مصادر بـ"الوزراء" عن منشور مياه زرقاء تهدد بعمى طفلة: ادعاء لجمع أموال
مركز طيبة نفى استقبال الطفلة.. والأب لا يقبل غير التحويل النقدي
صورة أرشيفية لطفلة تعاني من المياه الزرقاء
يتاجرون مع الشيطان بافتعال الأكاذيب وادعاء المرض والفقر، مستغلين الأطفال والتعاطف الإنساني لجمع أموالٍ لا يستحقوها ليكونوا سببًا في ضرر غيرهم من المحتاجين، لا فرق بين شارع أو مواصلات أو "فيس بوك"، أحد هؤلاء المدعين أب لفتاة ادعى انتشار المياه الزرقاء في عينيها، ما أدى إلى فقد قدرتها على الرؤية نهائيا، وذاع صيت منشوره عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وهو يطالب بالتبرع بتكاليف العملية التي تصل إلى 30 ألف جنيه؛ لتظهر حقيقة مغايرة لقوله عند التواصل الواقعي.
مصادر في مجلس الوزراء كشفت، لـ"الوطن"، كذب والد الفتاة هدى السيد، التي تبلغ 10 أعوام، بعد رفضه إرسال التقارير الطبية لحالة ابنته، وكذلك منع التواصل معها بحجة أنها محجوزة في مركز طيبة بمركز أشمون التابع لمحافظة المنوفية، رافضًا أيضا أن يأتي بها للعلاج في أحد مستشفيات القاهرة، وادعى كذلك أن مستشفى جامعة المنوفية لا تجري هذه العملية وهو أمر غير صحيح، طالبًا ممن يريد التبرع أن يرسل الأموال عن طريق نظام تتيحه إحدى شركات الاتصالات المحمولة.
وعند التواصل مع مركز طيبة بمحافظة المنوفية نفى مسؤولوه استقبال حالة بهذا الاسم، مؤكدين أنهم لا يحجزون أي حالة مرضية في المركز، وأنهم رأوا المنشور المتداول ونفوا صلتهم بهذا الرجل، إلى جانب أن الرجل يقول إن ابنته مصابة منذ 3 أشهر في حين أن منشور الفيس بوك متداول منذ عام.
النصب الإلكتروني أحد أشكاله إدعاء المرض وتختلف الأمراض وتتنوع، أو بابتكار حيل استثمارية وغيرها للنصب على المواطنين، حتى أنه قبل يومين تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط تشكيل عصابي مكون من 6 أشخاص -أحدهم له معلومات جنائية مسجلة- من بينهم 4 يحملون جنسيات دول أجنبية – مقيمين بنطاق محافظتي القاهرة والجيزة، تخصص في الاستيلاء على أموال المواطنين من مرتادي شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) عن طريق إنشائهم صفحات إلكترونية احتيالية بأسماء أشخاص منتحلة أجنبية خارج البلاد بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث استغل المتهمون تلك الصفحات الاحتيالية في الإيقاع بضحاياهم عن طريق إرسال طلبات صداقة لهم وإيهامهم برغبتهم في استثمار أموالهم بالبلاد وإرسال هدايا عينية لهم، وعقب ذلك يقوموا بإيهام الضحايا بوصول تلك الهدايا للبلاد عن طريق إحدى شركات الشحن الدولية وإيداعها بمخازن الجمارك، ومطالبتهم بإيداع مبالغ مالية في حساب موظف شركة الشحن كرسوم شحن وتخليص جمركي لاستلامها.
وقائع كثيرة محلية وعالمية عايشتها مختلف المجتمع مع قصة ادعاء المرض، حتى أن دكتور مارك فلدمان، أستاذ الطب النفسي، له كتاب "اللعب بالمرض"، تحدث عن تطورات إدعاء المرض من خلال استغلال "الإنترنت"، مستشهدا بالعديد من الحكايات لأشخاص ادعوا المرض من أجل تحقيق مكاسب شخصية واختلاق القصص لتحقيق هدفهم والتي أصبحت عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).