مؤشرات قادت للإيقاع بمحمود عزت: انقسام وانقلابات وتوتر علاقته بالشاطر
باحث: حيل الإخوان في الهرب "مفقوسة وعزت "مستر إكس" الإخوان
مؤشرات قادت للإيقاع بمحمود عزت
القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان الإرهابي، كان حديث الساعات الماضية، بعد أن اختار الاختباء بمحيط مقر وزارة الداخلية وكلية الشرطة، حيث استأجر فيلا بمنطقة التجمع الخامس، على بعد 2 كيلومتر من مقر الوزارة والأكاديمية، لتضليل خطوط بحث الأمن عنه، على طريقة "ريا وسكينة".
تساؤلات عديدة طرحت على الساحة عقب القبض على الإخواني الهارب، حول تواجده في مصر وهل بالفعل كان هاربًا بالخارج وعاد من فترة قصيرة أم أنه تم الزج به لأسباب أخرى، خاصة بعد أن أشاعت مواقع وقنوات الإخوان في قطر وتركيا، بأنه غادر البلاد، بعد اندلاع ثورة 30 يونيو عام منذ 7 أعوام.
الأمن يكشف كذبة الإخوان بعد 7 أعوام.. "عزت لم يهرب"
قصة هروب "عزت" لم يتم رصدها من كافة المنافذ والموانئ المصرية، كما لم يظهر في أي احتفالية أو تجمع للجماعة سواء في قطر أو تركيا، كما تفعل قيادات أخرى، وهو ما دعم تحريات أجهزة الأمن عن اختبائه في البلاد وعدم هروبه، حتى تيقنوا بوجوده داخل البلاد، بحسب ما ذكر موقع "العربي الحديث".
أجهزة الأمن توصلت لمعلومات تفيد بتواجد محمود عزت في مدينة القنايات بالشرقية شمال البلاد، وتم اقتحام عدة مقار وأماكن يختبئ فيها، ولكنه كان يختفي ويهرب قبل القبض عليه، حيث كان يتواصل مع شخصين من جماعة الإخوان داخل مصر، وهما محمد عبدالرحمن، مسؤول اللجنة الإدارية بالجماعة، ومحمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق في عهد الإخوان، وتم القبض على بشر أولًا، ثم محمد عبدالرحمن.
أزمات محمود عزت وخيرت الشاطر.. هل تسببت في القبض عليه؟
أزمات عديدة دبت بين "عزت" وخيرت الشاطر، خاصة بعد حل الجماعة الإرهابية في أغسطس 2014، محمود عزت الذي أصبح عضوًا بمكتب إرشاد الجماعة في 1981، كما تدرج إلى أن أصبح الأمين العام، وفي أثناء الخلاف الشهير على انتخابات مكتب الإرشاد عام 2009، كان يسير الأعمال، كما أنه السبب المباشر في رحيل النائب الأول للمرشد محمد حبيب.
فضل "عزت" الابتعاد عن منصب الأمين العام للجماعة بعد اختيار محمد بديع مرشدًا عامًا، فسلم مقاليد التنظيم لمحمود حسين، حتى يسير بالجماعة في الطريق ذاته، الذي رسمه مسبقًا.
محمود عزت.. رجل الانقلابات داخل الجماعة
وبعد الإطاحة بـ"جبهة القيادات التاريخية" التي تزعمها، قاد "عزت" انقلابا داخل التنظيم، عرف باسم "جبهة القيادة الشبابية" عام 2015، وجاءت مطالبتهم بمراجعات فكرية وتحقيقات داخلية بشأن سياسات مكتب الإرشاد قبل وبعد ثورة يونيو.
حسمت جبهة الإخواني المقبوض عليه، الجانب الأكبر من النزاع الذي تصاعد داخل الجماعة عقب 30 يونيو وسقوط التنظيم، وذلك في أعقاب مقتل القيادي بالجماعة محمد كمال خلال محاولة أجهزة الأمن إلقاء القبض عليه.
عزت والشاطر.. جمعهما التنظيم والأحكام القضائية
عدد كبير من القضايا اتهم فيها عزت، من بينها قضية خلية أبناء الشاطر، التى صدر فيها حكم غيابى بالمؤبد لعزت عام 2017، وفى تلك القضية، كان عزت متهم ثانِ أمام النيابة بعد خيرت الشاطر، باتهامات تلخصت في تأسيس جماعة إرهابية، وإمداد جماعة إرهابية بمعونات مادية ومالية، تتمثل فى أسلحة وذخائر ومهمات وآلات وأموال ومعلومات مع علمه بما تدعو الجماعة إليه وبوسائلها، والحصول على سر من أسرار الدفاع عن البلاد بقصد تسليمه وإفشائه إلى دولة أجنبية، والتخابر بقصد الإضرار بمركز البلاد.
باحث حركات إسلامية: عزت من أهم بقايا النظام المسلح
ماهر عمران، الخبير في شئون الجماعات الإرهابية وباحث الحركات الإسلامية، يقول إن قيادات الجماعات الإرهابية الهاربون دائمًا ما يحاولون أن يتكيفوا مع الظروف المحيطة بهم، للنجاة من "خرم إبرة" بسبب حصار الأمن لهم.
وأضاف "عمران" لـ"الوطن"، أن محمود عزت كان واحدًا من أهم بقايا النظام العسكري المسلح للإخوان، وكان عليه حكما بالمؤبد، ويعد رجلا عسكريا صامتا لا يتكلم كثيرا ولا يقابل أحدا ويشبه "مستر إكس"، والقبض عليه يعتبر ضربة قوية من الأمن المصري، تؤكد بأن باقي العناصر الإرهابية لن يكون لها مكان داخل المجتمع.
وأشار باحث الحركات الإسلامية، إلى أن اتباع "عزت" لذلك الإسلوب الغريب في الهرب، والذي تشابه بعض الشيء مع العمل الفني الشهير "ريا وسكينة"، ما هو إلا حيلة "مفقوسة"، ليبتعد عن أعين الشرطة، معتمدًا على أنهم سيبحثون في نطاق واسع دون التفتيش بالقرب من موقعهم.
كما أوضح أن "عزت" أراد الاختفاء من أجل مواصلة عمله الإرهابي من خلال وسائل مشفرة، لذا يعد سقوطه نجاحا، خاصة أن شخصا له رمزية بقيمة محمود عزت، لديه من العمر نحو 80 عاما ولم يتم القبض عليه دليل على دهائه الشديد وكان من الممكن أن يتسبب في أذى للآمنين الفترة المقبلة.
وأكد "عمران"، أن قيادات الإخوان دائمًا حيلهم خائبة وضغط قوات الأمن الدائم وإحكام قبضته عليهم، يجعلهم في حالة هوس تتسبب في تصرفاتهم الساذجة، لأنهم مطالبين باتخاذ قرارات مهمة في وقت قصير، وهو ما يتسبب في أخطائهم وسقطاتهم.