شهود عيان لحريق حلوان: بدأ بصندوق زبالة.. وضيق الممرات ساهم في تفحم السوق
حريق سوق حلوان
حريق هائل اشتعل في الساعات الأولى من صباح اليوم داخل سوق "توشكى" بمدينة حلوان، تفاجأ به البائعون الذين لم يتمكنوا من إنقاذ أي شيء من بضائعهم التي أكلتها النار عن آخرها في دقائق بصورة أذهلت الجميع ليقفوا أمام النيران متعجبين مما يرون.
كانت البداية في الحادية عشرة صباحا، بحسب قول الثلاثيني محمد جلال، أحد بائعي السوق الذي كان من أوائل من رأوا النار وحاولوا إخمادها: "أول حاجة ولعت كانت صندوق زبالة جنب السوق، الصندوق ده كان جنبه باكية طرح ولعت هي كمان ويادوب روحنا نحاول نطفيها وفصلنا الكهربا لقينا النار مسكت في السوق كله".
يملك "محمد" في سوق توشكا "باكيتين" يبيع فيهما ملابس أطفال، خسرهما بكل ما فيهما من بضاعة، ورغم محاولاته لإنقاذ أي شيء من بضاعته إلا أنها كلها لم تفلح: "مكملناش 5 دقايق وكل حاجة صفيت والنار كانت بتنزل عليا من فوقي، ومحدش لحق يعمل حاجة سواء اللي ليه باكية جوا السوق أو على أوله"، مشيرا إلى غضبه من تأخر سيارات المطافي التي جاءت بعد أن أكلت النار كل ما في السوق، بحد قوله: "المطافي جت بعد ما السوق كله ولع، والخسارة كبيرة جدا وأنا عن نفسي خسارتي فوق 150 ألف جنيه".
ويقول محمد أبو ضيف، بائع في السوق وأحد شهود العيان، إن الشكل الذي كان عليه الحريق كان غريبا بالنسبة له من شدته وسرعته، وهو ما عبر عنه بقوله: "النار كانت بتجري بين الباكيات بطريقة مهولة واللي ساعدها إنها تنتشر أكتر إن الممرات ضيقة جدا، وفي دقايق كانت النار مسكت في كل السوق".
الخسائر كلها كانت مادية بلا خسائر في الأرواح على قول "أبو ضيف"، الذي قدر خسارته بنحو 300 ألف جنيه، حيث كان يملك في السوق "باكية" مكياج خسرها بكل ما فيها: "أتمنى الدولة تعوضنا عن اللي خسرناه ده لأن اللي خسرناه كتير غير وقف الحال، ومحتاجين نعرف سبب الحريق".
خبر الحريق وقع كالصاعقة على إبراهيم عاطف، الذي كان في بيته وقت الحريق تاركا العمال في محله داخل السوق ليأتيه الهاتف يخبره أن نارا هائلة أحرقت كل ما في السوق: "جالي تليفون من العمال بيقولوا لي الحقنا هنموت، نزلت جري وعقبال ما جيت لقيتها صفيت خالص ملحقتش أنقذ أي حاجة من البضاعة".
يملك "إبراهيم" محلين لبيع الأحذية داخل السوق، قدر خسارته فيها بنحو 500 ألف جنيه، وهو ما كان صادما بالنسبة له: "مش عارف هعمل إيه، وربنا يعوض علينا خسارتنا".