عالم برازيلي يكشف أسباب عجز بلاده عن احتواء فيروس كورونا
جورينشتين لـ"الوطن": الفيروس تحول من مشكلة صحية إلى أزمة سياسية
البرازيل في المرتبة الثانية عالميا في وفيات كورونا
يواجه الرئيس البرازيلي، الذي قلل في بداية انتشار فيروس كورونا المستجد من خطورة الفيروس، انتقادات متزايدة داخل البلاد بسبب أسلوب تعامله مع الجائحة، وسط مخاوف منظمة الصحة العالمية من انتشار المرض في البرازيل وأمريكا اللاتينية بشكل عام.
وتعتبر البرازيل الدولة الثانية عالميًا من حيث عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا بـ 1228114 حالة، والثانية أيضًا من حيث عدد الوفيات جراء الجائحة بعد الولايات المتحدة بـ54971 حالة.
ويقول البروفيسور البرازيلي جان كارلو جورينشتين، الأستاذ في كلية الطب بجامعة موجي داز كروزيس البرازيلية وعالم الأمراض المعدية، إن المتظاهرون بحفر قبور رمزية على شاطئ "كوبا كبانا" في ريو دي جانيرو، قاموا بهذه الخطوة لتقديم التحية لضحايا الوباء، وفي الوقت ذاته كان هناك البعض يعارض تلك المظاهرات واصفين إياها بالهراء، كما أنهم استهانوا بخطورة ذلك الوباء فى البداية.
وأضاف جورينشتين، في تصريحات لـ"الوطن": "هناك أكثر من 136 دراسة لقاح حول العالم، 10 منها في مرحلة التجارب السريرية، وطبقت البرازيل اثنتان من تلك التجارب، ما يعني أن البرازيل من أكثر الدول التي يوجد بها مصابين، ولكن تلك التجارب أصبحت هي الطريقة الوحيدة للسيطرة على انتشار الوباء فى بعض البلدان".
وتابع: "تنتقل العدوى إلى أعضاء وأنظمة مختلفة بالجسم البشري، وبصورة رئيسية إلى الرئة، لذلك يحتاج الكثير من المرضي إلى أجهزة تنفس صناعي ووحدات عناية مركزة، كما أنهم يحتاجون إلى معرفة الدواء الجيد لحالتهم، وبمجرد معرفة ذلك يبدأ المريض فى التحسن".
وأوضح أن انتشار فيروس كورونا المستجد في البرازيل يرجع إلى كثافة السكان الكبيرة، وأيضا إلى الظروف المعيشية التي يعيشها الشعب، حيث أن البناية الواحدة يعيش بها العديد من الأشخاص، مما يؤدى إلى انتقال العدوى سريعا من شخص لآخر، وبسبب سوء حالة الاقتصاد فإنه لا يمكن للشعب البقاء فى منازلهم، حيث أنهم بحاجه شديدة إلى الذهاب للعمل.
واختتم جورينشتين حديثه لـ"الوطن" قائلا: "فيما يخص السيطرة على الوباء، فإنه لم يعد مشكلة صحية بل أصبحت أزمة سياسية، ولسوء الحظ فإن قادتنا وخاصة الفيدراليين لم يتخذوا إجراءات صحيحة مثل "إغلاق الحدود بين الولايات، أو وضع بعض الولايات فى حجر صحي كامل"، ولكن هذه ليست مشكلة ذلك الوباء فقط، ولكنها مشكلة منظومة صحية، حيث أن تلك المشاكل موجودة من قبل، مما جعل الأمور الآن أسوأ".