سائق فقد سيارته في حريق "الإسماعيلية الصحراوي": كانت مصدر رزقي الوحيد
عاطف سائق الميكروباص الذى احترقت سياراته فى الحادث
بجوار سيارة "ميكروباص" محترقة بموقع حادث حريق أنبوب النفط بطريق الإسماعيلية الصحراوي، يقف عبدالرحمن علي في العقد الثالث من عمره، ومعه عدد من أصدقائه، جاءوا لمتابعة مصير السيارة المتفحمة التي يمتلكها عمه عاطف زايد 55 عاماً، أحد سكان منطقة المطرية ويعمل سائقاً منذ عام 1998، يراقب السيارة لمعرفة الوجهة التى ستنتقل إليها.
يقول عبدالرحمن: "مكنتش متخيل إنى هاشوف المنظر ده، منظر مخيف العربية متفحمة بشكل غريب والعربيات وهى واقفة جنب بعض ومتكدسة كأنهم محشورين فى فرن، ربنا يعوض الناس"، مشيراً إلى أنه تلقى أوامر من عمه مالك السيارة بمتابعة السيارة ومعرفة الوجهة التى ستنتقل إليها السيارة ليثبت حقه فى التعويض، وأن عمه الذى كان يعمل سائقاً على السيارة يحرر محضراً لإثبات حالته أملاً فى التعويض.
عاطف توجه عقب الحادث إلى محكمة التجمع الخامس للإدلاء بشهادته في الواقعة فيقول: "جحيم وولع فجأة الأرض بقت شعلة نار، واتخرب بيوت ناس كتير، والمسؤولين السبب فضلوا سايبين العربيات من غير ما يمنعوا الكارثة إنها تحصل"، مشيراً إلى أن زيت النفط تسرب مدة أكثر من نصف ساعة قبل اندلاع الحريق ما يعتبر وقتاً كافياً لكسر الرصيف المجاور وعبور السيارات إلى الجانب الآخر للهرب، وكذلك إجراء تحويلات مرورية لمنع قدوم السيارات إلى موقع الحادث، مشيراً إلى أنه يعمل على سيارة ميكروباص على خط السيدة عائشة لموقف العاشر وبسبب الإنشاءات وعمل نفق مشاة لخط المترو على الطريق كان عليه أن يسلك نفق بلبيس ثم العودة إلى طريق الإسماعيلية، وأن هذا ما جعل السائقين يعتادون على الزحام يومياً ولكن لم يكن أحد يتوقع أن الزحام هذا اليوم يكون بسبب كارثة تسرب نفطى: "فجأة لقينا نفسنا دخلنا فى قلب المازوت والعجل كابس عليك ورا منك والمازوت بيتقدم وبينزل تحت العربية، ولقيت النفق بيزيد المازوت وفاجأة النار ولعت من ورا والنفق ولع فجريت أهرب من النفق لقدام على أساس ألاقى سكة، كان اللودر عامل خبطة كدة بسيطة فى الرصيف علشان اللى يعرف يعدى بس ما كملهاش وراح يجيب ردم علشان يردم المازوت".
ويشير "عاطف" إلى أنه كان يركب معه 8 مواطنين عندما رأوا النيران هربوا من السيارة ولكن بسبب المازوت تسبب فى سقوطهم على الأرض من لزوجة السائل، وأن أحد ركابه لحقت النيران بقدمه حتى هرع إليه لينقذه من اشتعال قدمه باستخدام الرمال على جانبى الطريق، قائلاً: "أنا أصلا نزلت من العربية أقول للناس ترجع علشان نعرف نهرب بس اتزحلقت على ضهرى لدرجة إن رجلياً طلعت فى وش واحد كان راكب عربيته"، موضحاً أن سيارته كانت جديدة موديل 2020 قام بشرائها مع بداية العام، ويبغ ثمنها 380 ألف جنيه هى كل رأس ماله الذى ينفق منها على 4 من الأبناء، مناشداً بتعويضه بقيمة السيارة ليتمكن من شراء بديلة والاستمرار فى عمله، قائلاً: "أنا ماليش شغلانة غيرها ودى كانت مصدر رزقى الوحيد، ربنا أنقذنا من الحريق وأتمنى الحكومة تنقذنا من الجوع".