افهم شخصية رئيسك
قال عدد من خبراء تحليل المضمون، إن خطابات وحوارات المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح الرئاسى، منذ فتح باب الدعاية الانتخابية، عكست شخصية مخابراتية منضبطة تعتمد على المباشرة فى الحديث، يلتزم بالدستور والقانون لا يهاب مراكز القوة ولا يدخل فى نزاعات مع منافسيه تصغر من حجمه ولا تفيد العملية الانتخابية، وإنه حازم بارد الأعصاب ذو إرادة حديدية.
وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن حوارات السيسى، ولقاءاته التى عقدها خلال فترة الدعاية الانتخابية نقلت صورة عن رجل يجيد التفكير، مثقف، ومتأنٍ فى الإجابة، حريص، لا يتهور، لا يضطر حتى للاعتذار مرة أخرى كما يحدث مع منافسه، الذى دفعه التهور فى الإجابة إلى الاعتذار أكثر من مرة، وأضافت: «البعض يعيب على السيسى عدم إعلان برنامجه على الرغم من أن حواراته كشفت عن امتلاكه استراتيجية تضع حلاً للمشكلات الاقتصادية والتنموية التى تمثل رأس الأولويات، ثم يأتى حل المشكلات الاجتماعية»، وأكدت أن السيسى طرح ولأول مرة مصطلح السياسة الأخلاقية التى تعمل على إعادة الأخلاقيات للمجتمع ورأب الصدع الذى تسببت فيه سنوات الخلاف بين بعض طوائف المجتمع، والعودة للخطاب الدينى المعتدل، وتابعت: «أحجم السيسى عن طرح بعض النقاط الخاصة بعمل الوزراء التزاماً بالدستور الذى حجم من اختصاصات الرئيس، ومنح مجلس الوزراء اختصاصات أكبر، كما أنه لم يتحدث بشكل موسع عن الحريات والحقوق العامة، خاصة أن الدستور نص عليها»، وأشارت إلى أن «السيسى» عقد بالفعل لقاءات جماهيرية، والتقى ممثلات للمرأة والفنانين والمثقفين والعمال والقبائل، وانتقدت عدم تناول السيسى مشكلات التعليم والصحة فى أى من حواراته، وعدم حديثه عن كيفية إصلاح هذين المنظومتين.[FirstQuote]
وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماعى السياسى، إن شخصية «السيسى» كرجل مخابرات انعكست على حواراته، ولقاءاته، حيث أحجم عن الإجابة عن كثير من الأسئلة، واكتفى برد مقتضب عن البعض الآخر، فيما امتنع تماماً عن الرد عن الأسئلة التى اعتبرها تمس الأمن القومى من وجهة نظره، وأضاف: «انعكست شخصيته العسكرية فى حرصه على أن تكون اللقاءات مسجلة وليست جماهيرية، وظهر الانضباط فى أن حديثه يعتمد على دراسات وأبحاث، وحرصه على سرد الأرقام بمنتهى الدقة ما أظهر تخطيطاً مسبقاً للقاءاته»، وتابع: «حرص السيسى على الإبقاء على القاعدة الجماهيرية التى أعلنت تأييدها له قبل إعلان الترشح للانتخابات طبقاً لاستطلاع بصيرة، وهى المرأة والأقباط وحزب الكنبة، وحاول التأكيد على أهمية حل مشكلات الفئتين، حيث تبلغ الكتلة التصويتية للمرأة 27 مليون صوت، وتلك الكتلة لا تتحرك إلا إذا تعرض أمنها للخطر، لذا راح يؤكد على أهمية إعادة الأمن إلى الشارع المصرى».
وبشأن إحجامه عن طرح برنامج انتخابى، قال «صادق»: «تلك ليست انتخابات برامج، فطرح برنامج يلتزم المرشح بتنفيذه يستلزم استقراراً أمنياً واقتصادياً، ما نفتقر له فى ظل حالة الركود التى ضربت مختلف مناحى الاقتصاد، لذا كان تأكيده أن أولوياته إعادة الأمن والنهوض بالاقتصاد عقب الثورة، أما فيما يتعلق بعدم عقد لقاءات جماهيرية فى المحافظات، فهو أمر طبيعى نظراً للتهديدات المتكررة التى تعرض لها فى الآونة الأخيرة، حيث ذكر فى حواراته أنه تعرضه لمحاولتى اغتيال».
وقالت الدكتورة إيمان نعمان جمعة، أستاذ الإعلام السياسى: فترة الدعاية الانتخابية كشفت عن مرشح حازم جداً، ذى إرادة حديدية، بارد الأعصاب، قوى، وطنى، يضع الفقراء فى مقدمة أولوياته، دبلوماسى، محنك، وداهية، ما ظهر فى هروبه من الإجابة عن بعض الأسئلة بدهاء سياسى لم نلاحظه عند منافسه الذى وقع فى فخ الإجابة المتسرعة»، وأضافت: «لم يخش أن يشكل الأغنياء مراكز ضغط، كما أنه ليس كثير الكلام، يكتفى بالحد الذى يجيب عن الأسئلة الضرورية، يعى تماماً معنى الأمن القومى، وخطورة الإجابة عن أسئلة تمس به حتى إن كان فى ذلك خسارة أصوات انتخابية».
وبشأن حملته الانتخابية، قالت «إيمان»: «نجح السيسى وأخفقت حملته، ولولا وجود رصيد للسيسى فى الشارع المصرى لكان الأمر وصل إلى حد أن الحملة تسىء له، خاصة أنه لم ينف ما أعلنه بعض الشخصيات المشكوك فى علاقاتها بأمريكا من أنهم من ضمن حملته كما لم يؤكد»، وأضافت: «اعتمد السيسى على الظهير الشعبى الذى دفعه للنزول للمعترك الانتخابى، لذا فهو لا يهتم بالرد على اتهامات منافسيه، فهو لم يطلب أصوات الناخبين بل استدعى للقيام بمهمة محددة، وظهرت حدته فى الحديث عن الأمن القومى وقطر وتركيا، وأعيب عليه عدم ظهور نفس الحدة عند الحديث عن أمريكا، كما أنه أكد احتياجه لإعادة هيكلة وزارة الداخلية، لكنه لم يؤكد الدور الهام الذى لعبة جهاز الشرطة فى ثورة 30 يونيو»، وردت على ما اعتبر نوعاً من التعالى فى تعنيف «السيسى» لمحاوريه عندما ذكروا كلمتى «تسول وعسكر»، وقالت: «هو وضع الأمور فى نصابها الصحيح خاصة بعد ما تعرضت له المؤسسة العسكرية من إهانات خلال الفترة الماضية أما لفظ «تسول» فهى كلمة يتداولها بعض من يحاولون هدم الدولة على الرغم من أن كل دول العالم تقترض وتقرض ولم نسمع من يتهم الحكومات بالتسول».[SecondQuote]
وقال الكاتب الصحفى، حلمى النمنم، إن الخطاب السياسى للمشير السيسى حمل العديد من النقاط الإيجابية، منها اعتماده على الصراحة والمباشرة دون «اللف والدوران»، وأنه تحدث عن أفكار محددة، وإن أهم ما جاء فى حواراته تقديمه لنفسه باعتباره رجل دولة قوياً وحاسماً، ومدركاً لما يحتاجه المصريون فى رئيسهم، إضافة إلى كونه مدركاً للمزاج الشعبى جيداً، وأن ذلك تجلى عندما سئل عن الإخوان، فكانت إجابته أن الشعب هو الذى سيقصيهم وليس هو، وأضاف: «تبين من خطابه أنه لا يذكر كلمة (أنا) وإنما يتحدث دائماً حول قدرة الشعب بأكمله على التغيير وليس قدرته هو، كما تبين أن لديه جرأة وخيالاً سياسياً عندما تحدث عن إصلاح 4 ملايين فدان وإنشاء مدن صناعية، قائلاً إننا نستطيع، ليحيى بذلك الخيال السياسى الذى اختفى من مصر منذ عام 1977»، وأوضح أن نقاط الضعف كانت عند قوله: «أنا مش حستنى البرلمان، وهو ما قد يوحى بأنه لا يعول كثيراً على مجلس الشعب، وأنه سيعتمد على الإعلام بدلاً من اعتماده على الأحزاب، ما يوحى بأنه سيحكم بطريقة عبدالناصر الذى كان يحكم بصوت العرب، والأهرام»، وأشار إلى وجود العديد من الأسئلة التى كان يتمنى أن تسأل للمشير حول تفاصيل المكالمات التى دارت بينه وبين وزير الدفاع الأمريكى فى الفترة بين 30 يونيو و3 يوليو، ومدى صحة ما قيل بأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما اتصل به 3 مرات يوم فض رابعة وأنه لم يرد عليه، وكذلك سؤاله عن مدى تورط المجلس العسكرى السابق فى الدفع بالإخوان للانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية، والأخطاء التى وقعت فى عهد هذا المجلس، كما لم يسأل عن العشوائيات ورؤيته لتطويرها ما جعل الحوار يبدو وكأنه موجه للطبقة الوسطى دون باقى طبقات المجتمع، وأشار إلى عدم سؤال المشير عن كيفية العلاقة التى ستكون بينه وبين رجال الأعمال، خاصة أنه صرح بأنه سيطلب منهم التبرع بما يعادل الـ100 مليار فكان لا بد من سؤاله عن المقابل الذى سيأخذه رجال الأعمال للتبرع بمثل هذا المبلغ.[ThirdQuote]
وانتقد أداء حملة المشير السيسى التى ترتكب أخطاء تنسب له، منها على سبيل المثال اللقاءات التى تنظم للمشير التى يجلس فيها مجموعات من الفلول، أو من أنصار نظام مبارك ما يؤخذ على المشير، ويعطى انطباعاً بعودة نظام مبارك.
الأخبار المتعلقة:
«هايل»: اللى ما اتعلمش من أخطاء «مرسى».. ينتخب «حمدين»
لكن السؤال: ماذا لو فاز حمدين صباحى بالسباق الرئاسى؟
أسرة «مقسومة» على 3: سامح مع «صباحى» وأحمد مع «السيسى».. والأم مع «مصر»
المشير.. والعالم
النسر: 20 «ريشة» على جناح مكسور
20 سؤالاً لم يسألها أحد لـ«السيسى»
«حمدين» ظل ثابتاً على موقفه.. وأفضّل أن يلعب دور المعارض
«عيسى»: «المشير» لم يقدم برنامجاً واضحاً.. وحلوله ليست جذرية
«بشرة خير» تغير قرار الشاب الثورى
تعرف يعنى إيه كاريزما؟
«طه حسين» بعد صدمة «المصريين بالخارج»: «لسه عندى أمل»
الثائر الحق: 10«أجنحة» تحلق فى سماء الحرية
«العربى»: «السيسى» أملنا.. بس ماعرفش رمزه الانتخابى
رجل المرحلة: 10 «نجوم» تقود إلى مستقبل مصر
خُد قرارك