لأول مرة منذ سبعة قرون الليلة الختامية لأبو الحسن الشاذلي بدون مريدين
كورونا تمنع أتباع الطرق الصوفية من حضور المولد السنوي للشاذلي
مسجد وضريح ابو الحسن الشاذلى.. صورة أرشيفية
تمر الليلة الختامية لمولد أبو الحسن الشاذلي، جنوب البحر الأحمر، والتي تتزامن مع وقفة عرفات من كل عام، لأول مرة منذ أكثر من سبعة قرون بدون مريديه، من أتباع الطرق الصوفية، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة من أجهزة البحر الأحمر بتنسيق مع مديرية الأمن تطبيقا لقرار منع الاحتفالات والمؤتمرات العامة كإجراء احترازي منذ جائحة كورونا المستجد.
منذ وفاة القطب الصوفى «أبوالحسن الشاذلى» فى صحراء حميثرا وهو فى طريقه لأداء فريضة الحج، عام 1259، لم تنقطع الاحتفالات من أتباعه ومحبيه ومريديه، بمشاركة الآلاف من المنتمين للطرق الصوفية والحامدية الشاذلية، بجوار ضريحه ومسجده وذلك في القرية التي سميت باسمه "قرية الشيخ الشاذلى" التابعة لمدينة مرسى علم بصحراء وادي حميثرة جنوب محافظة البحر الأحمر.
ودائما وأبدا يأتي الاحتفال بالليلة الختامية بالمولد من كل عام بالمبيت بالقرب من المقام والصعود لأعلى جبل حميثرا ليلاً، فى اليوم التاسع من ذى الحجة، تزامنا مع وقفة عرفات ويأتي محبوه أعلى حميثرة يُكوِّمون الأحجار فوق بعضها البعض وهم يدعون الله أن يستجيب لآمالهم وأحلامهم وطلباتهم، ويرددون: «شاذلى يا أبوالحسن».. و«مدد يا أبوالحسن»، وذلك بالتزامن مع بدء مناسك الحج فى الأراضى المقدسة، اعتقادا منهم أن زيارة المنطقة 4 أو 5 مرات تعادل حجة لبيت الله الحرام والنزول صباح يوم العيد وذبح الأضاحى.
ومنعت كورونا هذا العام من استقبال قرية الشيخ الشاذلي بوادي حميثرا جنوب مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، الآلاف من المريدين من أتباع الطرق الصوفية والحامدية الشاذلية ومحبي وزائري سيدي أبوالحسن الشاذلي للاحتفال بمولده.
وأكد الدكتور كمال سيف وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر، أنه تم حظر أي احتفال أو تجمعات، نظراً لما تمر به البلاد وتفعيلا لقرار مجلس الوزراء بوقف الأنشطة والفعاليات منها الموالد، وكذلك قرار وزارة الأوقاف بغلق الأضرحة وعدم إقامة أي احتفالات أو موالد، مضيفاً أنه تم تشديد الرقابة على الاحتفال بمولد أبو الحسن الشاذلى، بتنسيق مع المحافظة ومديرية الأمن ومجلس مدينة مرسى علم وقسم شرطة مرسى علم َومن يخالف ذلك يعرض نفسه للعقاب.
َوأشار وكيل وزارة الأوقاف أن سيدي أبوالحسن الشاذلي، والذي يعد من أعلام الصوفية وقطب من أقطابها، ولد في المغرب وعاش معظم سنين حياته في تونس ومصر وأنشأ مدرسة الصوفية، ولازال أتباعها وتلاميذها ينتشرون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ويكونون فرقا صوفية كثيرة تشعبت كلها عن الفرقة الأصلية التي أنشأها ونسبت إليه وهي الفرقة الشاذلية.
جدير بالذكر ولد أبوالحسن الشاذلي في أواخر القرن السادس الهجري في سنة 593 هـ في قرية غمارة بالقرب من مدينة سبتة بالمغرب الأقصى.
ونشأ "أبوالحسن" في قريته "غمارة"، وفيها تلقى علومه الأولى وحفظ القرآن، ثم رحل إلى تونس، ثم واصل رحلته إلى مصر فدخل مدينة الإسكندرية ومر بأرض مصر، وخلال رحلته الأخيرة لأداء فريضة الحج وهو مار بصحراء حميثرة جنوب غرب مرسى علم فى 1259 كانت حجته الأخيرة، وطلب من خادمه أن يأخذ معه فأسا، وعند وصوله إلى حميثرا بالبحر الأحمر اغتسل وصلى ركعتين ومات وبعدها ودفن في مقر ضريحه الحالي بوادي حميثرة بمدينة مرسي علم جنوب البحر الأحمر.