شنودة: أجهز لبرنامج جديد بعنوان هارموني والفن دون الصحافة مجهود مركون
الموسيقار الكبير: الدين يعلمنا حب الأوطان
الموسيقار هاني شنودة
الموسيقار هاني شنودة، صاحب تجربة تقترب من نصف القرن من العمل الفني، تحوى العديد من المحطات البارزة، يعتبره النقاد "عراب" الموسيقى الحديثة، وهو صاحب أول فرقة مصرية حديثة تغني باللهجة المصرية "المصريين"، كما ساهم في اكتشاف محمد منير، واكتشف عمرو دياب وقدمه للساحة الفنية، بالإضافة إلى إسهاماته الكبيرة في تطوير الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات، فى مذكرات هاني شنودة الصادرة مؤخرا، عن دار ريشة، تحدث شنودة لـ "الوطن" عن كواليس المذكرات، كما كشف "العراب" عن كواليس مشروعه فى الفترة المقبلة:
*كيف جاء قرار كتابة مذكراتك الصادرة مؤخرا؟
أثار الفكرة الكاتب الصحفى مصطفى حمدي، وفى البداية سجل حوارا وتطور الحديث، فقال إنه سيسجل مجموعة من الحوارات وينشرها فى صورة مذكرات، واتفق بالفعل مع دار نشر "ريشة"، وأنا لا أرفض التعاون مع الإعلام، لأنى أرى أن الصحافة والفن ساقين للعملية، فالفن من غير إضاءة الصحافة عليه أو الإعلام عموما، مجهوده مركون فى الدرج وغير معروف للناس، والنجاح يأتي من تسليط الضوء على هذا المجهود.
لفتة طيبة من عمرو دياب عندما استعان بشهادتي عنه في برنامج "الحلم"
*تحدثت عن تأثرك بالأجواء الصوفية والموالد في طنطا.. أليس ذلك غربيا؟
أنا مصري وطني أولا وقبل مسألة الدين، وهذه الأجواء جزء من المكون الثقافي لهذا البلد، وربنا علمنا في الدين أن ارتباطنا ببلادنا أمر مهم وضروري، والنبي محمد عندما هاجر من مكة إلى المدينة قال: "أنت أحب البلاد إلى.. ولولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، وأنا هنا أتحدث عن البلد، ولا أحب الكلام في الدين أو السياسة، ففي السياسة المعلن هناك جانب خفي، ومن الضرورى أن تكون هناك أمور خفية فى السياسة، لأن هذه الأمور الخفية لو قيلت لفقدت قيمتها ومعناها، نتخيل معا لو أن الرئيس السادات أعلن عن موعد حرب أكتوبر قبلها بيومين فماذا كانت ستكون النتيجة، وأنا أقول إن البلد الذى يحتمل تنوع الأفكار والرؤى، المطروحة اتجاه واحد هو "الوطنية" بلد ناجح ونحن الحمد لله بلد ناجح، فالأمر يشبه الألماظ وهى أقوى معدن، ولديه القدرة على قطع كل المعادن الأخرى، ومصدر قوته كون الألماظة متعددة الأوجه، لكنها فى اتجاه واحد، وكل وجه يسند الوجوه الأربعة المحيطة به.
*لك دور رئيسي في تقديم نجمى الغناء محمد منير وعمرو دياب إلى الساحة.. فما شكل العلاقة التى تجمعكم حاليا؟
الأب الروحى الحقيقي لمحمد منير، هو عبدالرحيم منصور، لكن أنا أحد شركاء الرحلة، وبعد مرور السنوات، ظللنا أنا ومنير متمسكين بالمساحة الإنسانية والصداقة والمحبة التى كانت رباطًا متينًا أمام هذه الأمواج العنيفة، وظلت ألحانى محفورة فى قلب منير، يعود لى من حين لآخر، فنقدم معًا شيئًا مختلفًا مثل "حاضر يا زهر"، التى كانت فى الأساس أغنية ضمن مسرحية اسمها "كمبورة" بطولة سيد زيان، منير استمع إليها وأعجبته، فغيّرنا بعض الكلمات، وغناها وحققت نجاحًا كبيرًا، أما عمرو دياب فقد تحدثت عنه كثيرًا في الإعلام، وعن مثابرته لبلوغ هدفه منذ أول لقاء معه فى بورسعيد، وقد استعان بشهادتي في برنامج "الحلم" الذى تناول سيرته الذاتية، كانت لفتة طيبة منه تعكس تقديره لأساتذته الأوائل وشركاء الرحلة.
أرحب بالتعاون مع الصحافة دائما.. والفن من غير الإعلام مجهود مركون في الدرج
*رويت فى المذكرات أن والدك الصيدلي ترك لك اختيار مجال الفن.. كيف حدث ذلك؟
*لم يكن الأمر سهلا أن يقتنع والدي بذلك، بل استدعى أعمامى وقتها في الأجزخانة، لإقناعى بالعدول عن القرار، وقال أعمامى يومها "احنا معندناش حد فى العيلة اشتغل موسيقى، وعايزينك تمسك أجزخانة والدك، وسبتهم يتكلموا، وبعدين قلت لهم: أنا لو هطلع صيدلى، عايز كل واحد فيكم يتبرع لى بفدانين، علشان أستند عليهم لما أفشل فى الصيدلة، لكن لو طلعت موسيقى هقوم بنفسي ومش محتاج حاجة من حد"، وبالليل سمعت والدى يقول لأمى "أما أنت خلفتى حتتة ولد.. ده كتم أعمامه"، ومن هنا كان تأييد والدى لقراري بالتوجه إلى دراسة الفن، فأنا رجل قدرى، والفن شغلتى وكان شغفى من البداية، و أنا اخترت المجال الذى لدي شغف به، فأى واحد ينقصه الشغف في مهنته، كان الله فى عونه.
*ما المشروع القادم في الفترة المقبلة؟
*أحضر حلقات حاليا برنامج بعنوان "هارمونى" على اليوتيوب، ومعروف أن كلمة هارمونى تعني "توافق" ومن المفروض أن الناس تعيش الهارمونى الخاص بها، فى مجتمعها، والبرنامج عبارة عن تواصل بديل مع الأقارب والأشقاء الحقيقيين والافتراضيين بعد الحظر بسبب كورونا، وسأتحدث خلاله عن موضوعات اجتماعية وإنسانية بالإضافة إلى الموسيقى بالطبع، سيبدأ بث البرنامج خلال أسبوعين، وبدأت التحضير للبرنامج بعمل صفحة رسمية لى على تويتر للتواصل مع الناس.