تعرف يعنى إيه كاريزما؟
قال الدكتور أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس، إن نجاح الخطاب السياسى لحمدين صباحى يتركز فى أنه خطيب مفوه، لديه قدرة جيدة على مخاطبة الجماهير والتواصل معهم، وأن هذه القدرة تعود لكون «صباحى» خريج كلية الإعلام، واعتاد ممارسة العمل الخطابى داخل الجامعة، كما مارس العمل السياسى من خلال ترشحه لانتخابات البرلمان أكثر من مرة.
وأضاف: «نقاط الإخفاق لديه تكمن فى أنه يخاطب المواطنين بأسلوب الستينات من استخدام للنبرات الثورية، وإطلاق نفس الوعود ذات العمومية، فى حين لم يذكر إمكانية تحقيق ذلك، فمفرداته تكاد تكون واحدة وثابتة وحركة جسده تعتمد على لغة الإثارة ما يجعل لغته مصبوغة بصبغة عفى عليها الزمن» على حد تعبيره، وتابع: «صباحى» بصفة عامة لم يجب عن أى سؤال بشكل محدد، وإنما يستخدم لغة شمولية احتمالية، بطريقة تؤكد اعتماده على ثقافة الوعد والتبرير، أى أنه يعد بأشياء ويبرر لمن حوله أسباب عدم تحقيقها»، وأشار إلى أن السؤال الذى كان يتمنى أن يسأل «صباحى»، وكذلك المشير عبدالفتاح السيسى: كيف يمكن إعادة الهيبة والاحترام والالتزام للشارع المصرى؟ لأن من لا يملك شارعاً محترماً لا يملك دولة محترمة»، وأكد أن خطاب «صباحى» سيكون لجمهوره من القطاعات التى تفكر بالعاطفة من دعاة الثورة مستمرة، والتغيير مقبل، وأشار إلى أن من يفكرون بعقولهم أكثر من عاطفتهم لن يتأثروا بخطابات «صباحى».[FirstQuote]
وقال عماد حجاب، منسق عام مجموعة الخبراء المستقلين لمراقبة العملية الانتخابية «مراقبينكم»، إن «صباحى» نجح فى فى الوصول إلى مختلف فئات الشعب، فاقترب من الشباب، والثوار الحقيقيين وتحدث عن الغلابة، والعمال والفلاحين والعدالة الاجتماعية، كما وصف القوات المسلحة بالوطنية لدورها البطولى على مدار التاريخ ومساندتها للشعب فى ثورته، ما يؤكد تمسكه بالثوابت الوطنية فى الحديث عن الجيش، وفى الوقت نفسه قال إن الجيش لا يجب أن يكون طرفاً على الإطلاق فى الحياة السياسية وأن الجيش إذا وجد قوى شعبية منظمة ومجتمعاً مدنياً قوياً وإدارة رشيدة، فإنه لن يحتاج للتدخل فى الحياة السياسية، وأضاف أن «صباحى» لديه تناقض فى منهجية حديثه عن الجيش، حيث سعى للربط الظاهرى بين المرشح المنافس له وبين الجيش، بما يضر به انتخابياً لدى المواطنين المتعلقين بالجيش والرموز الوطنية، وأشار إلى أنه حرص كذلك على رسم ملامح شخصيته من خلال نضاله الطلابى والعمالى من ناحية، وانتمائه للطبقة الوسطى ولكونه أحد أبناء الفلاحين من ناحية أخرى، وأوضح أن خطاب «صباحى» برز من خلاله ثقته العالية فى الفوز وتجلى ذلك من خلال تكراره لألفاظ «سأصبح رئيساً»، و«إن قدر لى أن أكون رئيساً»، و«أنا المواطن».
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الكاريزما القيادية التى يتمتع بها «صباحى» تعد إحدى أهم نقاط قوته، إضافة إلى طلاقة لسانه وفصاحته السياسية واللهجة الخطابية الجيدة التى تصل لكل مواطن، مشيراً إلى أنه يتمتع بقدرة كبيرة على التعبير عن رؤيته فيما يتعلق بمشكلات الدولة، وكيفية حلها، كما أن إذاعة أحاديثه على الهواء تعد نقطة هامة لصالحه، وأضاف أن قطاعاً كبيراً من الناخبين ينظر إلى ضرورة تمتع رجل الدولة بالكاريزما، وهى نقطة قوة لصالح حمدين صباحى ستكسبه مؤيدين جدداً من هذا القطاع.
وقال الدكتور محمد شومان، عميد كلية أكاديمية الإعلام بجامعة عين شمس، إن ثمة تقارباً وتداخلاً بين خطابَى «السيسى»، و«صباحى» فيما يتعلق بالأولويات والقضايا ذات الاهتمام، كاستعادة قوة الدولة ومقاومة الإرهاب وإنقاذ الاقتصاد، والعدالة الاجتماعية وقضايا التحول الديمقراطى وتفكيك دولة وثقافة الاستبداد، وهى القضايا التى تصدّرت المشهد السياسى فى أعقاب ثورة 25 يناير وفى انتخابات الرئاسة السابقة، وأضاف: «اتفق الخطابان على رفض عودة الإخوان ومقاومة الإرهاب، واستعادة دور الدولة فى الاقتصاد، والمجتمع، خاصة نموذج دولة عبدالناصر، الحريص على العدالة الاجتماعية، والبعدين العربى والأفريقى فى السياسة الخارجية، إضافة إلى تحقيق توازن فى علاقات مصر بالعالم الخارجى، ومراجعة اتفاقية السلام»، وأشار إلى أن كلاً من المرشحين، اعتمد على مفاهيم وقيم إسلامية، وعلى مخاطبة عواطف ومخاوف المواطنين مع نزعة أخلاقية وصوفية واضحة.
واعتبر «شومان» أن «صباحى» تفوق فى خطابه على «السيسى»، واصفاً إياه بالمتحدث المفوّه الذى يمتلك خبرات سياسية وإعلامية طويلة، تمكنه من التواصل التلقائى بسهولة مع الجماهير والتأثير فيهم، وبخاصة عندما يستدعى بقوة قيم وأهداف ثورة 25 يناير وأحلام العدالة الاجتماعية ويدعو إلى حكم الثورة ويُفرِطُ فى الوعود الانتخابية والأمل بالتغيير، فى الوقت الذى يميل فيه خطاب السيسى إلى التحفظ فى وعوده واتخاذ مواقف واقعية يبدو فيها وكأنه رئيس يحكم وليس مجرد مرشح.[SecondQuote]
وتابع «شومان»: «أحدث خطاب «صباحى» قطيعة واضحة مع قضايا العلاقة بين الدين والدولة، وهوية مصر وتطبيق الشريعة، وهى القضايا التى تصدّرت المشهد السياسى فى انتخابات 2012، وفيما عدا هذه القضايا، فإن الخطاب السياسى له أعاد إنتاج مجمل الخطابات السياسية التى ظهرت بعد ثورة 25 يناير، وكذلك الخطابات السياسية المتصارعة فى انتخابات الرئاسة السابقة، حيث تكررت تقريباً الأفكار الإصلاحية، والمشروعات التنموية نفسها، وأهمها تطوير محور قناة السويس، وتنمية سيناء والصعيد، واستصلاح مزيد من الأراضى الزراعية، واستغلال الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء، وتطوير التعليم ومؤسسات الدولة، وتطوير العلاقات مع أفريقيا، وتحقيق توازن فى العلاقات الخارجية، القصد أن الخطاب السياسى لـ«صباحى»، أو «السيسى» لم يأتِ بأفكار أو مشروعات جديدة، مقارنة بما هو مطروح فى السنوات الثلاث الأخيرة، وما كان مطروحاً من أفكار إصلاحية فى عصر مبارك»، وأوضح أن «صباحى» اتخذ مواقف نقدية من الأداء الحكومى بعد 30 يونيو، الذى ركز على الحل الأمنى لمواجهة «الإخوان»، ودخل فى صدامات مع شباب الثورة بعد إصدار قانون التظاهر وسجن عدد من شباب الثورة، ولم يلتزم تطبيق خريطة الطريق بخاصة فيما يتعلق بتمكين الشباب، وبالتالى فقد وعدَ بإطلاق سراح كل سجناء الرأى وإعادة النظر فى قانون التظاهر، وأشار إلى أنه على الرغم من أن خطاب السيسى بدا أقرب إلى مؤسسات الدولة وغالبية المجتمع التى تبحث عن الأمن والاستقرار ولقمة العيش، إلا أن خطاب «صباحى» جاء أقرب إلى القوى الثورية والشبابية، وأكد سعيه إلى تحقيق هذه الأهداف، مهتماً بشرح التفاصيل وطرح برنامج انتخابى شامل ومحدد، يوازن بين متطلبات الأمن، والحفاظ على الحريات العامة، وأشار إلى مبالغة الخطاب السياسى لـ«صباحى» فى صلاحيات الرئيس ودوره فى النظام السياسى فى مخالفة لما نص عليه الدستور الجديد الذى قلّص من صلاحيات الرئيس ومنح بعضها لرئيس الوزراء والبرلمان، ما يعنى أن المرشحين وربما المزاج العام للمصريين يبحث عن عبدالناصر جديد أو سادات جديد أو ربما مزيج منهما، بكلمات أخرى هناك بحث عن زعيم وليس عن رئيس، زعيم قادر على قيادة مصر فى مرحلة صعبة، بغض النظر عما ورد فى الدستور، وهنا تبرز مخاوف ظهور مستبد جديد بخاصة فى ظل تقاليد صناعة الفرعون فى مصر.
واعتبر «شومان» أننا بصدد فقر فى الخطاب السياسى لكلا المرشحين سواء على مستوى القول أو الفعل، وهو فقر مرتبط بالطبيعة الغريبة للسباق الانتخابى الذى خلا من التعددية والتنوع، وجرى فى مناخ من الاستقطاب السياسى والاجتماعى الذى دفع غالبية المصريين إلى تحديد اختياراتهم قبل أن تبدأ الانتخابات، بغض النظر عن منطقية البرامج الانتخابية وقابليتها للتطبيق، وبغض النظر أيضاً عن قوة الحملات الانتخابية.
الأخبار المتعلقة:
«هايل»: اللى ما اتعلمش من أخطاء «مرسى».. ينتخب «حمدين»
لكن السؤال: ماذا لو فاز حمدين صباحى بالسباق الرئاسى؟
أسرة «مقسومة» على 3: سامح مع «صباحى» وأحمد مع «السيسى».. والأم مع «مصر»
المشير.. والعالم
النسر: 20 «ريشة» على جناح مكسور
20 سؤالاً لم يسألها أحد لـ«السيسى»
«حمدين» ظل ثابتاً على موقفه.. وأفضّل أن يلعب دور المعارض
«عيسى»: «المشير» لم يقدم برنامجاً واضحاً.. وحلوله ليست جذرية
«بشرة خير» تغير قرار الشاب الثورى
افهم شخصية رئيسك
«طه حسين» بعد صدمة «المصريين بالخارج»: «لسه عندى أمل»
الثائر الحق: 10«أجنحة» تحلق فى سماء الحرية
«العربى»: «السيسى» أملنا.. بس ماعرفش رمزه الانتخابى
رجل المرحلة: 10 «نجوم» تقود إلى مستقبل مصر
خُد قرارك