حسين الجسمي قبل 6 سنوات.. أنا ومصر عينان في وجه واحد
في ذكري ميلاده.. "الوطن" تعيد نشر تصريحات سابقة للفنان حسين الجسمي
حسين الجسمي.. عاشق مصر.
في مثل هذا اليوم 25 أغسطس عام 1979، ولد الفنان الإماراتي العاشق لمصر حسين الجسمي، الذي غنى لمصر وأهلها بحب وإخلاص، غنى العديد من الأغاني باللهجة المصرية، معبراً من خلالها عن نبض الشارع المصري.
بدأ "الجسمي" مشواره الفني في السابعة عشرة من عمره في برنامج اكتشاف المواهب ضمن مهرجان دبي للتسوق، وفاز بالمركز الأول عن فئة الهواة، وشارك في تأسيس فرقة موسيقية تسمى "فرقة الخليج".
بعد أن نال شهرة واسعة علي الساحة الفنية بالخليج العربي، كان علي موعد أن يطرب مسامع المصريين بأغان خاصة لمصر وشعبها قدمها باللهجة المصرية، ومن بين تلك الأغاني "أهل كايرو، بشرة خير، سيادة المواطن ابن مصر، 6 الصبح، تسلم إيدينك، محدش مرتاح، قول رجعت ليه"، تلك الأغاني التي ميزته عن غيره، حتى تعالت أصوات محبيه، مطالبين بمنحه الجنسية المصرية حبًا له.
وتستعرض "الوطن" بعض التصريحات السابقة التي اختص بها الجريدة أثناء الحوار مع الفنان المبدع حسين الجسمي في التقرير التالي:
الفنان حسين الجسمي بدأ حديثه عن أغنية «بُشرة خير» التي حققت نجاحاً كبيراً فور طرحها، قائلاً: كنت أفكر منذ فترة في تقديم أغنية للشعب المصري في هذا الوقت الحاسم من حياته، سياسياً واجتماعياً، ولأن الشاعر أيمن بهجت قمر صديقي ورفيقي في العمل، وصاحب مجموعة من أشهر أغنياتي، رحبت على الفور بأغنية «بُشرة خير»، فور أن تلقيت اتصالاً منه يطرح فيه فكرة الأغنية، فأعجبتني وأحسست بأن الشارع المصري يحتاج للابتسامة والفرحة التي مهما «لفّيت العالم» لن ترى جمالها إلا على وجوه المصريين، وأتمنى أن تكون «بُشرة خير» فعلاً لأحبائي المصريين في حاضرهم ومستقبلهم، متمنياً لهم الاستقرار الدائم.
وعن التفاصيل التي حدثت في الكواليس بينه وبين «قمر» حتى خرجت الأغنية للنور، وهل كانت كلمات الأغنية الشعبية صعبة عليه، أجاب: لا.. لم تكن هناك صعوبات، حيث قدمنا الأغنية بمنتهى السلاسة، وأحببت كلماتها البسيطة، ولحنها الذي وضعه المبدع عمرو مصطفى، وبدأنا التنفيذ فوراً، وبالنسبة للكلمات لم أجدها صعبة على الإطلاق وحفظتها بسهولة، وخاصة أن اللهجة المصرية ليست جديدة علىّ، حيث قدمت العديد من الأغنيات المصرية بكلمات أكثر صعوبة، وسعدت بشكل خاص بهذه الأغنية لأنها تخاطب الشعب المصرى فرداً فرداً، في القرى والمدن والشوارع، وهذا يحقق ارتباطاً وحميمية بيني وبينهم، وأتمنى أن تكون الأغنية حققت هدفها.
وبالنسبة لما قدمته «داليدا» ومحمد منير من قبل أغنيتين تخاطبان المصريين ومدنهم، وهما «حلوة يا بلدي» و«تعالى نربط أسامينا»، وخشيته المقارنة بهاتين التجربتين الناجحتين، قال: لم أفكر في ذلك أبداً، بل أحببت أن أشجع المصريين على قول كلمتهم لتحديد مصيرهم، وعموماً كل شىء جرى بمحبة شديدة، وأسعدني أن أخاطب الشعب المصري في كل قرية ومدينة.
وتابع "الجسمي" غنيت الأغنية للشعب المصري كله، وكان هدفها الوحيد هو حث المصريين على المشاركة في هذه اللحظات الحاسمة، وتحديد مصيرهم فقط لا غير، ولم أرَ أي كلمة في صالح شخص بعينه، فأنا أحب الشعب المصري، وهو هدفي الأول والأخير، وأخاطبه هو فقط بكل طوائفه.
وعن رأيه في نجاح الأغنية، قال: الأمر الذي يخرج من القلب يدخل إلى القلب مباشرة ودون استئذان، ولا أستطيع أن أقول إني توقعت كل هذا النجاح، وأي فنان مهما كانت قدرته واجتهاده لن يستطيع تحديد مقدار النجاح الذى سيحصل عليه، والحمد لله هو توفيق من الله، وتجسيد لمعنى واحد وهو أن الصدق هو أقصر الطرق لكل الأشياء، وأنا أحب المصريين من كل قلبي، وحبهم لي شعور متبادل، من فرط حبي لهم، وأتمنى لهم كل الخير والسعادة.
وأضاف أن الأغنية تميل إلى الإيقاع الراقص، حتى إن كثيراً من المصريين يرقصون عليها في البيوت والشوارع، خاصة أنه لم يقدم هذا اللون الغنائي من قبل.
وتابع حديثه: هي بالفعل تجربة جديدة لي مع هذا اللون الغنائي، ولم أقدمه من قبل، لكني تحمست لها، وسعدت بها، وسعادتي زادت عندما رأيت ردود الفعل، ووجدت المصريين يرقصون وينسون همومهم، على أنغامها وكلماتها، كما أسعدني «الفيديو كليب» الذي جرى تقديمه وعبّر عن جمال وروعة الشعب المصري، وأخرجه المبدع هشام فتحي، وكانت وجهة نظري صحيحة، فالناس لا تحتاج لمواعظ، الناس تحتاج للفرحة، وهي المطلوبة في هذا الوقت، وجاءت في وقتها، و«مصر تستاهل كل خير وتستاهل الفرحة»، وأتمنى أن يتمّها الله عليها.
وعن حرصه على تقديم عدد من الأغانى الوطنية لمصر تحديداً، مثل «أجدع ناس» و«تسلم إيدينك»، و«سيادة المواطن»، وأوبريت «هذه مصر» باللهجة الخليجية، أوضح أنه لا يوجد سر سوى المحبة التي تجمعني بمصر وبأهلها وناسها، فمصر هي قلب الأمة العربية، والمؤثرة في وجداننا جميعًا، ومصلحتها هي مصلحة العرب، وخيرها هو خير لنا جميعاً، ولا يوجد مطرب عربي لم يغنِّ لمصر على مدار العمر، أنا أحب مصر، ومَن في الوطن العربي لا يحب مصر، وشعب مصر، وخفة دم وبساطة المصريين؟ ودائماً أشعر أن المصريين يستحقون كل الحب، وأكثر بكثير مما ينالون.
وتحدث عن نجاحه في تقديم الأغاني الوطنية الذي شجع عدداً كبيراً من المطربين على الاتجاه إليها مؤخراً، وهل أصبحت الأغنية الوطنية موضة، أجاب قائلاً: أعتبر موجة الأغاني الوطنية مشاعر حب نحو الوطن، وأتمنى التوفيق للجميع، وأجدها ظاهرة إيجابية، فالوطن أغلى ما نملك في حياتنا، وهو شرفنا وعزتنا، لذا أشجع ظاهرة الأغاني الوطنية.
وعن مرور الوطن العربي منذ سنوات بأجواء مليئة بالاضطرابات السياسية، وهل يعتقد أن ذوق المستمع تغير بسبب الأحداث، وهل اختياراته للأغاني اختلفت لتناسب ذوق المستمع حالياً، قال: بالتأكيد.. الاضطرابات أثرت في المزاج العام للجميع، فنانين ومستمعين، فكلنا بشر، والمستمع أصبح أكثر حساسية ورغبة فى الانتقاء، ولكن بوجه عام هناك ألوان غنائية عربية متعددة، وعلى الفنان أن يسعى ليقدم ما هو مناسب لصوته وإمكانياته، وهذا له دور كبير فى نجاح الأغنية، وخاصة عندما تكون مناسبة للصوت، والمستمع أو المتلقى يحب كل شيء جميل ومميز، وإذا قدمت له عملاً فنياً باجتهاد، فأعتقد أنه سيتقبله بشكل جيد.
وبسؤاله رغم أغنياتك الوطنية الناجحة فإنك نادراً ما تتحدث فى الأمور السياسية، فهل أنت مع أم ضد أن يتحدث الفنان فى الأمور السياسية، أجاب: أعتقد أن الفن والفنانين وُجدوا لإسعاد القلوب، وهذا هدف كل فنان، ولا أفضل أن يتحدث الفنان في السياسة، فهي لها «ناسها» وأهلها المتخصصون، وأحترم هذا الشيء.
وعن تأثر نجاحاته الفنية بالأزمة التي يعيشها العالم العربي، قال: من الناحية النفسية نعم، أتأثر جداً، وحتى عندما تنجح أعمالي قد لا أفرح كثيراً، فأنا إنسان أتأثر بما حولي، وبمن حولي، وطبيعي أنني عندما أفرح أريد أن يفرح معي كل الناس.
وعن رأيه في انتشار برامج «اكتشاف المواهب» في الفترة الأخيرة واتجاه عدد من المطربين لهذه النوعية من البرامج، أجاب، أرى أنه أمر صحي، وأعتبره «رد جميل» من الفنان إلى الجمهور، فكل فنان منا حصل على حب واهتمام الجمهور كثيراً، ومن حق الجمهور عليه أن يقدم له موهبة تستحق، ويضع بصماته وخبرته في إظهار المواهب للنور، وخاصة لو كانت موهوبة بالفعل.
وتابع شاركت في الموسم الأول من برنامج «إكس فاكتور» مع وائل كفوري وإليسا وكارول سماحة، وأعتقد أن التجربة كانت ناجحة إلى حد كبير، والحمد لله، وحقق البرنامج نجاحاً جيداً، وكان تجربة مفيدة ومختلفة بالنسبة لي، ولكن بالنسبة للمشاركة في الموسم الجديد لا أستطيع تحديد الأمور من الآن، وما زال الوقت مبكراً على حسم هذا الأمر.
وتحدث عن أن البعض يرى أن هذه البرامج مجرد موضة لجأ المطربون إليها بسبب الظروف الاقتصادية والكساد الذي يعانون منه، فقال: إذا كانت هذه البرامج موضة، فيجب أن نحترمها طالما فرضت نفسها بهذه القوة، واستقطبت كل هذا الكم من النجوم الكبار، وساهمت بشكل إيجابي في صعود نجوم جدد.
وعن رفضه لمثل هذه البرامج في البداية، أجاب: هذا صحيح.. كنت رافضاً بشكل كبير لأي مشاركة في مثل هذه البرامج، وعرض علىّ الكثير منها منذ عام 2009، لأني كنت أريد التركيز في عملي فقط، وعدم تشتيت انتباهي في أي شيء آخر، ولكنى رأيت عرض «إكس فاكتور» مناسباً مع الوقت الذى نعيش فيه، وأردت، كما قلت من قبل، رد الجميل للجمهور في شكل مساعدة مواهب جديدة حتى تصبح نجوماً، وأعتقد أن مشاركتي كانت مثمرة.
وعن دخول عالم التمثيل، بعد مطالبة الجمهور أن يخوض التجربة، قال، تعمدت أن أظهر بشخصيتي الطبيعية في البرنامج، وفعلاً هذه النوعية من البرامج تقرب الفنان من جمهوره، وتكشف الجوانب الحقيقية في شخصيته بنسبة كبيرة، وأشكر الجمهور على تقبلهم لي، ورغبتهم في أن أخوض تجربة التمثيل، لكني حتى الآن لا أستطيع التحدث في أي موضوع خارج نطاق الغناء.
وعن انتظار الجمهور منه في رمضان «تتر» مسلسل، أو أغنية بفيلم، بعد نجاح «أهل كايرو» و«فيرتيجو» و«بحبك وحشتيني» وغيرها، فهل ستشارك هذا العام فى غناء التيترات أو أغنيات الأفلام، قال: لا أنكر أن «التيترات» حققت لي شعبية ونجاحاً مهماً، وسعيد بهذا جداً، لكني حتى الآن لم أحدد بشكل نهائي ماذا سأفعل في رمضان المقبل، وهل سأكرر هذه التجربة هذا العام أم لا.
واختتم حديثه عن أمنياته وتوقعاته لمصر والوطن العربي في المرحلة المقبلة، فقال: أعتقد أننا قطعنا شوطاً كبيراً من الصعوبات ونسير فى اتجاه ديمقراطي وإيجابي، وأتمنى أن تكون الأيام المقبلة أفضل وأن يعوض الله الشعوب العربية بكل الخير والاستقرار فيكفي ما مرت به أوطاننا من محن وأزمات ودماء وأوقات عصيبة.