لم ترغب "ريان سكر" الفلسطينية، التي تقيم بلبنان في جلسة تصوير تقليدية لخطوبتها، حيث تتجه العروس بعد ارتداء الفساتين الرقيقة بالألوان الزاهية فى منطقة وسط البلد، بالسيارة الفخمة، ومن وراءها تتبدى طبيعة لبنان الساحرة.
بل أرادت "ريان"، أن تبدو طبيعة الحياة التى تعيشها فى مخيم "شاتيلا" للاجئين الفلسطينيين، البسيطة التي تجمع بين الألم والأمل."أنا من بلدة يافا من فلسطين، انتمى إلى هناك واعتز دوما، على أمل الرجوع يوما ما، ودراستي فى مجال الإعلام بجامعة بيروت العربية، جعلتنى أدرك أهمية توثيق كل شيء في حياتنا، خصوصا إذا كنت أصلا تفتقد إلى أرضك، وكان القرار أن أتجول بفستان الخطبة ومعى خطيبى في المخيم ونتلقط الصور التي تظهر بعض الجمال بين ثنايا معاناة أهل المخيم، لتكون ذكرى لنا، بأننا كنا هنا" كلمات ريان التى تعمل فى منصة إعلامية إلكترونية تهتم بشئون اللاجئين الفلسطينيين.
يبدو التقاط صور فى مخيم شاتيلا الفلسطيني للبعض عاديا لا غرابة فيه، حسب ريان، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء هو أن المخيم كان شاهدا على أحداث قتل وذبح بين القوات الإسرائيلية المحتلة واللاجئين الفلسطينيين فى السبعينيات،: "المخيم حالته صعبة، وظروف الناس به أصعب، فالعشوائيات تنتشر، وخطيبى كان رافض للفكرة، رغم أنه يعمل فى مجال الإعلام فى نفس المنصة، ولكن أنا أقنعته أنه لابد أن نتلقط صور فى مكان يشبهنا فى طفولتنا وفى نضوجنا، وفى انتماءنا".
عربات قديمة محطمة، شوارع غير ممهدة، جدران متلاصقة، فتخلق شوارع لا تتجاوز مسافة أكثر من متر للمرور، وبيوت قديمة على وشك الانهيار كانت تفاصيل بعض الصور التى التقطتها "ريان" خلال خطوبتها فى المخيم: "لم أتوقع كل هذه الضجة والوصف بالغرابة بسبب بضعة صور، ولكن أتوقع أن السبب هو ارتباطنا بالقضية الفلسطينية، التى رآها البعض حية، ونحن أيضا أردنا ذلك".
تعليقات الفيسبوك