رغم التحذيرات المتكررة للالتزام بذبح الأضاحي داخل المجازر، وتنديد الناشطين في مجال حقوق الحيوان بمعاملة الأضاحي برفق وتطبيق الشريعة الإسلامية في عملية الذبح، إلا أنّ الانتهاكات الممارسة ضد الأضاحي أثناء عملية الذبح مازالت مستمرة.
وحسب ما رصده أطباء بيطريون ونشطاء في مجال حقوق الحيوان، فبعض الجزارين تعاملوا بعنف شديد، منها ما قام به جزار في القاهرة، إذ قطع أوتار قدم الأضحية ليشل حركتها فلا تستطيع المقاومة، وآخر ذبح الأضحية على عدة مراحل ما يعني تعرضها للتعذيب، وثالث رفع عجل باستخدام ونش، لذبحه فوق السطوح هربا من غرامة الذبح خارج المجزر.
شرف الدين فيصل، طبيب بيطري، رصد وقوع بعض المحالفات من قبل الجزارين: "من أسوأ مشاهد التعذيب إن الجزار يقطع أوتار الحيوان عشان يشل حركته، ده بيكون مؤلم جدا من الناحية الجسدية، ومؤلم نفسيا لأنه بيرفع هرمون الخوف عنده، وممكن يعمل أي حركة مفاجأة تؤذي الجزار نفسه، ومن الناحية الطبية ده غلط لأن ممكن يحصل كسر لو ضغط جامد على رجليه وتحصل تجمعات دموية على العضلات، وده معناه إن الذبيحة مش هتتخلص من الدم كله".
الواقعة الأخرى التي رصدها "فيصل"، لجزار في مدينة الإسكندرية، ذبح الأضحية على عدة مراحل، ما تسبب في شعورها بآلام شديدة، وهو مخالف لشروط الذبح الصحيح في الشريعة الإسلامية، وهو قطع الشريان الجانبي من الجهة اليمنى أو اليسرى، مرورا بالبلعوم والقصبة الهوائية: "الحركة اللي عملها دي ممكن تعمل تجمع للدم وده مش صحي".
وندد فيصل، بمشاهد الذبح خارج المجازر، بما يتنافى مع البيئة الصحية، خاصة مع انتشار الدماء وبقايا قطع الأضاحي في الشوارع: "بيلوث منظر العين وبينشر ريحة وممكن ينقل الأمراض"، مؤكدا أنّ الذبح دون إشراف بيطري خطأ كبير، وقد تكون الأضاحي حاملة لبعض الأمراض التي تنتقل للإنسان، ومنها السل، فاشيولا الكبد، الديدان الشريطية، البروسيلا.
ورغم مناداة شهاب عبدالحميد، رئيس جمعية الرفق بالحيوان، بعدم الذبح خارج المجازر وفقا للقانون رقم 517 الخاص بالمجازر، والذي ينص على توقيع عقوبة تتراوح بين 500 و2000 جنيه، إلا أنّ معظم أصحاب الأضاحي لا يلتزمون: "قلنا كتير بلاش حد يلجأ للذبح بره المجازر ده مش صحي تماما، ده غير إن على طول بنطالب بالتعامل برفق مع الأضحية وعدم تعذيبها وبرضو مفيش التزام".
يرى عبدالحميد أنّ هناك جهل كبير بين الجزارين في التعامل مع الذبيحة، وقد تتأثر نفسيا وتدخل في حالة هياج، وقد تصيب الجزار والمحيطين بها دفاعا عن نفسها.
وأكد أنّه من شروط الذبح وفقا للشريعة الإسلامية، الحرص على راحة الأضحية، إخفاء السكين، عدم الذبح أمامها، وأن تكون من بهيمة الأنعام، وتبلغ السن المعتبر شرعا في الضان 6 أشهر وفي الماعز سنة، وفي البقر سنتان، وفي الإبل 5 سنوات، وتكون سليمة من العيوب كالعورعاء، والعرجاء والمريضة والعجفاء والحامل.
تعليقات الفيسبوك