"أمجد" جزار يبحث عن حيل لجذب الزبائن: مكان معقم وأضحية شرك
أمجد داخل محل الجزارة
حالة من الركود في البيع عاشها الخمسيني أمجد الصغير، صاحب محل جزارة في منطقة عين شمس بالقاهرة، منذ أن بدأت أزمة كورونا وأخذ الفيروس في الانتشار يومًا بعد آخر، الأمر الذي امتد تأثيره إلى موسم عيد الأضحى، ذلك الموسم الأكبر بالنسبة له خلال العام، ما دفعه إلى تقديم مجموعة من العروض لزبائنه، محاولا جذبهم مرة أخرى، تارة بتخفيض الأسعار، وتارة أخرى بطرح حلول بديلة للتضحية هذا العام تجنب المضحي مخاوف "كورونا".
"القوة الشرائية خلال الفترة اللي فاتت انخفضت بحوالي 30% عن العادي بتاعها، الكميات المستهلكة من اللحوم أو من الدبايح قلت جدا في بعض الأماكن، وده خلى الأسعار مش مرتفعة أوي في العيد لأن لما بيكون فيه سحب وقوة شرائية قبل العيد بيعمل ضغط وبتخلي الأسعار ترفع".
ويتابع "أمجد" الذي يعمل في هذه المهنة منذ نحو 40 عامًا، موضحًا أن هذه الحالة من قلة الإقبال على الشراء هي ما جعلته يشعر بضرورة أن تكون هناك بدائل تجذب الزبائن مرة أخرى: "حسينا إننا لازم يكون فيه تنازل من ناحيتنا شوية عشان نقدر نساعد عميلنا، لإنك لو مقدرتش تساعده هيحجم عن الشراء وهيروح يدور على أي بديل سواء صك أو غيره".
تفاوت الأسعار وتنوعها كان هو السبيل الأكثر جذبًا للزبائن في الظروف العادية، بحسب "أمجد" وهو ما جعله يسعى إلى توفير ذلك في محله قدر المستطاع: "إحنا عاملين عروض كتيرة على الأسعار وعاملين تنوع فيها، يعني سعر العجل عندنا بيبدأ من 15 ألف جنيه لحد 30 ألف جنيه، وبالتالي الزبون عنده تنوع وعلى حسب إمكانياته هيلاقي ومفيش حاجة مش هتبقى مش موجودة وكل الناس هتلاقي اللي هي عايزاه".
طبيعة المرحلة الحالية فرضت على "أمجد"، أن يبحث على أمور أخرى غير تنوع الأسعار يجذب بها زبائنه، كان من بينها إمكانية المشاركة في الأضحية بجزء منها مع آخرين لا يعرفهم المضحي، وإنما يعرفهم الجزار نفسه ويعمل على تجميهم: "فيه بعض الناس مش هتقدر تشتري عجل كامل، وبالتالي عملنا حل للموضوع ده عندنا إن كل مجموعة تبقى شرك في عجل وسعره يتقسم عليهم، وده بيقلل على كل واحد فيهم تكلفة الدبح وفي نفس الوقت بياخد كمية لحمة معقولة في سعر في المتناول وقريب من سعر الخروف لو هيشتريه، وطبعا بيجي يشوف الأضحية بتاعته قبل ما تدبح وكمان بيجي يقف على ذبحها"، معتبرًا ذلك حلا لمن هم في تخوف هذه الفترة من التضحية بسبب الأزمة الراهنة ولجوئهم إلى الصكوك: "الأصل في الأضحية إنها تدبح قدام عينك عشان لما عيالك يشوفوا ده يعملوه لما يكبروا، لكن لو وصلنا إن كلنا بنعمل صكوك مع الوقت الأجيال الجاية مش هتبقى عارفة يعني إيه أضحية، وبالتالي ده حل وسط بين الصك وبين إنه يضحي بنفسه في البيت".
يرى "أمجد"، أن اعتماد المضحي على محل الجزارة في ذبح أضحيته وتقطيعها يجنبه الكثير من الخوف هذه الفترة، معبرًا عن ذلك بقوله: "فيه ناس عندها تخوف إنهم يجيبوا جزار ويدخلوه عليهم البيت ويدخلوا الأضحية صاحية البيت، لأن ديه فعلا مشكلة كبيرة، لأن الجزار ده بيطلع من بيت ويدخل بيت تاني وبالتالي هيعرضهم للخطر، في حين إن المكان عندنا مثلا هيكون مجهز وكل الناس الموجودة هتكون واخدة كل الإجراءات الاحتياطية المطلوبة، على الأقل عشان نحافظ على نفسنا، وهيبقى دور صاحب الأضحية إنه لما يجي يكون محافظ على نفسه وملتزم بإجراءاته الاحترازية عشان يشوف بعينه أضحيته وهي بتدبح".
تفهم الناس لهذه الطريقة في ذبح الأضحية وشرائها هو ما يراهن عليه "أمجد"، حتى في ظل انخفاض القوة الشرائية: "تفهم الناس للنقطة دي موجود بشكل كبير، واعتماد الناس على إنها تجيب الأضحية في البيت وبعد كده الجزار يجي يدبحها دي هتقل بنسبة 50% الموسم ده، إلا بقى اللي عنده أماكن كبيرة وواسعة ودي فئة مش كبيرة وأغلبها موجود في الأرياف وفي القرى".