"ملحمة خير أجناد الأرض".. مؤلف أردني وطفلة فلسطينية يرثيان منسي وزملاءه
الطفلة فلسطينية تلقي قصيدة لشهداء مصر: بكيت حزنا عليهم
الطفل ميس
بريق النيران يتراقص، أصوات طلقات الرصاص يُسمع دويها في أرجاء المنزل، والأجواء غير صافية بالخارج، ذلك هو المشهد الذي تراه أعين الفتاة الصغيرة، بينما كان قلبها في عالم آخر، لا يعبأ سوى بأبيات شعرية، تثني على أبطال الجيش المصري، تسعى لحفظها عن ظهر قلب، لإلقائها دون أي أخطاء، حبًا منها في أبطال مصر وتقديرًا لتضحيتهم بحياتهم مقابل رفعة علم بلادهم.
ألقت الطفلة الفلسطنية ميس عبدالهادي، البالغة من العمر 12 عاما، قصيدة "ملحمة خير أجناد الأرض"، حبا في الجيش المصري والشهيد أحمد منسي وشهداء ملحمة البرث، الذين تعرفت عليهم من خلال مشاهدتها لأحداث مسلسل الاختيار.
"كنت أبكي حزنا عليهم".. بهذه الكلمات بدأت ميس حديثها، لـ"الوطن"، قائلة إنّه خلال شهر رمضان كانت كغيرها، تتابع أحداث مسلسل الاختيار، ومنه تعرفت على بطولات الجيش المصري وأبطاله وشهدائه، ما حرك مشاعرها لتقديم شيء لذلك الجيش العظيم وهؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم فداء للوطن.
قصيدة تغنيها لأبطال الجيش المصري، تلك هي الفكرة التي توصلت إليها الطفلة الفلسطنية، تواصلت مع المؤلف الأردني "أكثم حرب"، طبت منه تأليف قصيدة عن الجيش المصري: "تفهم فكرتي وبدأنا في العمل عليها سويا حتى خرجت للنور".
3 أيام متواصلة ظلت خلالها "ميس" تتدرب على إلقاء القصيدة لتخرج بالشكل الذي يستحقه هؤلاء الأبطال: "كنت أحرص على أن أتدرب عليها جيدا حتى لا يحدث أي خطأ أو تقصير خلال تسجيل القصيدة"، حسب حديثها.
"وَدَّعتَ أَحمدَ مَلفوفًا بِشَارَتِهِ"، تلك هي أكثر المقاطع التي تأثرت بها "ميس"، خلال غنائها للقصيدة، ولم تستطع تمالك دموعها أثناء التسجيل: "تذكرت مشاهده في مسلسل الاختيار وجهده وهو يدافع عن وطنه، وكذلك لحظة استشهاده، ولم استطع أن أتمالك نفسي من البكاء".
معلومات بسيطة تعرفها "ميس"، عن الجيش المصري، إلا أنّها رغم بسطاتها تحوي الكثير من المعاني داخلها، فتقتصر معرفتها عن الجيش المصري أنّه انتصر على إسرائيل في حرب أكتوبر: "وأعرف أنّه هو سند الأمة العربية كلها".
مؤلف القصيدة: سعدت بفكرة الطفلة بتأليف عمل لبطولاتهم
الشاعر الأردني أكثم حرب، يروي لـ"الوطن"، أنّه سعد بفكرة الطفلة الفلسطنية في تأليف قصيدة للجيش المصري وأبطاله، فتأثر هو الآخر بأحداث مسلسل الاختيار وبطولات الجيش المصري: "بعد حديثي معها بدأت في نفس اليوم تأليف القصيدة".
أسبوع كامل ظل خلاله "أكثم"، يعمل على تأليف القصيدة، حتى انتهي منها في الثالث والعشرين من الشهر المنصرم: "كنت أحاول جاهدا أن اعطي الجيش المصري ما يسحتقه هو وأبطاله، فهم خير أجناد الأرض والعالم يعرف بطولاتهم".
لم يكن هذا هو أول عمل يجمع "أكثم"، مع الفتاة الفلسطينية، إذ عملا سويا قبل ذلك في قصائد ألفها وأدتها هي بصوتها العذب القوي.