سلوك أطفالها: «الموضوع اتحول لعند فى الكلام، ورفض لتنفيذ أى حاجة بقولها، طبعاً مقدرة إن ده ممكن يكون بسبب الحبسة فى البيت، بس لاحظت كمان ترديد كلمات موت وقتل على لسان ابنى إياد فى أى حوار، وعرفت إن ده بسبب متابعتنا المكثفة للأخبار فى التليفزيون».
وترى الدكتورة هناء أبوشهدة، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، أنه من الطبيعى أن يطرأ سلوك عدوانى على الأطفال فى الظروف الحالية، والسبب الرئيسى هو مشاهدة الأخبار السيئة: «التليفزيون سبب عدوانية الأطفال، لأن الأطفال والمراهقين مش بيخرجوا زى الأول، وبيقضوا وقت أكتر مع الأهالى وهما بيشوفوا الأخبار، والقلق بيظهر على ملامحهم، ومنهم اللى مش بيقدر يتحكم فى مشاعره، وبيترجمها لسلوك عدوانى». أما الدكتورة ثريا عبدالجواد، أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة المنوفية، فتؤكد أن الفئات الأكثر ممارسة للعنف حالياً هم الأطفال والشباب، خصوصاً فى المناطق الفقيرة والشعبية: «السلوك العدوانى يظهر فى رفض تنفيذ الأوامر، العناد، الردود القاسية، الضرب، كسر المتعلقات، بخلاف العنف المعنوى، ويتمثل فى رفض الطفل عمل الأنشطة الطبيعية التى كان يعتادها». وتنصح «ثريا» بالوعى بسلوك الطفل وما يطرأ عليه، ومحاولة استيعابه: «كل ده طبيعى، ومرهون باللحظة التاريخية لظهور فيروس كورونا، يعنى هينتهى بمجرد ما يتم القضاء على الفيروس، لكن أكيد هتبقى آثاره فى الجيل ده بشكل واضح مقارنة بالأجيال التانية».
تعليقات الفيسبوك