هل يتسول أردوغان بأزمة حفيده للحصول على تعاطف شعبي؟
رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا بعد نشر أحد مستخدمي موقع تويتر تغريدة مهينة بحق نجلة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وزوجة وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق، إسراء أردوغان، وهو ما يأتي في ظل تصاعد وقائع إهانة المرأة في تركيا، بعد حادث مشابه وقع مع زوجة زعيم الأكراد المعتقل صلاح الدين ديميرتاش، مع ذلك بدأت بعض الأصوات في طرح أسئلة حول ممارسة النظام الحاكم لألعاب إلهاء جديدة للتغطية على الأزمات التي يعانيها الشعب، وتهدد بقاءه في السلطة، باستغلال تعليق مسيء لابنة الرئيس، وتحويله لقضية كبيرة، وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".
وقالت صحيفة "تي 24" التركية: كان وزير الخزانة والمالية، بيرات البيرق، قد نشر أمس الأول الثلاثاء عبر حسابه الخاصة تغريدة يهنئ فيها زوجته، إسراء أردوغان بمولودهما الرابع، ومن ثم علق أحد المواطنين في تغريدة على ما قاله بيرات، حيث اعتبرته السلطات التركية إساءة لإسراء البيرق، ومن ثم اعتقلته بعد أن تم حذف التغريدة.
وأصبح هذا الموضوع هو حديث الساعة على مواقع التواصل، وتوارت معه مشاكل تركيا الأساسية والرئيسية، وأصبح لا محل لها من الإعراب، ومن هنا يتضح جليًا أن النظام الحاكم، برئاسة أردوغان، يعمل على تغطية البلبلة المثارة حوله فيما يتعلق بفضيحة "البث المباشر"، حيث انهال الطلاب بالرفض له باختيار تعليق "لا يعجبني" أثناء اجتماعه مع بعض الطلاب عبر تقنية الفيديو كونفرانس، فضلًا عن تصاعد احتجاجات المحامين واستمرار "مسيرة الدفاع" التي تطالب بعدم تدخل النظام الحاكم في نظام انتخابات النقابات، إلى جانب الأزمات الناجمة عن التدخل التركي في الدول الأجنبية مثل سوريا وليبيا.
وكانت زوجة زعيم المعارضة الكردي، صلاح دميرتاش، باشاك دميرتاش، تعرضت للتحرش اللفظي من قبل عضو حزب العدالة والتنمية وداد يازيجي، الذي استخدم حسابًا وهميًا على موقع "تويتر" للإساءة إلى زعيم الأكراد المعتقل، ونشر حينها تغريدة تضمنت تعبيرات خادشة للحياء، قائلًا: "الآن صلاح الدين معتقل في السجن، بينما زوجته في الخارج، ولا بد أنها تشتعل الآن، لذا يجب إطفاء حرارتها".
وعلى الرغم من أن الموضوع نال اهتمامًا كبيرًا في البداية، إلا أنه بعد ذلك تم الإفراج عن هذا الشخص، مما أثار غضب المعارضين وشرائح عدة في المجتمع التركي.
وتأتي واقعة إسراء أردوغان، في نظر البعض، للتغطية على الساحة، ولكن إن كان حقًا ما يُزعم حول أن إسراء أردوغان تعرضت للإهانة، فلماذا هذا الصمت، لماذا لا يُقال ما نوع الإهانة التي تعرضت لها، أهناك شيء خادش أو مهين أكثر مما تعرضت له باشاك؟! وهل واقعة إسراء أردوغان تثبت أن النظام الحاكم أيضًا يتعرض للإهانة.
والغريب في الأمر أيضًا أن واقعة إسراء أردوغان، غير واضحة الملامح، فالواقعة اقتصر المعلن من تفاصيلها على أنها تعرضت للإهانة، وتم اعتقال من أهانها، ولم يتم إعلان نوع الإهانة، الذي تعرضت له، وبالطبع لن يتم الإفراج عمن أهانها مثلما حدث مع باشاك
وتأتي واقعة إسراء أردوغان في وقت تسيطر فيه المعارضة على الدفة، إلى جانب ضرباتهم المتتالية لأردوغان، مما أثقل كاهل الرئيس، فإن حارب شمالًا، لم يعد لديه القوة للمحاربة يمينًا، وهنا كما يُقال في حرب السياسة، خلق حدثًا للتغطية على الوقائع.
وكانت أحزاب المعارضة من جانبها اعتبرت أنهم ضد إهانة كيان المرأة، وأن السياسة الأخلاقية، لا تسمح مطلقًا باللعب على هذه النقطة.
وتأتي هذه الواقعة بالتزامن مع حادث ما زال يشغل تركيا من عدة أيام، وهو فضيحة البث المباشر الذي تعرض لها أردوغان أثناء لقائه مع مجموعة من الشباب في اجتماع عبر تقنية فيديو كونفرانس، حيث انهالت عليه التعليقات بالرفض من الشباب من قبيل "لن نصوت لك" و"سنتقابل في صناديق الاقتراع".
وخلال اللقاء، تبين أن عدد الرافضين له يفوق عدد المعجبين بكثير، كما تزايدت التعليقات التي عبرت عن رفضها له، من قبيل "ليس هناك تصويت لك مرة أخرى"، و"سنتقابل في صناديق الاقتراع"، وذلك عقب تمني أردوغان للشباب مستقبلًا باهرًا ومزيدًا من النجاح والطموحات.
وهذا الموضوع هو أكثر المواضيع التي تثير البلبلة في الوقت الأخير ضد أردوغان ونظامه، فقد وقفت المعارضة له بالمرصد، وأكدت له أن عليه الرحيل، لأن الشباب رافض له بكل الطرق.
في الواقع، لعبة السياسة تشير إلى أن واقعة إسراء أردوغان هي سلاح أو بمثابة لعبة للتغطية على ما لاي ستطيع أن يجابهه في الفترة الأخيرة، خاصة قضية "لا يعجبني" التي تؤكد رحيل النظام الحاكم برئاسة أردوغان، وهذا ما يزعجه.