العالم ينتظر "لقاحات كورونا".. وروسيا تعلن الفوز بالسباق
الصحة العالمية تشدد: يجب اتباع آليات "صارمة" عقب إعلان "موسكو"
العالم ينتظر "لقاحات كورونا".. وروسيا تعلن الفوز بالسباق
ينتظر العالم لقاحًا آمنًا وفعالًا لفيروس كورونا المستجد، الذي يحصد الأرواح، حيث توفى حوالي 735 ألف شخص جراء الفيروس التاجي، وتجاوزت حالات الإصابة 20 مليون حالة، على مستوى العالم، في ظل سباق دولي لتطوير لقاحات ضد "كورونا" للقضاء على الوباء الذى أغلق المدن وأثار الخوف والرعب في نفوس الناس، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، أن بلاده طوّرت أول لقاح يوفر "مناعة مستدامة" ضد الجائحة.
وقال بوتين، خلال اتصال عبر الفيديو مع وزراء حكومته: هذا الصباح، ولأول مرة في العالم، جرى تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا المستجد في روسيا، مؤكداً أن اللقاح خضع للفحوصات اللازمة، بحسب ما ذكرته قناة العربية
وأضاف أن إحدى بناته تلقت جرعة من اللقاح وهي بصحة جيدة. وأعلنت السلطات الروسية أن العاملين في المجال الطبي والمعلمين وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر سيكونون أول من يحصلون على اللقاح
وأكدت روسيا، اليوم، أنها ستبدأ إنتاج لقاح كورونا الروسي، الذي أطلقت عليه اسم "سبوتنيك"، في سبتمبر المقبل، فيما أشارت إلى أن 20 دولة قدمت طلبات للحصول اللقاح، الذي طوره مركز "نيكولاي غاماليا" في موسكو، بعد أقل من شهرين من البدء بالاختبارات البشرية.
وتعد روسيا أول دولة تسجل لقاحا لفيروس "كورونا" المستجد، في الوقت الذي أبدى فيه كثير من العلماء من روسيا وخارجها شكوكاً تجاه اللقاح، وتساءلوا عن قرار تسجيله قبل تجارب المرحلة الثالثة التي تستمر عادة لعدة أشهر وتضم آلاف الأشخاص.
بدورها، شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتباع آليات "صارمة" عقب إعلان روسيا التوصل للقاح ضد "كورونا"، وكانت المنظمة أوضحت، في وقت سابق، أن الجائحة سيمتد أثرها لعقود، بعد ستة أشهر على إعلان حالة الطوارئ العالمية، وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن "هذه الجائحة أزمة صحية لا نشهد مثلها سوى مرة كل قرن وسنشعر بآثارها لعقود".
وضمن المنافسة، في سباق محموم بين الدول، من أجل إنتاج لقاح ضد فيروس "كورونا"، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أغسطس الجاري، أن شركتي "سانوفي" الفرنسية و"جلاكسو سميثكلاين" البريطانية ستزودان الحكومة الأمريكية بمئة مليون جرعة من لقاح تجريبي لفيروس "كوفيد-19"، كما ستدفع الحكومة الأمريكية ما يصل إلى 2.1 مليار دولار للشركتين لتزويدها بما يكفي من اللقاح لتطعيم 50 مليون شخص مع خيار شراء 50 مليون جرعة أخرى.
وقال وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار، أمس، إن أي لقاح أو علاج تتوصل إليه الولايات المتحدة لمرض فيروس كورونا المستجد، سيصبح متاحا أمام بقية العالم فور تلبية احتياجات بلاده.
وأضاف، للصحفيين أثناء زيارة لتايوان: "في مقدمة أولوياتنا بالطبع تطوير وإنتاج كمية كافية من اللقاحات والعلاجات الآمنة والفعالة التي توافق عليها إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية للاستخدام في الولايات المتحدة، لكننا نتوقع أن تكون لدينا القدرة، فور تلبية هذه الاحتياجات، أن نتيح هذه المنتجات في العالم وفقا لعمليات توزيع تتسم بالعدل والمساواة سنتشاور بشأنها في المجتمع الدولي".
كما قالت شركة "مودرنا" الأمريكية، فبل 4 أيام، إنه جرى تسعير جرعة لقاحها التجريبي لفيروس كورونا بين 32 و37 دولارا في المتوسط بالنسبة للتعاقدات الخاصة بالصفقات الأصغر حجما، أي أعلى من السعر الذي حددته الصفقة الأمريكية للقاح المرشح لشركة "فايزر".
وأكدت شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "بيونتك" وشركة صناعة الأدوية الأمريكية "فايزر"، آواخر يوليو الماضي، أنهما ستبدآن دراسة عالمية مهمة للغاية لتقييم لقاحهما الذي يحتل الصدارة بين اللقاحات المحتملة لمرض "كوفيد-19".
وإذا نجحت الدراسة، فسيمكن للشركتين تقديم اللقاح للحصول على الموافقة لإدراجه على اللوائح التنظيمية في أكتوبر، الأمر الذي يضع أقدامهما على المسار الصحيح الذي يمكنهما من توفير ما يصل إلى 100 مليون جرعة بنهاية عام 2020، و1.3 مليار جرعة بنهاية عام 2021. ويُعطى كل مريض جرعتين من اللقاح للمساعدة في تعزيز جهازه المناعي، لذا فإن أول 100 مليون جرعة ستكون كافية لتطعيم حوالي 50 مليون إنسان، بحسب شبكة "سكاي نيوز".
ووقعت اليابان اتفاقا مع تحالف "بيونتك - بفايزر" الألماني-الأمريكي للحصول على 120 مليون جرعة.
وبالنسبة للصين، فقالت وزارة الصحة البحرينية إن شركة "سينوفارم" المملوكة للحكومة في بكين، بدأت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح "كوفيد-19" في المملكة، وكان الجيش الصيني أجاز، في نهاية يونيو، استخدام لقاح في صفوفه حتى قبل بدء المراحل الأخيرة لتجربته.
وذكرت وزارة الصحة في البحرين أن الدراسة التي تستخدم لقاحا غير نشط ستشمل حوالي 6 آلاف متطوع من المواطنين والمقيمين في البحرين على مدى 12 شهرا، وبدأت تجارب مماثلة في الإمارات الشهر الماضي، وتمثل التجارب البشرية التي بدأت في العاصمة الإماراتية أبوظبي في منتصف يوليو، شراكة بين مجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية التابعة لـ"سينوفارم" وشركة "جي 42" المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي.
وفي بريطانيا، أظهرت تجارب سريرية على متطوعين، أن لقاح "أسترا زينيكا" الخاص بوباء "كوفيد-19"، الذي تطوره جامعة "أكسفورد"، آمن وقد ولّد مناعة في صفوف الذين حصلوا عليه.
ولم يتسبب اللقاح الذي يحمل اسم "AZD1222" بأي أعراض جانبية، ولم يلحق أذى بالأجسام المضادة، واستجابة "الخلايا التائية"، حسبما أظهرت النتائج التي نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية، وفق ما ذكرت "رويترز".
وقالت الجامعة البريطانية إن التجارب أظهرت أن المتطوعين الذين تلقوا الجرعة الثانية ظهرت لديهم أجسام مضادة، كما تكونت عندهم الخلايا التائية التي تساعد في تقوية الجهاز المناعي في جسم الإنسان.
وتتعاون كل من "أسترا زينيكا" وعلماء بريطانيين من جامعة "أكسفورد" على تطوير هذا اللقاح الذي وقعت بريطانيا صفقة لتوفير 100 مليون جرعة منه، وفق "الأسوشيتد برس".